قائمة الموقع

الحصول على المياه.. "مهمة شاقة" تضاعف معاناة المواطنين في غزة

2025-02-25T11:20:00+02:00
الحصول على المياه.. "مهمة شاقة" تضاعف معاناة المواطنين في غزة 
فلسطين أون لاين

يُشكل الحصول على مياه الشرب والأخرى الصالحة للاستخدام الآدمي أزمة خانقة لدى مئات الآلاف من المواطنين في قطاع غزة، خصوصاً في محافظتي غزة والشمال، نتيجة تدمير الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 80% من البنية التحتية خلال حرب الإبادة الجماعية التي استمرت ١٦ شهرا. 

وتضاعفت أزمة المياه أكثر في أعقاب عودة النازحين من محافظات جنوب قطاع غزة إلى محافظتي غزة والشمال اللتين تكدس فيهما أعداد المواطنين بشكل كبير، مما جعل الحصول على المياه مهمة شاقة وصعبة. 

ويعتمد أهالي القطاع في الوقت الراهن على محطات تحلية أنشئت في خضم الحرب التي استمرت 471 يوماً من خلال تمويل خارجي للحصول على المياه الصالحة للشرب والاستخدام اليومي، فيما يصطف المواطنون في طوابير طويلة على الشاحنات المحملة بالمياه والتي تصل إلى بعض المناطق خصوصا المدمرة. 

وبات الحصول على مياه الشرب والصالحة للاستخدام مهمة شاقة بالنسبة للمواطن قصي مهدي الذي يضطر لقطع مسافة طويلة في سبيل تعبئة جالون أو اثنين من المياه، يقضي بهما حاجة أسرته. 

ويقول مهدي لـ "فلسطين أون لاين"، إنه يعاني بشكل كبير في تعبئة المياه، منذ عودته من محافظة خان يونس إلى منزله المدمر جزئياً في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، حيث يضطر لقطع مسافة تزيد عن 500 متر من أجل الحصول على المياه. 

ويضيف: "من الواضح أن الاحتلال دمّر غالبية البنية التحتية في محافظتي غزة والشمال، الأمر الذي جعل حياتنا صعبة للغاية، فالماء أساس الحياة". 

أما المواطن إسماعيل عبد القادر، فيقول: "مناطق شمال القطاع باتت لا توجد بها أدنى مقومات الحياة، وخصوصاً المياه، مما فاقم من حجم المعاناة التي نعيشها بعد عودتنا من جنوب القطاع إلى شماله". 

ويوضح عبد القادر لـ "فلسطين أون لاين"، أنه يضطر للخروج من منزله عند الساعة السابعة صباحاً يومياً من أجل البحث عن شاحنة أو محطة لتعبئة جالونات المياه، حيث يصف تلك الرحلة اليومية بـ "الشاقة". 

ويطالب عبد القادر، كل الجهات الدولية والدول المانحة بالتدخل لإنقاذ قطاع غزة وإعادة الإعمار وخصوصاً البنية التحتية وشبكات المياه، من أجل تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين الذين ذاقوا ويلات الحرب على مدار 16 شهراً. 

هكذا الحال أيضا لدى المواطن حسام مقداد، الذي بات يواجه أزمة خانقة في الحصول على مياه الشرب، إذ يضطر للاصطفاف في طوابير طويلة يومياً، وقد يعود في كثير من الأيام بلا تعبئة ولو جالون واحد، مما شكّل له أزمة تؤرقه. 

ويقول مقداد لـ "فلسطين أون لاين": "تضاعفت الأزمة لدي بعد عودة عائلتي من جنوب القطاع، والتي يبلغ عدد أفرادها سبعة، مما زاد الاستهلاك على المياه، في ظل عدم وفرتها بشكل كافي". 

ويدعو جميع الجهات المعنية إلى الإسراع بإعمار القطاع وخصوصاً البنية التحتية التي دمّر الاحتلال غالبيتها خلال حرب الإبادة، ضمن مساعيه لتدمير كل مقومات الحياة الكريمة. 

فيما يشتكي أبو خالد عوض من قلة وصول شاحنات مياه الشرب إلى منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة، الأمر الذي يضاعف معاناته خصوصاً أنه يعيش وعائلته في خيمة نصبها على أنقاض منزله المدمر. 

ويقول عوض لـ "فلسطين أون لاين"، إنه يقطع مسافة طويلة يومياً في سبيل الحصول على مياه الشرب تارة والمياه الصالحة للاستخدام الآدمي تارة أخرى، مشيراً إلى أن مناطق شمال قطاع غزة لا تصلح للحياة، بسبب الدمار الهائل الذي لحق بها. 

ويشدد على ضرورة "إصلاح البنية التحتية وشبكات الصرف الصحي والمياه، في سبيل تجاوز الأزمة الخانقة التي نعيشها منذ بداية الحرب وزادت أكثر بعد عودتنا من جنوب القطاع".

"واقع المياه مؤلم" 

من ناحيته، أكد المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، أن الاحتلال دمّر أكثر من 70% من البنية التحتية في مختلف محافظات قطاع غزة خلال حرب الإبادة، مما خلق أزمة خانقة لدى المواطنين في الحصول على المياه، واصفاً واقع المياه في غزة بـ "المؤلم والكارثي". 

وأوضح مهنا لـ "فلسطين أون لاين"، أن الدمار الكبير تسبب في نقص حاد في مياه الشرب والمياه الصالحة للاستخدام الآدمي، وهو ما سبب أزمة تُضاف إلى أزمات تدمير شبكات الصرف الصحي، لافتاً إلى أن البلدية فقدت المحطة التي كانت تغطي المدينة بـ 10 آلاف لتر مكعب يومياً، إضافة إلى أنها فقدت 20% من مصادر المياه مثل الآبار.  

وبيّن أن أزمة المياه تضاعفت أكثر بعد عودة النازحين من محافظات جنوب القطاع إلى شماله، مشيراً إلى أن البلدية تحاول معالجة الإشكاليات المتعلقة بشبكات المياه والصرف الصحي من خلال إجراء بعض أعمال الصيانة.

وحذّر من أن استمرار الاحتلال في منع إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإعادة الاعمار وخصوصاً البنية التحتية، يتسبب في تعطيل عمل طواقم البلديات في إعادة إصلاح شبكات المياه. 

وطالب مهنا، المؤسسات الدولية والجهات المانحة والدول الراعية لاتفاق وقف العدوان على غزة، بالضغط على الاحتلال والسماح بإدخال المعدات الثقيلة، كي تستطيع التعامل مع حجم الدمار الكبير الذي خلفته الحرب. 

ووفق إحصائيات للمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن الاحتلال دمّر غالبية البنية التحتية في قطاع غزة خلال حرب الإبادة التي انطلقت في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث دمّر (717) بئر مياه وأخرجها عن الخدمة، و(330 ألف) متر طولي شبكات مياه.

اخبار ذات صلة