فلسطين أون لاين

نشطاء للصَّليب الأحمر: الجثامين الفلسطينيَّة تستحقُّ ذات المعاملة الإنسانيَّة

نشطاء للصَّليب الأحمر: الجثامين الفلسطينيَّة تستحقُّ ذات المعاملة الإنسانيَّة
نشطاء للصَّليب الأحمر: الجثامين الفلسطينيَّة تستحقُّ ذات المعاملة الإنسانيَّة

أثارت مراسم تسليم حركة حماس لجثامين الأسرى الإسرائيليين تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ عكست هذه المراسم أخلاقًا إسلامية وفلسطينية تحفظ الكرامة الإنسانية.

وسلمت حركة حماس، أمس، جثامين أربعة إسرائيليين، بينهم الرضيع كفير بيباس، وشقيقه أرييل البالغ من العمر أربع سنوات، ووالدتهما شيري بيباس، الذين قُتلوا جميعًا جراء الغارات الإسرائيلية باستخدام صواريخ أمريكية.

وتم تسليم الجثامين في توابيت تحمل أسماء وصور القتلى، بالإضافة إلى صور للمسؤولين الإسرائيليين مثل بنيامين نتنياهو، ويوآف غالانت، وهيرتسي هاليفي، مع الإشارة إلى نوع الصاروخ الذي تسبب في الوفاة.

كما صنعت كتائب القسام لوحة كبيرة برزت في خلفية مشهد تسليم الجثامين الأربعة، تظهر فيها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو كمصاص دماء، وكتب عليها: "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات".

وقد أظهرت المقاومة في تسليم الجثامين أخلاقًا رفيعة، حيث تم حفظ الجثامين في توابيت، على عكس الطريقة الوحشية التي تتبعها قوات الاحتلال عند تسليم الجثامين الفلسطينية، حيث يتم وضعها في أكياس بلاستيكية زرقاء، ويتم تكديس العشرات منها في مركبة واحدة.

وأكدت حركة حماس أن كتائب القسام وفصائل المقاومة حرصت على مراعاة حرمة الموتى خلال مراسم تسليم جثامين الأسرى الإسرائيليين، مشددة على أن "الاحتلال لم يراعِ حياتهم وهم أحياء".

وأضافت الحركة، في بيانها، أن المقاومة سعت للحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين، وقدمت لهم ما استطاعت من إمكانيات، وتعاملت معهم بإنسانية، إلا أن جيش الاحتلال تعمّد قتلهم مع آسريهم.

وختمت حماس بيانها بالتأكيد على أن سلوك الاحتلال في التعامل مع ملف الأسرى يعكس استخفافه بحياة جنوده، مقارنة بمعاملة المقاومة لهم أثناء احتجازهم.

ردود فعل غاضبة

كتب الصحفي يوسف فارس، في منشور له عبر فيسبوك: "دولة من الحثالة تمتلك جيشًا من مصاصي الدماء، لم تترك قبرًا كريمًا في غزة إلا نبشته، سرقت آلاف جثامين الشهداء وأخفتهم قسرًا، وكانت تلقي بالمئات منهم في أكياس زرقاء داخل حاويات معدنية خلال الحرب، دون تعريف عن هوياتهم. ثم يحاضر قادتها في الإنسانية والضمير انتقادًا لمراسم تسليم جثامينهم صباح اليوم! وقبل ذلك، يصطف إلى جانب العار منظمة الصليب الأحمر.. عالم بارع في صناعة قنابل الثأر."

فيما كتب محمد العمور، معلقًا على المعاملة الانتقائية للصليب الأحمر في التعامل مع الجثامين الإسرائيلية:

"الإنسانية الانتقائية لدى المنظمات الدولية (منظمة الصليب الأحمر نموذجًا)... فالموت، إذا كان لإسرائيلي قادم من بولندا، ذي عينين خضراوين وشعر أشقر، فله هيبة يجب احترامها، أما إذا كان في 50 ألف عربي ومسلم، من بينهم 18 ألف طفل، فهو أمر عادي، يحدث لكل الكائنات، ويتم استلامهم في أكياس زرقاء، محشورين في سيارة واحدة، في أبشع صورة ومنظر، وفي انعدام تام لأي ذرّة احترام لهيبة الموت وكرامة الميت."

أما المسؤول الفلسطيني السابق، فريح أبو مدين، فقد كتب: "احتجاز الجثامين ليس أمرًا مستحدثًا، بل هو اختراع إسرائيلي، حيث تحتجز إسرائيل نحو 650 جثمانًا، وتضعهم في مقابر تُعرف باسم "مقابر الأرقام"، في انتهاك صارخ للقوانين والاتفاقيات الدولية التي تحمي المدنيين والأسرى."

وأضاف أبو مدين أن (إسرائيل) دأبت على انتهاك هذه القوانين منذ عام 1948، من خلال ارتكاب المجازر بحق الأسرى، كما فعلت مع الأسرى المصريين والفلسطينيين في سيناء خلال حربي 1956 و1967. ومع ذلك، لم تنتقم مصر وسوريا من الأسرى الإسرائيليين خلال حرب 1973، رغم هذه الجرائم.

"كرامتهم محفوظة... وكرامتنا تُهان!"

فيما قالت إسراء عماد، تعليقًا على مشهد تسليم الجثامين الإسرائيليين: "جثامينهم تُلفّ بقماش أبيض ناصع، محمولة بكل وقار، بينما جثامين شهدائنا تُكدّس في أكياس بلاستيكية زرقاء! كرامتهم محفوظة حتى بعد الموت، وكرامتنا تُهان حتى في الوداع الأخير. أي عدالة هذه التي تفرّق بين دم ودم؟ وأي إنسانية تُصنّف الأرواح وفق الهوية؟"

وأضافت: "الصليب الأحمر، باعتباره منظمة إنسانية تدّعي الحياد، من المفترض أن يلتزم بمبادئ العدالة والمساواة في تعامله مع جميع الضحايا، بغض النظر عن هويتهم! ومع ذلك، نجد أن الواقع يكشف عن ازدواجية واضحة، حيث يتم التعامل مع جثامين الأسرى الإسرائيليين بكرامة واحترام، بينما يتم تكديس جثامين الفلسطينيين في أكياس بلاستيكية، وكأن إنسانيتهم أقل قيمة!"

وتابعت: "هذا التمييز الصارخ يتناقض مع القيم التي يُفترض أن تدافع عنها المنظمة، ويطرح تساؤلات جدية حول مدى التزامها الحقيقي بمبدأ الحياد. الشعب الفلسطيني يستحق معاملة عادلة تليق بكرامته الإنسانية، وعلى المنظمات الدولية، بما فيها الصليب الأحمر، أن تحترم مسؤولياتها الأخلاقية دون أي تمييز."

واختتمت منشورها بالقول: "الصليب الأحمر منظمة إرهابية."

اخبار ذات صلة