بعد مرور 522 على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، لا تزال التساؤلات قائمة حول أسباب الفشل الاستخباراتي والعسكري الإسرائيلي في التصدي للهجوم. وعلى الرغم من نشر الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك) تحقيقات أولية، إلا أن الغموض لا يزال يحيط بالحدث، مما دفع العديد من الأصوات السياسية والإعلامية إلى المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية لكشف الحقائق وتحميل المسؤوليات.
ضرورة تحقيق مستقل وشامل
وحسب ما أورد موقع "يديعوت أحرنوت" في مقال للكاتب أري شافي، فإن المحللون يرون أن استمرار الغموض حول ما حدث يعكس خللًا في الثقافة التنظيمية للمؤسسات الأمنية، ويزيد من القلق الشعبي بشأن قدرة (إسرائيل) على منع كوارث مماثلة في المستقبل.
ويؤكد الكاتب في مقاله أن (إسرائيل) "تصرفت بحماقة وتستمر في ذلك"، مما يعرضها لـ"تهديد وجودي".
ويشدد شافيت على أن تشكيل لجنة تحقيق ليس ترفًا سياسيًا، بل ضرورة تاريخية، إذ إن عدم محاسبة المسؤولين قد يعمّق الأزمة الأمنية ويفقد الجمهور ثقته بالمؤسسات الحكومية.
عقبة قانونية وسياسية
وفقًا للقانون الإسرائيلي، فإن تشكيل لجنة تحقيق رسمية يتطلب تكليفًا من الحكومة لرئيس المحكمة العليا، وهو ما يُعقد الأمور في ظل التوترات بين السلطتين التنفيذية والقضائية.
ويرى شافيت أن الحل يكمن في تحقيق توافقي بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ورئيس المحكمة العليا إسحاق عميت، لضمان تشكيل لجنة تتمتع بالمصداقية والاستقلالية.
أعضاء مقترحون للجنة التحقيق
اقترح شافيت تشكيلة تجمع بين الخبرات القانونية والعسكرية والأمنية، وتضم الأسماء التالية:
القاضي نعوم سولبرج – رئيسًا للجنة، نظرًا لخبرته القانونية وتوجهاته المحافظة المعتدلة.
القاضية دفنا باراك إيريز – عضوةً في اللجنة، لضمان التوازن بين التيارات القانونية المختلفة.
المقدم (احتياط) غابي أشكنازي – عضوًا يمثل الجانب العسكري بخبرته الواسعة في الجيش الإسرائيلي.
العقيد (احتياط) جيورا إيلاند – عضوًا متخصصًا في التخطيط الاستراتيجي والأمن القومي.
يوفال شتاينتس – عضوًا مستقلًا يمثل قطاع الأعمال والإدارة، ليضمن رؤية غير منحازة.
مستقبل التحقيق والإصلاح
يشير شافيت إلى أن تشكيل اللجنة وفق هذا النموذج قد يكون خطوة نحو إصلاح أوسع، خاصة أن (إسرائيل) تأخرت 17 شهرًا في التعامل مع تداعيات الكارثة.
ويؤكد أن الوقت قد حان لوضع خارطة طريق واضحة لإصلاح المؤسسات الأمنية والاستخباراتية، منعًا لتكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.