قال عضو لجنة التنسيق الفصائلي في طولكرم، سفيان بركات، إن الاحتلال الإسرائيلي يواصل جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني، ومحاولات التهجير القسري للمواطنين، وتدمير المنازل والمباني والبنية التحتية، إضافة إلى ممارسات التنكيل في عموم محافظة طولكرم، شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح بركات لـ "فلسطين أون لاين" أمس، أن الدمار الذي لحق بمخيمي طولكرم وعين شمس في طولكرم كان واسعًا وبطريقة بشعة، حيث تم تدمير مئات المنازل والمباني والبنية التحتية بشكل كامل.
وأشار إلى أن بعض الأهالي ما زالوا داخل المخيمين، وكذلك بعض العائلات على أطرافهما، يرفضون الخروج من منازلهم، في ظل أوضاعهم الإنسانية الصعبة من جراء استمرار العدوان.
ويواصل الاحتلال العدوان على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ44 على التوالي، ولليوم الـ31 على مخيم نور شمس. وأدى العدوان لاستشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 9 آلاف شخص من مخيم نور شمس، و12 ألف شخص من مخيم طولكرم.
وأكد بركات أن الاحتلال يواصل حربه ضد شعبنا في محاولة واضحة لتصفية حق العودة، وإنهاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وأضاف أن هذا العدوان الممنهج يتضمن تدمير المنازل بشكل كبير لفتح شوارع داخل المخيمات بهدف القضاء عليها وإزالة عن الارض، لكنه أكد أن مخطط الاحتلال لن ينجح.
وشدد على أن مخيمات اللاجئين ليست هي مجرد أماكن سكن، بل قضية سياسية مركزية في صلب القضية الفلسطينية التي تتعرض لحرب "صهيونية أميركية شرسة".
وأشار إلى أن الاقتحامات اليومية لمدينة طولكرم والقرى المحيطة بها تسببت في شلل اقتصادي بالمحافظة، حيث ارتفعت معدلات البطالة إلى ما يزيد عن 50%، وكذلك ارتفع خط الفقر بشكل مخيف.
وأضاف أن الاحتلال يمارس سياسات تدميرية للمقومات الفلسطينية بشكل عام، وأن هذه الاقتحامات تؤدي إلى تعطيل العملية التعليمية وتدمير النسيج الاجتماعي في المحافظة.
دور المجتمع المحلي
وفيما يتعلق بالدور المطلوب لتعزيز صمود المواطنين في طولكرم، شدد بركات على أن المسؤولية الأولى تقع على عاتق الحكومة ومؤسساتها ووكالة الغوث، إلى جانب الدور المهم للمجتمع المحلي والمؤسسات الأهلية.
وأوضح أن المجتمع المحلي قام بدور إغاثي كبير، لكن طول مدة العدوان أنهك الجميع، وأصبح من الضروري أن تعمل المؤسسات الرسمية وأونروا على تعزيز صمود سكان المخيمات من خلال إغاثة النازحين، ووضع آليات سريعة لإعادة إعمار المنازل المتضررة.
وطالب بركات الحكومة في رام الله بإيلاء اهتمام أكبر لمحافظة طولكرم لتمكين أبناء شعبنا من الصمود في وجه الحصار الخانق والعدوان المتواصل.
كما شدد على ضرورة الضغط على أونروا للقيام بدورها المنوط بها بتحمل المسؤولية القانونية تجاه اللاجئين الفلسطينيين حسب القرارات الدولية التي لا تنتهي بالتقادم ولا تنتهي بإجراءات الاحتلال.
وأشار إلى أن الفصائل في طولكرم أسست لجان إغاثية مشتركة من الفصائل والمؤسسات الأهلية، تقدم الدعم والمساعدة للنازحين في المخيمات والمناطق المتضررة من العدوان.
وفيما يخص الوضع الفلسطيني، أكد بركات أن الوحدة الوطنية الفلسطينية في برنامج سياسي واحد أصبحت ضرورة لمواجهة العدوان الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن الخطاب الأمريكي سبق في بعض الأحيان الخطاب الفاشي لحكومة الاحتلال، مما يضع عبئًا إضافيًا على الشعب الفلسطيني، لافتًا إلى ضرورة فضح سياسات الاحتلال وجرائمه وتعريته على المستوى الدولي.
كما انتقد بركات الصمت الدولي تجاه ما يحدث في جنين وطولكرم، داعيًا إلى تحرك دولي حاسم لوضع حد لسياسات الاحتلال الفاشية ضد الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.