فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

مئات المصابين يحتاجون لتدخلات جراحية

مدير مستشفى العيون لـ"فلسطين أون لاين": إغلاق المعابر يقطع الإمدادات الطِّبية ونعمل بالحد الأدنى بسبب نقصها

...
مدير مستشفى العيون لـ"فلسطين أون لاين": إغلاق المعابر يقطع الإمدادات الطِّبية ونعمل بالحد الأدنى بسبب نقصها
غزة/ نبيل سنونو

قال مدير مستشفى العيون في غزة د.عبد السلام صباح: إن إغلاق معابر قطاع غزة هو قطع لوسيلة الإمداد بالعلاجات والمستلزمات الطبية، في وقت يعمل المستشفى بالحد الأدنى لنقص متطلبات عملها.

وفي تصريحات لـ "فلسطين أون لاين" أمس، أوضح صباح، وهو أيضًا مسؤول خدمات العيون في وزارة الصحة، أنه لم يدخل قطاع غزة أي جهاز تشخيصي لمرضى العيون، وكل الأجهزة التشخيصية مدمرة على الرغم من وجوب اعتماد خدمات العيون على المعدات الحديثة.

وتمكن أطباء غزة من ترميم المستشفى وهي الرئيسة المخصصة لتقديم خدمات طب العيون وإعادتها للعمل بعدما استهلت قوات الاحتلال بها استهداف مشافي القطاع في خضم حرب الإبادة الجماعية، فكانت أول مستشفى تعرضت للحرق والتدمير في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.

ومولت مؤسسة البركة الجزائرية مشروع ترميم مستشفى العيون ضمن حملتها "الوعد المفعول" التي أطلقتها لمساندة الغزيين ودعمهم.

وعن واقع عمل المستشفى، أوضح صباح أن الخدمة المقدمة هي بالحد الأدنى بسبب نقص وتلف عدد كبير من الأجهزة التشخيصية والمعدات الطبية المطلوبة والمستهلكات بالدرجة الأولى وأيضا النقص الكبير في الأدوية العلاجية الخاصة بمرضى العيون ولاسيما علاجات مرضى الجلوكوما وتلك اللازمة للعمليات وعلاجات مضادات الفيروسات المتعلقة بتقرحات القرنية.

وأشار إلى نقص المستهلكات الطبية والأدوات الخاصة بالعمليات الجراحية مثل جراحة الشبكية، مع فقد ونقص حاد فيها.

وبين أن عمليات جراحية أجريت بوجود وفود من مصر وأمريكا وبعض دول أوروبا قدموا لقطاع غزة من جراحي الشبكية والسائل الزجاجي وأحضروا معهم بعض المعدات ولكنها نفدت خلال وجود تلك الوفود.

كما أن بعض المستهلكات التي كانت الموجودة في مخازن وزارة الصحة استهلكت بالكامل تقريبا خاصة ما يرتبط منها  بجراحة الشبكية والسائل الزجاجي.

ونتيجة لذلك فإن إجراء هذه العمليات أصبح صعبا حاليا، رغم حاجة المئات من مصابي حرب الإبادة الجماعية تدخلات علاجية لجراحة الشبكية، وهو ما يسبب معاناة شديدة، وفق صباح.

سلسلة احتياجات

وتابع: حتى عمليات المياه البيضاء في العيون وهي الأكثر إجراء تواجه تحديات منها نقص العدسات وأنواع العدسات والعلاجات الخاصة بما بعد العمليات مثل المضادات الحيوية وغير ذلك.

وأكد أنه إذا لم تتوفر السلسلة الكاملة من الاحتياجات والمهمات والعلاجات لا يمكن إجراء عملية جراحية يخرج بعدها المريض لمراكز الإيواء بظروف صعبة.

ومن التحديات أيضا -والحديث لصباح- الأعداد الكبيرة التي تراجع مستشفى العيون التي تعمل حاليا في الفترة الصباحية وتخطط للعمل بدءا من الأسبوع المقبل على مدار الساعة.

وتضاعفت الأعداد مع عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله أواخر يناير/كانون الثاني. وقدر صباح عدد المرضى الذين يترددون يوميا على المستشفى بما يتراوح بين 180-250 مريضا يقصدون العيادات الخارجية بالإضافة إلى الطوارئ.

وبين أن المستشفى تضطر إلى تأجيل استقبال عدد منهم لأيام أخرى.

وأشار إلى أن المستشفى تستقبل أيضا مصابين جددا من جراء إطلاق الاحتلال النار أو انفجار أجسام غريبة من مخلفاته أو أثناء ترميم المواطنين بيوتا مدمرة.

وفيما يخص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في ظل قطع الاحتلال الكهرباء عن قطاع غزة، قال صباح: إنه يقدم بالحد الأدنى فقط من خلال وزارة الصحة.

وتحاول المستشفى التغلب كذلك على تحديات ترتبط بنقص أجهزة الحواسيب والأدوات اللازمة لتفعيل برنامج الحجوزات المحوسب، من خلال إتاحة حجز المريض عبر الإنترنت أو الهاتف أو الحضور للمستشفى، بحسب صباح.

وأفاد بأن "هناك عددا كبيرا من مرضى العيون يعانون من أمراض مزمنة أدت إلى فقد في حدة إبصارهم وهناك عدد من المرضى الذين تضاعفت لديهم مشاكل متعلقة بمرض المياه البيضاء وأدى ذلك لفقد البصر عند عدد كبير منهم وهؤلاء تم تصنيف عدد منهم ونحتاج الوقت المناسب لعلاجهم".

إعادة ترميم كامل

وذكر صباح أن استهداف الاحتلال للمستشفى في بداية حرب الإبادة الجماعية أخرجها بالكامل عن الخدمة، ودمر عددا كبيرا من أجهزتها وإمكاناتها وخرب ودمر غالبية مبانيها وبنيتها التحتية، واستمر ذلك حتى ٣٠ ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث رممتها مؤسسة البركة الجزائرية جزئيا لتستعيد جزءا من طاقتها وخدماتها للمواطنين.

لكن لا تزال مبان في المستشفى بحاجة لترميم ومنها مبنيا الإدارة والأطباء والمنطقة التعليمية وقاعة المحاضرات الخاصة بالبرنامج التدريبي "البورد الفلسطيني" واللقاءات الصباحية والطابق السفلي من المبنى الشرقي حيث الأرشيف والمكاتب والمخازن الخاصة به.

وشدد صباح على الحاجة لإعادة ترميم المستشفى كاملة وإضافة طوابق لتوسعة خدماتها وتوفير المستهلكات للطبية والعلاجية عاجلا وأيضا توفير الأجهزة الطبية والتشخيصية اللازمة.

وأكد أهمية تقديم خدمات العيون للمواطنين للحفاظ على أبصارهم وهي من أغلى ما يملك الإنسان.

وفي الثاني من مارس/آذار أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معابر قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية في انتهاك لاتفاق وقف حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة وتبادل الأسرى الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني.

وارتكبت قوات الاحتلال بين السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، وبدعم أمريكي وأوروبي، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 160 ألفا و300 شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

المصدر / فلسطين أون لاين