في سابقة خطيرة، جاء اقتحام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يسرائيل كاتس منزلاً في مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين شمالي الضفة المحتلة، مؤخرا، محاولة منه لإظهار "قوته" بعد الخسارة التي لحقت بالاحتلال في قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية التي امتدت على مدار ١٦ شهرا.
ويحاول نتنياهو ومعه كاتس الخروج بصورة "الانتصار" المزعوم وأنه لا يزال قادراً على الاستمرار في خوض المعارك ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، في أعقاب عدم قدرته على تحقيق أي من الأهداف التي وضعها خلال حرب الإبادة الجماعية التي خاضها ضد قطاع غزة، حسبما يرى محللان.
وفي وقت سابق الجمعة، اقتحم نتنياهو أحد المنازل في مخيم طولكرم بعد ساعات من خطوة مماثلة أقدم عليها كاتس، حيث نشرت هيئة البث العبرية صورة لنتنياهو وعدد من ضباط جيش الاحتلال داخل منزل فلسطيني في المخيم.
وقالت الهيئة معلقة على الصورة إن "نتنياهو يجري جولة ميدانية في مخيم طولكرم، على خلفية تفجيرات بات يام في (تل أبيب)". وأعلن نتنياهو عبر كلمة مصورة سجلها في مخيم طولكرم، بدء ما سماها "أنشطة عملياتية عسكرية إضافية" بالضفة الغربية عقب سلسلة انفجارات استهدفت حافلات وسط (إسرائيل) الخميس الماضي.
استعراض وتجاوز
ويرى المختص في الشأن السياسي عدنان الصباح، أن اقتحام نتنياهو لمنزل في طولكرم "محاولة للاستعراض وتقديم نفسه أنه لا يزال يحارب وقادر على خوض المعارك"، معتبراً ذلك "من ضمن الهزائم المتلاحقة ضده".
وقال الصباح لصحيفة "فلسطين": "نتنياهو يحاول التغطية على صور الهزائم وآخرها في قطاع غزة بعد ١٦ شهراً من حرب الإبادة، خصوصاً بعد أن بدأت تؤثر في جمهور الناخبين الإسرائيليين، وتصاعد وتيرة الانتقادات ضده في الشارع الإسرائيلي".
وأكد أن نتنياهو يسعى من خلال هذه الخطوة الى مواصلة العدوان على مخيمات الضفة الغربية، وإقناع الجمهور الإسرائيلي بأن هناك حرباً قائمة ضد المخيمات التي تجسد ملامح القضية الفلسطينية العادلة.
وبيّن أن نتنياهو يستغل وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سدة الحكم، لتنفيذ مخططاته الفاشية في الضفة الغربية، خصوصاً في ظل مخاوفه من تصاعد وتيرة المقاومة، لذلك يريد أن يستبق الفعل المقاوم المتصاعد.
وشدد الصباح على أن الرد الأمثل على مثل هذه الخطوات هو الوحدة الوطنية الفلسطينية ووقوف الشعب الفلسطيني موحداً خلف برنامج المقاومة، داعياً إلى الاستفادة من الأجواء الإيجابية التي تطوف العالم والتي تدعم القضية الفلسطينية وتسببت بوجود "هوّة" بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال.
تجاوز الخطوط الحمراء
هذا ما ذهب إليه المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، الذي أكد أنه لأول مرة في دولة الاحتلال يقتحم رئيس وزرائها مخيم في الضفة الغربية، معتبراً ذلك "تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء والمعايير".
ويقول جعارة لصحيفة "فلسطين": "اقتحام نتنياهو لمنزل في طولكرم وهو يرتدي السترة العسكرية يعكس فاشيته وعنصريته المُطلقة"، مشيراً إلى أن نتنياهو يريد أن يفعل أشياء غريبة لم تحدث "وهو بذلك يقامر في كل حياته السياسية".
وشدد على أن "نتنياهو مهزوم في قطاع غزة أمام المقاومة الفلسطينية، ويريد ابراز صورة النصر المزيف عبر اقتحام المخيمات التي تجسد القضية الفلسطينية، في محاولة منه لطرد سكانها ومصادرة أراضيها تحت حجج دينية لا قيمة لها".
وأوضح أن نتنياهو يدرك أنه لا يستطيع الانتصار على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بشكل عام، بأي شكل من الأشكال، وهذه باتت قناعة الجمهور الإسرائيلي الذي أصبح لا يؤمن به، بعد فشله في غزة وعدم تحقيقه أي اهداف خلال عدوانه الأخير على مدار ١٦ شهراً.