فلسطين أون لاين

ثلاثة أجزاء.. هكذا انتشل سهيل جثمان والدته الشهيدة من تحت الركام

...
ثلاثة أجزاء.. هكذا انتشل سهيل جثمان والدته الشهيدة من تحت الركام
غزة/ مريم الشوبكي

في ديسمبر 2023، أي بعد شهرين من بدء حرب الإبادة الإسرائيلية، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة بحق عائلة عبد الرؤوف المجدلاوي في حي الجرن في مخيم جباليا، استشهد فيها أكثر من 15 شخصًا من أبنائه وأحفاده وزوجته أم نبيل، الذين لا يزال بعضهم عالقًا تحت الأنقاض حتى يومنا هذا.

أم نبيل كانت أول أسيرة يعتقلها الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا بداية سبعينيات القرن الماضي، وبعد إعلان وقف إطلاق النار في غزة أواخر يناير الماضي، تمكن الابن سهيل من العودة إلى منزله للبحث عن والدته وإخوته، محاولًا إخراج جثامينهم من تحت الأنقاض.

"اضطررت إلى تقطيع والدتي إلى ثلاث قطع حتى أتمكن من إخراجها من تحت الركام"، هذا أقسى ما رواه الابن سهيل بعد العودة لمنزل عائلته الذي حولت طائرة حربية إسرائيلية طوابقه الأربعة إلى كومة ركام، وتدفن بين طياتها ستة جثامين من العائلة، بعدما تمكن من انتشال ١١ جثمانًا.

يتابع لـ "فلسطين أون لاين": "كان الأمر شاقا علي، وصعبا على النفس للغاية، أن أتخذ قرارا بتقطيع والدتي لثلاثة أقسام حتى أتمكن من إكرام جثمانها، وتكفينها، ومن ثم الصلاة عليها، ودفنها في مقبرة معلومة لدي".

عاد سهيل للعيش تحت سقف ما تبقى من منزله المدمر، وفي الناحية الأخرى ما تزال الجثث عالقة بين الأنقاض، يقول سهيل "أنام هنا وبقية الشهداء في الجهة المقابلة لي، يعني أنني أنام بين الأموات".

منذ عودة سهيل إلى المنزل وهو يحاول يوميا النبش بين الركام لعله يتمكن من إخراج جثامين إخوته، وأبنائهم، ولكن البحث عنهم يشبه المستحيل في ظل عدم توفر المعدات الثقيلة التي تمكنه من إزالة الركام وإخراج الجثامين.

يقول سهيل: "كل يوم أرفع ما أستطيع من الحجارة من على السطح، ولكني لا أستطيع التعمق أكثر فليس لدي أي معدات تمكنني من ذلك، وأخشى من انهيار ما تبقى من السقف المتصدع علي في أثناء البحث".

ويضيف: "متأكد تماما أنهم في جهة ما تحت الأنقاض، ولكن لا أستطيع فعل أي شيء، أشعر باليأس، والحزن، والإرهاق، ولكن ما باليد حيلة، مر على فقدانهم قرابة العام ونصف العام، ولم أتمكن بعد من تكفينهم، والصلاة عليهم، ودفنهم كما يليق بهم".

يصارع سهيل من أجل إخراج جثامين عائلته، في وقت يواجه جهاز الدفاع المدني تحديات كبيرة تعيق أداء مهامه بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المعدات والإمدادات اللازمة لعمله.

وهذا الأمر يطيل من انتظاره، ومن انتظار الجثامين كذلك مثله مثل آلاف غيره يعانون ذات المشكلة.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة فإن أكثر من 14 ألف مفقود في القطاع عدد كبير منهم شهداء تحت أنقاض المباني المدمرة، مشيرًا إلى العثور على جثامين أكثر من 600 شهيد منذ وقف العدوان.

المصدر / فلسطين أون لاين