فلسطين أون لاين

المحرر نصر ناجي.. عناق إلكتروني مع أمل الحرية

المحرر نصر ناجي.. عناق إلكتروني مع أمل الحرية
المحرر نصر ناجي.. عناق إلكتروني مع أمل الحرية
فلسطين أون لاين

عناق إلكتروني حميم هو كل ما حظي به حتى اللحظة الأسير المحرر نصر ناجي من ابنه "يمان" (ستة أعوام)، فهو يقضي ساعات طوال في الحديث معه، بعد أن جاء إلى الدنيا عبر نطفة مهربة، ليعبر بذلك عن شعوره بالأمل بالحرية وتفاؤله بأن باب السجن لا بد أن يُكسر يومًا بيد مقاومة شعبه، كما توضح زوجته آلاء غنام.

فرغم ظلمة السجن التي نالت من أسرة المحرر ناجي – العائلة المشهورة بلقب "أبو حميد" – وأشقائه، حتى أصبحت والدتهم، أم ناصر أبو حميد، رمزًا للمرأة الفلسطينية الصابرة المضحية، حيث غيب السجن خمسة من أبنائها دفعة واحدة، جميعهم من ذوي المحكوميات العالية، إلى أن نال المرض من جسد الشهيد ناصر واستشهد عام 2022، إلا أن "صفقة طوفان الأحرار" كانت مصدر سعادة لا مثيل لها للعائلة، بتحرر ثلاثة منهم دفعة واحدة (نصر، ومحمد، وشريف).

تقول غنام: "لم يفقد زوجي الأمل بالحرية أبدًا رغم أنه محكوم بخمسة مؤبدات، وكان ذلك دافعًا لنا لخوض تجربة (النطف المهربة) حتى رزقنا الله بـ(يمان)، الذي خاض منذ صغره صراعًا مع الاحتلال الإسرائيلي، حيث منعوه من زيارة والده، ولم يسمحوا له بذلك إلا بعد عناء".

ثم عاد "يمان" للانقطاع عن والده خلال فترة الحرب الإسرائيلية على غزة، بسبب منع الاحتلال لزيارة الأسرى، ورغم أن والده لم يعد إلى البيت بعد تحرره، وتم إبعاده إلى مصر، إلا أن علاقة رائعة بدأت تتبلور بينه وبين "يمان"، حيث أظهرا تعلقًا شديدًا ببعضهما رغم أن اللقاء حتى اللحظة إلكتروني فقط.

وجاءت علاقة نصر بـ"يمان" تسلية له عن صدمته عندما علم بأن ابنه رائد (24 عامًا)، والذي كان يبلغ عامًا واحدًا فقط عند اعتقال والده، معتقل في سجون الاحتلال منذ أربعة أشهر، ولن يتمكن من رؤيته أو الحديث معه، حيث لم يكن لديه أي علم باعتقاله إلا بعد الإفراج عنه.

وما إن علمت الأسرة بخبر الإفراج عن "نصر" وإبعاده، حتى شدّت غنام الرحال برفقة ابنها عائد (23 عامًا)، الذي كان جنينًا في بطنها حينما اعتقل والده، ويمان، ووالدة زوجها، وأشقائه الأربعة الموجودين خارج السجون، للسفر للقاء نصر وشقيقيه المحررين محمد وشريف، إلا أنهم جوبهوا بـ"المنع الأمني الإسرائيلي"، فعادوا أدراجهم إلى رام الله.

لكن "التنغيص الإسرائيلي" لم يفلح في نزع السعادة الغامرة من قلوب أسرة ناجي بحريته، فبالنسبة لهم، أصبح حرًا طليقًا بعد ثلاثة وعشرين عامًا من الأسر، يمكنهم التواصل معه بحرية، والحديث عن كل ما يجول في خاطرهم، حيث تنعكس سعادته بالإفراج عنه فرحًا في قلوبهم، على أمل أن يكون اللقاء قريبًا.

وتشعر الزوجة "غنام" وكأن جبلًا قد أُزيح عن كاهلها، بعد أن أصبح بمقدور "نصر" التواصل مع أبنائه، وتوجيههم، ومشاركتهم يومياتهم، وتخفيف جزء من المسؤولية عنها ولو عن بُعد، بعد أن ظلت لأكثر من عقدين من الزمان تلعب دور الأب والأم معًا.

تقول "غنام" لـ "فلسطين أون لاين": "حملتُ مسؤولية الأسرة منذ البداية، ولم نسلم أبدًا من تنغيص الاحتلال، فقد هُدم بيتنا ثلاث مرات، وحاليًا تم اعتقال ابني البكر رائد، وهو في السجن دون محاكمة حتى اللحظة".

وتضيف: "حياتنا كعائلة ناجي (أبو حميد) سلسلة من المعارك مع الاحتلال، فقد استشهد شقيق زوجي، عبد المنعم، في الانتفاضة الأولى، ثم اعتقل الاحتلال زوجي وثلاثة من أشقائه، وأصدر بحقهم أحكامًا بالسجن المؤبد، واستشهد ناصر في السجن، وقد أُفرج عن ثلاثة منهم ضمن صفقة (طوفان الأحرار)، واليوم يواصل الاحتلال ظلمه بحقنا ويمنعنا من لقائهم بعد تحررهم".

وتواصل حديثها: "لكننا لم نفقد الأمل يومًا، حتى في أحلك الظروف التي عشناها، ورغم حكم زوجي الطويل في السجن، فإننا نؤمن بأن اللقاء سيكون قريبًا رغم أنف الاحتلال، وننتظر بلهفة تلك اللحظة التي طال انتظارها".

يشار إلى أن المحرر نصر، البالغ من العمر (51 عامًا)، تعرض للاعتقال منذ أن كان طفلًا، وأمضى ما مجموعه 30 عامًا في سجون الاحتلال، وهو محكوم بالسجن خمس مؤبدات.

اخبار ذات صلة