فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

الفقر يدفع شبابًا لبيع مخلفات معدنية وبلاستيكية بغزة للإنفاق على أسرهم

...
الفقر يدفع شبابًا لبيع مخلفات معدنية وبلاستيكية بغزة للإنفاق على أسرهم 
غزة/ رامي محمد

في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، والتي تفاقمت بسبب حرب الإبادة الجماعية والقيود المفروضة على حركة البضائع والأفراد، يلجأ العديد من الشباب إلى أعمال غير تقليدية لتأمين قوت يومهم وإعالة أسرهم. 

من بين هؤلاء الشاب "لؤي" الذي يتنقل يوميًا بين الأزقة والحواري برفقة مجموعة من أصدقائه، يجرون عربة يدوية بحثًا عن مخلفات من النحاس والألمنيوم في المناطق المهدمة ومناطق تجميع المخلفات.  

يقضي لؤي، الذي فضل الاكتفاء باسمه الأول، ساعات طويلة في البحث بين الأنقاض، حيث يجمع قطعًا صغيرة من النحاس والألمنيوم، ثم يتوجه بها إلى محلات صغيرة تشتري هذه المخلفات بأسعار محدودة. 

وعن سبب مزاولته ذلك العمل، يقول لصحيفة "فلسطين": "أعمل في هذا المجال لأنني لا أملك خيارًا آخر الوضع الاقتصادي صعب، وأنا أعيل أسرة مكونة من ستة أفراد هذا العمل هو الوسيلة الوحيدة لتأمين الطعام لهم".

ويضيف لؤي: "نبدأ يومنا باكرًا، ونبحث في المناطق التي تعرضت للقصف أو الهدم، حيث نجد كميات أكبر من النحاس والألمنيوم أحيانًا نجد أشياء أخرى يمكن بيعها، لكن النحاس والألمنيوم هما الأكثر طلبًا".  

ويبين صديقه عبد السلام أن الحرب الأخيرة على قطاع غزة أدت إلى دمار واسع، حيث تم تدمير العديد من البنى التحتية، بما في ذلك شبكات الكهرباء وخطوط التوزيع. 

ويضيف لـ "فلسطين أون لاين" أنه نتج عن هذا الدمار كميات كبيرة من المخلفات المعدنية، مثل النحاس من الأسلاك الكهربائية والألمنيوم من الأبواب والنوافذ.

يتابع: هذه المخلفات أصبحت مصدر رزق للعديد من الشباب الذين يعملون في جمعها وبيعها.

ويعاني قطاع غزة من أزمة اقتصادية خانقة بسبب الحصار الإسرائيلي الذي يستمر منذ أكثر من 15 عامًا، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة لتصل إلى مستويات غير مسبوقة كما أن القيود المفروضة على حركة البضائع من وإلى القطاع جعلت من الصعب على المواطنين العثور على فرص عمل تقليدية، مما دفع الكثيرين إلى البحث عن مصادر دخل غير تقليدية، مثل جمع المخلفات المعدنية والبلاستيكية.  

على الجانب الآخر من شارع صلاح الدين، يقف محمد أبو صلاح، الذي يشتري المخلفات من لؤي وغيره من الشباب. 

يشتري أبو صلاح كما أخبر "فلسطين أون لاين" الكيلوغرام الواحد من النحاس بخمسة شواقل، بينما يشتري الكيلوغرام من الألمنيوم بشيقل واحد. 

ويوضح أن هذه الأسعار محدودة بسبب انخفاض الطلب على هذه المواد في السوق المحلي، بالإضافة إلى صعوبة تصديرها بسبب القيود المفروضة على حركة البضائع من وإلى قطاع غزة.  

ويضيف أبو صلاح: "بعد شراء المخلفات، أقوم ببيعها إلى تجار آخرين يقومون بتكديس المعادن مثل النحاس والألمنيوم حتى يتمكنوا من تصديرها إلى الداخل المحتل أو السوق المصرية عندما تسمح سلطات الاحتلال بذلك". 

في ظل هذه الأوضاع الصعبة، ظهرت مشاريع مبتكرة لتحويل المخلفات البلاستيكية إلى وقود، مثل السولار. حيث يتم جمع البلاستيك من قبل العمال مثل لؤي، ثم بيعه إلى محطات خاصة تقوم بمعالجته. 

في إحدى هذه المحطات، الواقعة في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة، يتم حرق البلاستيك في ظروف معينة لتحويله إلى وقود سائل يشبه السولار. وعلى الرغم من أن هذه العملية قد لا تتم بمعايير السلامة البيئية الكافية، إلا أنها تعتبر مصدرًا مهمًا لتوفير الوقود للسوق المحلي، خاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي المتكرر واعتماد الكثير من الأهالي على المولدات الكهربائية. 

المصدر / فلسطين أون لاين