فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

أنا والقناة السابعة العبرية وجهاز الشاباك الإسرائيلي

على خلفية الفشل الفاقع الذي أصاب الدولة العبرية، عشية معركة طوفان الأقصى، في السابع من أكتوبر، تصاعد الصراع الداخلي الإسرائيلي حتى وصل حد الاشتباك الإعلامي بين أهم مؤسستين في الدولة، وهما الحكومة ممثلة برئاسة الوزراء، وجهاز المخابرات العامة الإسرائيلية، المعروف بجهاز الأمن الداخلي، والمختصر بلفظة "الشاباك"، وهو الجهة الرسمية المسؤولة عن الأمن الداخلي للإسرائيليين، بما في ذلك الأمن داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، ويعتبر هذا الجهاز خزان المعلومات السرية في كل ما يتعلق بحياة الناس الخاصة، وبالأنشطة الأمنية الإسرائيلية الداخلية، وهذه المعلومات السرية والخطيرة عن حياة الناس لا تستثني المسؤولين بما في ذلك حياة الوزراء، وحياة رئيس الوزراء نفسه، وهذا الذي لوّح به رئيس جهاز الشاباك السابق نداف أرغومان، حين هدد في لقاء مع القناة 12 بأنه سيفضح المستور عن سلوك رئيس الوزراء نتانياهو، إذا ما تجاوز القانون.

إذن، توجد لدى جهاز الشاباك الإسرائيلي معلومات سرية لا يعرفها الجمهور الإسرائيلي، معلومات لها علاقة بشخصية رئيس الوزراء نتانياهو، وارتباطاته مع كثير من الأطراف داخل المجتمع الإسرائيلي وخارجة، معلومات تفضح سلوك نتانياهو وتصرفاته، وتجاوزاته في أكثر من مجال، وهذا المعلومات ستكون السلاح الأقوى الذي يقع في يد المعارضة الإسرائيلية، وهي تخوض معركة الشرعية لرئيس الوزراء، الذي يمثل أمام القضاء الإسرائيلي بعدة تهم جنائية.

نتانياهو لم يصمت، ولم يتقبل التهمة الموجهة إليه، لذلك تقدم بشكوى قضائية ضد رئيس جهاز الشاباك السابق نداف ارغومان، في مواجهة تتصاعد بين أهم مؤسستين في الدولة، وهذا يشير إلى حجم الفشل الذي منيت به دولة العدو الإسرائيلي عشية معركة طوفان الأقصى، وارتدادات المعركة على مجمل الحياة السياسية والأمنية الإسرائيلية، التي وصفها الإعلام الإسرائيلي بالفضيحة المخجلة، والمسيئة للأسس التي قام عليها الكيان.

تدخل رئيس جهاز الشاباك السابق جاء داعماً لرئيس جهاز الشاباك الحالي رونين بار، الذي تعرض في الفترة الأخيرة إلى هجوم عنيف من قبل رئيس الحكومة، حتى وصل الأمر إلى استثنائه من جلسات الحكومة، واتهامه بالقصور والفشل أمام حركة حماس، التي نجحت في خداع جهاز الشاباك، والتمويه عليه بهجومها المنظم والكاسح.

تحميل نتانياهو جهاز الشاباك المسؤولية عن الفشل في صد هجوم معركة طوفان الأقصى، جاء بعد استقالة رئيس الإركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، الذي اعترف بفشل الجيش الإسرائيلي الذريع امام رجال النخبة في كتائب القسام، وبهذا يكون رئيس الوزراء نتانياهو قد ألقى بمسؤولية الفشل على الآخرين، وبرأ نفسه من المسؤولية عن الفشل.

تداعيات معركة طوفان الأقصى، وانعكاسها على الصراع الداخلي الإسرائيلي، واتهام جهاز الشاباك بالفشل، يذكرني بتقرير القناة السابعة الإسرائيلية، وهي قناة المستوطنين الإعلامية، حين بثت تقريراً مصوراً عن معركة طوفان الأقصى، ادعت فيه أن أطرافاً عدة في قطاع غزة كانت تعلم بموعد معركة طوفان الأقصى، ما عدا جهاز الشاباك الإسرائيلي، ونشرت القناة السابعة العبرية صورتي الشخصية أنا د. فايز أبو شمالة مع الشهيد يحيى السنوار، وادعت القناة السابعة بأنني كنت على علم بموعد معركة طوفان الأقصى، من خلال علاقتي الشخصية مع يحيى السنوار، وعرضت القناة السابعة لقاء تلفزيوناً كنت قد تحدثت فيه قبل سنوات عن تفاصيل المعركة القادمة مع العدو الإسرائيلي، بما في ذلك اقتحام الحدود، والسيطرة على المستوطنات، وأخذ الكثير من المستوطنين الصهاينة أسرى، ونقلهم إلى غزة.

تقرير القناة السابعة في ذلك الوقت كان يستهدف جهاز الشاباك الإسرائيلي، أكثر مما كان يقصد التحريض ضدي، واتهام السنوار بالثرثرة وإفشاء السر، فالخلافات القائمة بين الإسرائيليين أنفسهم قد تكون أكثر غلاظة وشدة من الصراع القائم مع الفلسطينيين، لذلك كان تقرير قناة المستوطنين السابعة في ذلك الوقت كتاب اتهام بالفشل والقصور لجهاز المخابرات العامة الإسرائيلية الشاباك، الذي عجز عن التقاط المعلومة التي تداولها السنوار مع د. فايز أبو شمالة، ومع غيره من الكتاب الفلسطينيين.

لقد جاء تقرير القناة السابعة العبرية والناطقة باسم المستوطنين الصهاينة داعماً لرئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو، وجاء لتزكيته، ونفي تهمة القصور والتباطؤ في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.

المصدر / فلسطين أون لاين