قائمة الموقع

تحليل: المقاومة تفرض معادلات جديدة و(إسرائيل) تشعر بهزيمة متزايدة

2025-02-23T11:30:00+02:00
فلسطين أون لاين

بعد 15 شهرًا من القتال، أظهرت المقاومة الفلسطينية قدرة استثنائية واحترافية عالية في إدارة المرحلة الأولى من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مستندةً إلى قوة ميدانية متماسكة واستراتيجية إعلامية مؤثرة، مما مكّنها من فرض معادلات جديدة على أرض الواقع.

في المقابل، تشهد (إسرائيل) شعورًا متزايدًا بالهزيمة، بعد فشلها في تحقيق أي من أهدافها العسكرية والسياسية في مواجهة المقاومة في غزة، ما أدى إلى تصاعد الانقسامات داخل مؤسساتها الأمنية والسياسية، وفقًا لما يراه مراقبون.

ومنذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية في 19 يناير/ كانون الثاني، تتوالى التصريحات الإسرائيلية التي تؤكد أن حركة حماس هي المنتصرة في الحرب، وليس (إسرائيل).

احترافية عالية

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن المقاومة الفلسطينية أدارت المفاوضات باحترافية عالية، إذ أعادت صياغة المشهد المقاوم، مؤكدةً أنها حركة تحرر وطني تضم مختلف الفصائل والتيارات المقاومة.

وأوضح أبو زيد لصحيفة "فلسطين" أن المقاومة لم تقتصر على التفوق الميداني فحسب، بل برعت أيضًا في إدارة معركة الإعلام والصورة، حيث كانت هذه العناصر جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها الذكية في إدارة الصراع.

وأشار إلى أن أحد أبرز مظاهر قوة المقاومة في إدارة الاتفاق كان تماسك القيادة والسيطرة، رغم استشهاد عدد كبير من قادتها، مما يدل على قدرتها على إعادة إنتاج نفسها وترميم هياكلها القيادية، في تأكيد واضح على أن وجود الاحتلال يعني استمرار المقاومة.

ولفت أبو زيد إلى أن المقاومة استثمرت أوراق قوتها بذكاء، وعلى رأسها ملف الأسرى والإعلام، إضافةً إلى عقيدتها الراسخة التي تقوم على الإيمان بعدالة قضيتها، حيث استطاعت الصمود لمدة 471 يومًا من القتال، بينما تفوقت على الاحتلال في قراءة عقلية صانعي القرار الإسرائيليين، ما جعلها تسبقه بخطوة في كل قرار خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

ومن العوامل الرئيسية التي عززت تفوق المقاومة، وفق الخبير العسكري، أنها استطاعت إعادة بناء قدراتها بشكل أسرع من قدرة الاحتلال على تدميرها.

شعور متزايد بالهزيمة

في المقابل، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي نزار نزال أن النخب والمفكرين الإسرائيليين باتوا مقتنعين بأن (إسرائيل) لم تحقق أي انتصار في حربها على غزة، وأنها فشلت في تحقيق أهدافها التي وضعتها في أكتوبر 2023.

وأوضح نزال لـ"فلسطين" أن (إسرائيل) اعتادت تحقيق انتصارات حاسمة في حروبها مع الدول العربية، كما حدث في حرب 1967 التي استغرقت ستة أيام فقط، لكنها خلال 15 شهرًا من الحرب على غزة لم تحقق أي إنجاز يُذكر.

وأضاف: "هناك شعور متزايد داخل (إسرائيل) بالهزيمة في مواجهة المقاومة الفلسطينية، إذ تسعى حكومة الاحتلال الآن إلى تحقيق ما فشلت في الحصول عليه بالقوة العسكرية من خلال طاولة المفاوضات."

نجاح إعلامي ورسائل مؤثرة

وأشار نزال إلى أن المقاومة نجحت إعلاميًا بشكل لافت، خاصة في طريقة تسليم الأسرى الإسرائيليين، حيث بعثت برسائل قوية إلى الشارع الإسرائيلي، مما أدى إلى تفاقم الانقسامات داخل المجتمع الإسرائيلي، وتسرب هذا الانقسام إلى النخب السياسية والعسكرية، كما تجلّى ذلك في الاستقالات والإقالات داخل المؤسسات الأمنية والسياسية، رغم عدم إعلان بعضها رسميًا.

وأوضح أن إدارة المقاومة لملف الأسرى كانت موفقة، حيث نجحت في إيصال رسالة واضحة مفادها أن ما لم تحصل عليه (إسرائيل) بالقوة العسكرية، لن تحصل عليه عبر المفاوضات، وأن الأسرى الإسرائيليين لن يعودوا إلا من خلال التفاوض وليس بالقوة.

كما أكد نزال أن المقاومة تنوعت جغرافيًا في عملية تسليم الأسرى، حيث تمت عمليات التسليم في رفح، والوسطى، وغزة، مما عكس صورة فلسطينية موحدة، حيث كان العلم الفلسطيني حاضرًا، وشاركت مختلف فصائل المقاومة في العملية.

وشدد نزال على أن هذه الرسائل تركت أثرًا كبيرًا على الشارع الإسرائيلي، وأسهمت في تصاعد الغضب الشعبي ضد الحكومة والجيش والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي فشلت تمامًا في تحقيق أي من أهداف الحرب.

اخبار ذات صلة