أثارت محاولة اغتيال مدير عام قوى الأمن الداخلي في قطاع غزة، اللواء توفيق أبو نعيم، تساؤلات هامة حول الأهداف التي أرادها مدبرو محاولة الاغتيال، سيما وأن تنفيذ العملية تزامن مع ظروف سياسية وأمنية متشابكة ومتعددة.
ونجا أبو نعيم من محاولة الاغتيال، بعد تفجير مركبته أثناء خروجه من صلاة الجمعة في المحافظة الوسطى أول من أمس، فيما أصيب ومرافقوه إصابات متوسطة نقل على إثرها لتلقي العلاج في مشفى شهداء الأقصى.
وأبو نعيم هو أسير محرر من سجون الاحتلال، أفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار، بعد قضائه نحو 22 عاما أسيراً، جرى تعيينه في منصب المدير العام لقوى الأمن الداخلي بغزة في 2015.
ضرب الاستقرار
ويقدر الخبير في الشأن الأمني، د. هاني البسوس، وجود أهداف متعددة وراء محاولة الاغتيال التي جرت بحق اللواء أبو نعيم، غير أن الهدف الرئيس لا يمكن إلا أن يكون ضرب استقرار الأوضاع الأمنية في قطاع غزة.
ويؤكد البسوس لـ"فلسطين"، أن ضرب حالة الاستقرار التي أريدت عبر محاولة اغتيال أبو نعيم، من شأنها أن تدفع إلى خلط الأوراق، والوصول إلى حالة من توزيع وكيل الاتهامات، بين الأطراف الفلسطينية في عدة اتجاهات، والانتهاء إلى مقام ازاحة قطار المصالحة الوطنية عن سكته والعودة إلى المربع الأول.
ويشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي هو المستفيد الأول من وراء عملية محاولة الاغتيال، إلا أن فرضيات وجود أطراف بعيدة عنه في هذه العملية أمر ممكن للغاية، لافتا إلى أن مدبري الاغتيال نجحوا في الوصول لأبو نعيم دون تكلفة كبيرة، أو العمل ضمن إجراءات معقدة للوصول لهدفهم.
وينبه البسوس إلى أن ضرب الاستقرار في القطاع من شأنه أن يقود أيضًا إلى ضرب مجريات العلاقة الحاصلة ما بين القطاع والقاهرة، والتي ولدت غضبا واضحا لدى جهات متعددة لأسباب تتعلق في الاتفاق الأمني الذي جرى مؤخرا.
ويشدد على ضرورة إعادة الحساب لأمن الشخصيات في القطاع، سيما الشخصيات البارزة، لاعتبار إمكانية نجاح الجهة المدبرة لمحاولة اغتيال أبو نعيم، تنفيذ عمليات أخرى ربما تنجح في المستقبل وتحقق ما فشلت فيه في العملية الأولى.
دلالات متعددة
ويتفق الخبير في الشأن الأمني إبراهيم حبيب، مع سابقه، ويرى أن الظروف السياسية التي يعيشها القطاع، وما شهده الفلسطينيون في الأسابيع الأخيرة من مجريات متعلقة في ملف المصالحة، تعد واحدة من الأهداف المستهدفة من خلال هذه العملية، مشيراً إلى وجود نية بنسف المصالحة من خلال محاولة اغتيال أبو نعيم.
وأضاف لـ"فلسطين": "المصالحة الوطنية والتي بدأت تخطو خطاها الأولى في القطاع، هي من الأهداف القوية المحتملة لمدبري العملية ومن يقف وراءهم، ولربما يقف وراء هذه العملية أكثر من جهة معادية للمصالحة".
ونبه حبيب إلى أن مجريات العملية تشير إلى إمكانية وجود أطراف لها علاقة بالجماعات المنحرفة فكريا، وتنفيذ مجريات عملية محاولة الاغتيال لأبو نعيم بسبب التفاهمات ما بين حركة حماس ومصر والتي أنتجت تعاونا أمنيا بما يتعلق في منطقة الحدود، وضبط وملاحقة أي مضر للأمن المصري.
ولفت النظر إلى أن تصدر أبو نعيم لقيادة الأجهزة الأمنية، والاتفاق الأمني مع مصر، إلى جانب كونه مسير عملية اتمام عملية المصالحة الوطنية في الشق الأمني، جعلت منه هدفا للجهة التي أرادت اغتياله.