قائمة الموقع

​المجازر الإسرائيلية.. ذكريات وطنية تكافح النسيان

2017-10-29T07:45:33+02:00

لا يختلف الفلسطينيون على أهمية إحياء ذكرى المجازر التي نفذتها العصابات الصهيونية بحق الفلسطينيين إبان نكبة عام 1948، وما بعدها، لما في إحياء هذه المناسبات والذكريات من تأثير إيجابي على الأجيال المتعاقبة على المستويين التثقيفي والتوعوي.

وقال رئيس لجنة الحريات في الداخل المحتل سنة 48، كمال الخطيب، إنه لا يكاد تمر فترة قصيرة إلا وتنبش الذاكرة الفلسطينية عن أحزان ومآسٍ، وذكَّر بمجزرة "كفر قاسم" التي توافق ذكراها اليوم الأحد، وكذلك مجزرة "صندلة" التي مرت ذكراها في السابع عشر من الشهر الماضي لعام 1957، وراح ضحيتها آنذاك 15 طفلًا، وهو ذات تاريخ مجزرة "صبرا وشاتيلا"، لكن في عام 1982.

وقال الخطيب لـ"فلسطين": إن "الاهتمام الرسمي يكاد يكون معدومًا بإحياء ذكرى هذه المجازر، غير أن بعض المؤسسات والجهات المعنية هي التي تقف على إحياء الذكرى حتى لا تنسى الأجيال ما حصل، وكم هو الثمن الذي دفع مقابل الصمود أمام الموجة الطاغية التي أوجدها الاحتلال".

كما لفت الأنظار إلى ذكرى مئوية وعد "بلفور" الأولى، في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، عادًا أن الوعد كان "سببًا لنكبة شعبنا، وما حل به من مصائب"، محملاً بريطانيا مسؤولية النكبة وما تبعها من مجازر وذكريات ألمية ما زالت حاضرة في وجدان الفلسطينيين حتى اليوم.

وأوصى بضرورة تشكيل جهات شعبية تتلقى الدعم الرسمي تقوم على إحياء هذه الذكريات، والجهات الرسمية منشغلة بالمستقبل رغم أن آفاق المستقبل تبدو كالحة جدًا وهذا بالنسبة "للذين يجرون خلف سراب الحل السلمي منذ اتفاق (أوسلو) لعام 1993، وحتى يومنا هذا".

من جهته، قال رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل المحتل محمد زيدان: "إن المجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين بعد نكبة الـ48، تبقى بوصلة للعمل الوطني والسياسي الفلسطيني".

وأضاف زيدان لـ"فلسطين"، تبقى في الذاكرة الوطنية لقيادة الجماهير العربية واللجان المسؤولة في الداخل المحتلة سنة 48، كل الأحداث التي جرت وخاصة التي راح ضحيتها شهداء".

وأكد أن إحياء مناسبات دير ياسين، ويوم الأرض، وغيرهما، تعد ذكرى حية لدى الجميع، وباتت جزءًا في حياة وتاريخ الجماهير العربية في الداخل، والشعب الفلسطيني بشكل عام.

وأضاف: "يجب أن يكون هناك اهتمام كبير في إحياء هذه المناسبات، وأن يكون التفاف كامل من الأحزاب والحركات السياسية، وإقامة مهرجانات ومؤتمرات ومسيرات".

أما على مستوى السلطة، بحسب زيدان، فإن موقفها "غير كافٍ لإحياء ذكرى المجازر والشهداء الذين سقطوا في هذه المجازر"، حسب رأيه.

من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل؛ إن مسيرة الشعب الفلسطيني طافحة بالمناسبات والذكريات، وكان التعامل معها سابقًا بمعنى وطني له علاقة باحترام دور الجماهير، وبالتالي كانت الجماهير تستنفر في كل وقت في إطار رؤى سياسية وطنية".

وأضاف عوكل لـ"فلسطين"، لكن منذ بدء الانقسام، لم يعد هناك اهتمام بالمعنى الوطني، ولو بالحد الأدنى، وبات الجميع يكتفي ببيانات وبعض المظاهر الأخرى، وذلك لأنه لم يعد هناك رؤية وطنية واحدة وموحدة تستدعي استنفار الجماهير".

وتابع: "هناك تراجع في اهتمام القيادات أصحاب القرار بالجماهير ودورها، وبالتالي يحصل تراجع، وتقديم أولويات مختلفة عن أولوية إحياء ذكريات مهمة في تاريخ الفلسطينيين".

وأكد أهمية تثقيف الأجيال الجديدة بأهمية هذه الذكريات المهمة في تاريخ الشعب الفلسطيني، والأجيال الجديدة بأهميتها وأبعادها وأسبابها.

اخبار ذات صلة