فلسطين أون لاين

المحرِّر حريبات.... مشوار طويل للتَّعافي من الإهمال الطِّبِّيِّ

المحرِّر حريبات.... مشوار طويل للتَّعافي من الإهمال الطِّبِّيِّ
المحرِّر حريبات.... مشوار طويل للتَّعافي من الإهمال الطِّبِّيِّ

رحلة علاج للتعافي من أثر إهمال طبي إسرائيلي متعمد جعلت جسده في أضعف حالاته هي الوجهة الاولى للمحرر إياد حريبات الذي يمثل أحد أشهر الحالات المرضية في سجون الاحتلال.

ولم يكن الاحتلال يصغي لكل المناشدات التي طالبته بالافراج عن حريبات لصعوبة وضعه الصحي ولكنه أصبح اليوم حرا بفعل صفقة "طوفان الأحرار".

ففي مصر حيث حط رحال "حريبات" مبعدا أخبره الأطباء أن أمامه عدة أشهر وربما أكثر لكي يتمكنوا من إجراء عملية جراحية له لغلق فتحة في بطنه " كان يستخدمها للاخراج" فبنيته الضعيفة لا تسمح بذلك وهو بحاجة لفترة علاج طويلة جدا للتعافي من كم الأمراض التي غزت جسده خلال فترة الاعتقال.

يقول شقيقه يوسف لصحيفة "فلسطين": "كانوا لا يقدمون لهم في السجن سوى كوب ارز وكوب من صلصة الطماطم يقسمهم اخي وغيره من الأسرى لوجبتي غداء وعشاء، وهم يعلمون أنه حالة مرضية صعبة لكن ذلك لم يجعله يسلم من سياسة التجويع".

ويضيف: "الان يخبره الأطباء بأنه بحاجة لتغذية صحية لفترة طويلة ومضادات حيوية وأدوية مميعة للدم كي يتمكنوا من إدخاله غرفة العمليات خاصة أننا علمنا بعد الإفراج عنه أنه إضافة للاوجاع التي كان يعاني منها قبل اعتقاله فإنه قد اصيب بجلطة أثناء الحرب على غزة وانقطعت أخباره عنا".

فقد كانت الزيارة الأخيرة لذوي "حريبات" له في شهر يوليو من العام ٢٠٢٣م، بعدها انقطعت أخباره واخبار باقي الأسرى، ما جعل "يوسف" ووالدته في حالة من القلق الشديد على "اياد".

يقول يوسف: "كوني اصغر اشقائي الذكور فقد كنت وقت اعتقال اياد أبلغ من العمر خمس سنوات فقط، ما جعل أمر زيارتي له اسهل من اشقائي الآخرين الذين كانوا يواجهون غالبا بالمنع الأمني هم ووالدي فلم يزوروه الا قليلا".

ومرافقة "يوسف" لوالدته في زياراتها لإياد جعلته شديد التعلق به والاهتمام بقضيته والقلق على صحته، فكانت الفرحة الغامرة حينما هاتف اياد والدته ليخبرها بأنه سيفرج عنه ضمن  الدفعة السادسة من صفقة "طوفان الأحرار" وسيبعد إلى مصر، حينها شد يوسف ووالده واشقائه وشقيقاته الرحال للسفر لكنهم جوبهوا بالمنع الأمني الإسرائيلي، ليشعر يوسف وكان اياد اعتقل مجددا.

ولكن السعادة الكبيرة بالافراج التي يلمسها ويراها في صوت وقسمات شقيقه حين يحادثه تخفف من لوعة الشوق للقاء طال انتظاره لثلاث وعشرين عاما مضت، " لقد استمرت المكالمة الاولى بيننا لمدة ست ساعات وهي الفترة التي تستغرقها اياد للوصول من رفح لمطار العريش، وبعدها توالت المكالمات يبث لنا سعادته ونبث له شوقنا للقاء".

يرجع يوسف الفضل في حرية شقيقه لاهل غزة، " فرحتنا منقوصة بسبب ما حدث في غزة، واصغر طفل فيها تاج على رؤوسنا جميعا ".

والمحرر حريبات (41 عاماً) من مدينة دورا/ الخليل وهو من أصعب الحالات المرضية، التي تعرضت لسلسلة من الجرائم الطبيّة على مدار فترة اعتقاله منذ عام 2002، بهدف القتل البطيء.

وقد تعرض لتحقيقٍ قاسٍ وعنيف لأكثر من ثلاثة أشهر عقب اعتقاله، قبل أن تصدر محاكم الاحتلال بحقه حكماً بالسجن المؤبد مدى الحياة، ومنذ العام 2014 بدأت صحته بالتراجع إلى حدٍ كبير، وعانى من ظروفٍ صحية صعبة؛ بسبب الجرائم الطبيّة الممنهجة.

وتسببت تلك الجرائم الطبيّة بإصابته بمرض عصبي ورعشة مستمرة في الجسد وفقدان مؤقت للذاكرة، وعدم استطاعته الوقوف على قدميه، وعلى مدار هذه السنوات تنقل في عدة سجون، ونقل مرات عديدة إلى عيادة سجن الرملة، كما تعرض للعزل الإنفرادي رغم وضعه الصحي الصعب، ومارست إدارة سجون الاحتلال بحقه كل أشكال القمع والتنكيل.

اخبار ذات صلة