فلسطين أون لاين

تحليل: استخدام الاحتلال للتَّجويع يكشف فشل خياراته العسكرية بغزَّة

تحليل: استخدام الاحتلال للتجويع يكشف فشل خياراته العسكرية بغزة
تحليل: استخدام الاحتلال للتجويع يكشف فشل خياراته العسكرية بغزة
فلسطين أون لاين

مع استمرار عجز الاحتلال الإسرائيلي عن تحقيق أهدافه في الحرب على قطاع غزة، عبر آلته العسكرية، بات يلجأ إلى أساليب غير تقليدية في محاولته إلى تركيع الشعب الفلسطيني، مثل الحصار والتجويع وقطع الخدمات الأساسية، ومع ذلك، فإن هذه السياسات التي استخدمت على مدار أكثر من 500 يومًا لم تفلح في كسر إرادة المقاومة أو التأثير على صمود الفلسطينيين.

في ظل هذه الواقع، يرى خبيران عسكريان أن استخدام الاحتلال التجويع والحصار كأدوات رئيسية في استراتيجياته ضد قطاع غزة، يعكس فقدان القدرة على الحسم العسكري التقليدي، ما يدفعه إلى تصعيد وسائل الضغط غير التقليدية.  

ويواصل جش الاحتلال، لليوم الثالث عشر تواليًا، اغلاق معابر قطاع غزة، أمام دخول المساعدات الإنسانية، والوقود، لأكثر من مليوني فلسطيني، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على المقاومة لإجبارها على القبول بإملاءاته.

أداة الفشل العسكري

وأكد الخبير العسكري والاستراتيجي، نضال أبو زيد، أن الاحتلال الإسرائيلي بات يلجأ إلى العنف غير التقليدي مثل الحصار، التجويع، وقطع الكهرباء، بعد أن فقد القدرة على العودة للخيار العسكري التقليدي بشكل حاسم. 

وأوضح أبو زيد لـ "فلسطين أون لاين"، أن تصاعد استخدام الاحتلال لهذه الأدوات يأتي بالتزامن مع المساعي الأمريكية لدفع مسار التفاوض الدبلوماسي، ما يعكس تطبيقًا واضحًا لسياسة "العصا والجزرة" في ظل عجز الطرفين عن تحقيق حسم عسكري أو سياسي واضح.  
وأشار إلى أن هذه الأساليب، التي استُخدمت على مدار 523 يومًا من حرب الإبادة، لم تُحقق النتائج المرجوة، حيث لا يزال الشعب الفلسطيني صامدًا، والمقاومة مستمرة في عملياتها. 

وأضاف أن الاحتلال يسعى لزيادة الضغط بهدف تأليب الحاضنة الشعبية على المقاومة، متناسيًا أن العقيدة الأيديولوجية للمقاومة ترتكز على "الصبر الاستراتيجي"، مما يقلل من فعالية هذه السياسات.  

وكانت أوساط إعلامية عبرية، قد شككت في قدرة جيش الاحتلال على العودة للحرب مجدداً في قطاع غزة في ظل رفض الكثير من جنود الاحتياط الخدمة. وقال المحلل العسكري الإسرائيلي في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل: "يبدو أن خطراً يهدد فكرة العودة للحرب على غزة وهو أن بعض جنود الاحتياط قد لا يمتثلون للخدمة بسبب الإنهاك والشكوك".

صمود فلسطيني

من جانبه، الخبير في الشأن العسكري والاستراتيجي، عصام ملكاوي، أكد أن سياسة التجويع قد تحقق أهدافها في سياقات معينة، لكنها غير فعالة ضد الشعب الفلسطيني.

وقال ملكاوي لـ "فسطين أون لاين"، إن الشعب الفلسطيني اعتاد على سياسات القمع والتنكيل الإسرائيلية منذ عقود، ومع ذلك، لم تنجح أي من هذه الأدوات في كسر إرادة المقاومة.  

ويعتقد الخبير العسكري أن (إسرائيل) فقدت كل أدواتها لإخضاع الشعب الفلسطيني، ما يدفعها إلى التخبط واللجوء إلى خيارات يائسة، مثل تشديد الحصار وتجويع المدنيين. 

وأضاف ملكاوي: "الجوع يميت الجسد لكنه لا يميت الروح، ومن يأكل ليعيش ليس كمن يعيش ليأكل، ورغم شح الطعام، تبقى الإرادة الفلسطينية أقوى من الحصار".

ولفت إلى أن الاحتلال لم يبق على جريمة حرب الا واستخدمها خلال حربه على قطاع غزة على غرار التجويع وتدمير البنية التحتية والتهجير القسري، لكنه فشل في تحقيق أهدافه. 

وخلال حرب الإبادة التي بدأها الاحتلال في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عانى الفلسطينيون من مجاعة جراء القيود المشددة التي فرضتها (إسرائيل) على دخول المساعدات، ما دفعهم لتناول بدائل كأعلاف الحيوانات والحشائش وتقليص الوجبات اليومية وكميتها.

اخبار ذات صلة