قائمة الموقع

​توالي المناشدات لإنقاذ المدنيين في حلب

2016-12-13T11:29:52+02:00
طفل يبكي قريب له قتل في حلب (أ ف ب)

أطلقت منظمات حقوقية وناشطون من داخل حلب، نداءات ومناشدات لتدارك الوضع الإنساني فيها، والحيلولة دون وقوع مذابح مع القصف المتواصل على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة، والتقدم الذي تحرزه قوات النظام والميليشيات التابعة لها في تلك الأحياء.

وأصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش، بياناً طالبت فيه النظام السوري والمجموعات المسلحة، بالتحرك فوراً دون قيد أو شرط، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى الأجزاء التي تسيطر عليها المعارضة في حلب.

ونقل البيان، الصادر أمس ، شهادات لنشطاء وسكان في مناطق شرق حلب المحاصرة، قالوا فيها إن الوضع في تلك المناطق سيء للغاية، مع وجود نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، والصعوبة الكبيرة في تقديم المساعدة الطبية.

ونشرت الناشطة السورية، لينا الشامي، التي تعيش شرقي حلب، مقطع فيديو عبر حسابها على تويتر أمس، قالت فيه باللغة الإنجليزية "إننا نواجه إبادة جماعية هنا شرقي حلب، قد يكون هذا الفيديو الأخير لي. 50 ألف من المدنيين ممن ثاروا ضد الديكتاتور الأسد مهددون بالإعدامات الميدانية أو الموت تحت القصف. وفقا للنشطاء أعدمت قوات الأسد والميليشيات الداعمة لها أكثر من 180 شخصاً ميدانياً في المناطق التي سيطر عليها النظام مؤخراً. المدنيون محصورون في منطقة صغيرة لا تتجاوز مساحتها كيلومترين مربعين، بدون منطقة آمنة ولا حياة، كل قنبلة تمثل مذبحة جديدة".

وفي تسجيل صوتي لها، قالت الشامي إن الوضع الإنساني في المناطق المحاصرة بات كارثياً، وهو يصبح أكثر سوءاً شيئاً فشيئاً، حيث نفدت المواد الغذائية وكذلك الوقود والأدوية.

ونشر الدفاع المدني في حلب أو "القبعات البيضاء" كما بات يُعرف، عبر حسابه على موقع تويتر أمس، بياناً دعا فيه المجتمع الدولي لتوفير ممر آمن لخروج 100 ألف شخص، من حلب. وأضاف البيان "نعرف أن الأمم المتحدة لديها خطة لإخراجنا عبر غربي حلب(....) إلا أننا نريد ضمانات لأمن العاملين لدى الأمم المتحدة والعاملين معنا".

وتابع البيان "لا نصدق أن أكثر دول العالم قوة لا يمكنها إخراج 100 ألف روح، عبر 4 كيلومترات، إلى الأمان النسبي".

وقال بيان صادر عن المجلس التركماني السوري، الثلاثاء 13-12-2016 "حلب دُمرت وانتهت على مرأى من العالم. لقد تُرك النساء والأطفال وكبار السن في حلب، للجوع أولاً ومن ثم للموت، أمام أنظار الجميع".

واعتبر البيان أن ما يتم تدميره اليوم "ليس حلب، وإنما الإنسانية ذاتها".

وبات عشرات الآلاف من المدنيين شرقي مدينة حلب، شمالي سوريا، مهددين بالموت في مجازر محتملة؛ بعد حصارهم في مساحة لا تتجاوز 6 كم مربع، إثر تقدم قوات النظام السوري والميلشياتالمتحالفة معه، أمس، في أحياء شيخ السعيد والكلاسة والفردوس وبستان القصر، شرقي المدينة.

يأتي ذلك بينما تصاعدت التوسلات والاستغاثات من داخل أحياء حلب الشرقية، والتي صدر بعضها من نساء وأطفال، للمجتمع الدولي وضمير العالم للتدخل وإنقاذ حياتهم من بطش النظام وميلشياته.

وأكدت مصادر محلية في حلب، بأن قوات النظام والميليشيات لمتحالفة معه، نفذت إعدامات ميدانية في الأحياء التي سيطرت عليها، امس، وشمل ذلك إحراق مدنيين أحياء، وبينهم أطفال ونساء.

وفي هذا الصدد، أفاد محمد شيخ، أحد شهود العيان في حلب، بأن "قوات النظام والميليشيات الشيعية أحرقت 4 نساء و9 أطفال وهم أحياء في حيي الفردوس والكلاسة".

وأضاف "شيخ": "كما أعدمت (قوات النظام والميليشيات) ميدانياً 67 رجلاً في ذات الحيين".

ولفت إلى أنه يصرح باسمه الحقيقي لأنه "لم يبق شيء نخاف منه؛ فالكل هنا بات محكوماًعليه بالموت".

في الأثناء حصلت "الأناضول" على تسجيلات صوتية تتضمن استغاثات من أطفال ونساء في حلب، مطالبين بإخراجهم من المدينة وإنقاذ حياتهم.

وقال الطفل عمار، في استغاثاته التي اختلطت بالبكاء، إن "الطائرات تقصفهم منذ الصباح، ولا يوجد طعام ولا مشافي ولا أدوية".

وأشار إلى أن "أجساد أقرانه من الأطفال تفحمت جراء القصف".

أما الطفلة سلمى، فطالبت إخراجهم من المنطقة، وتوسلت مساعدتهم في أسرع وقت، قائلة إن "الكثير من الأطفال مصابين بجروح وبحاجة للإخلاء".

ودعت المواطنة فاطمة: "جميع من يسمعها بالتحرك وعمل شيء ما؛ فالجثث تملأ الشوارع، والمأساة يُدمى لها القلب".

من جهته، قال عبد الرزاق رزوق، الأمين العام لمجلس محافظة حلب (التابع للمعارضة)، إن "شعور روسيا والنظام والميليشيات الشيعية بالنصر دفعها للنكوس بالاتفاقيات السابقة، والتعنت وعدم القبول بإخراج المدنيين".

وتابع رزوق، أن "كل من مجلس الأمن والأمم المتحدة مشلولتان، وبالتالي الموقف الدولي ككل عاجز عدا بعض التصريحات والمواقف الخجولة من هنا".

وأشار إلى أن "المحاصرين في حلب تُركوا لمصيرهم؛ فإما الاستسلام أو الموت".

وبيّن رزوق أن "سبب ضعف موقف المعارضة المسلحة في الأحياء المحاصرة في حلب، هو المدنيين الذين تم حصرهم في منطقة جغرافية صغيرة بحيث لم تعد تستوعبهم حتى الشوارع، في ظل تعرضهم للقصف الوحشي الممنهج".

ونقل رزوق، رسالة أحد المحاصرين والتي جاء فيها: "نحن الآن وكأننا نتعرض لأهوال يوم القيامة؛ فالمصابون في الشوارع لا يقوم أحد بإنقاذهم، يموتون لأدنى الإصابات، وحتى إذا أردت إسعافه فإلى أين؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل".

ومنذ 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قتل ألف و71 مدنيًا وأصيب آلاف آخرون بجروح، جراء القصف العنيف الجوي والبري للنظام وداعميه على رأسهم روسيا، لمناطق المعارضة شرقي حلب.

وتقدمت قوات النظام السوري، أمس ، في مناطق جديدة شرقي حلب، بعد حصار وقصف جوي مركز على المنطقة، دام نحو 5 أشهر؛ الأمر الذي قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة تجمعت فيه قواتهم مع نحو 100 ألف نسمة من المدنيين.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع الروسية أن قوات النظام السوري باتت تسيطر على أكثر من 95% من حلب.

ومنذ 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قتل ألف و71 مدنيًا وأصيب آلاف آخرون بجروح، جراء القصف العنيف الجوي والبري للنظام وداعميه على رأسهم روسيا، لمناطق المعارضة شرقي حلب.




اخبار ذات صلة