قائمة الموقع

تحليل: أوراق قوَّة بيد حماس لإجبار (إسرائيل) على استكمال مفاوضات وقف إطلاق النَّار

2025-02-21T08:43:00+02:00
تحليل: أوراق قوَّة بيد حماس لإجبار (إسرائيل) على استكمال مفاوضات وقف إطلاق النَّار
فلسطين أون لاين

تمتلك حركة حماس بين يديها أوراق قوة قادرة على إجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، أبرزها ملف الجنود الأسرى، الذي يشكل ضغطًا داخليًا متزايدًا على حكومة نتنياهو.

ويرى محللان سياسيان تحدثا مع "فلسطين أون لاين" أن (إسرائيل) لن تمضي في المرحلة الثانية من التفاوض إلا إذا شعرت بأن كلفة التعطيل باتت أكبر من كلفة التقدم في المفاوضات.

أسباب سياسية وأمنية

وقال المحلل السياسي وأستاذ الإعلام في جامعة أبو ديس، الدكتور أحمد رفيق عوض، إن (إسرائيل) تتعمد تأجيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وعدم المضي قدمًا فيه، لعدة أسباب سياسية وأمنية داخلية وخارجية، مما يعطل بشكل مباشر مسار صفقة تبادل الأسرى ويزيد من تعقيد المشهد.

وأوضح عوض، أن أحد أبرز أسباب التعطيل الإسرائيلي هو الخلافات الداخلية العميقة داخل حكومة بنيامين نتنياهو، حيث يواجه الأخير ضغوطًا كبيرة من أقطاب اليمين المتطرف، الذين يرفضون تقديم أي تنازلات في ملف الأسرى.

وأضاف: "نتنياهو يخشى أن يؤدي المضي قدمًا في الاتفاق إلى تفكك ائتلافه الحاكم، خاصة في ظل المعارضة الشرسة لأي خطوة قد تؤدي إلى إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، لا سيما المحكومين بمدد طويلة أو من القيادات السياسية والعسكرية للفصائل الفلسطينية".

وأشار عوض إلى أن (إسرائيل) تستخدم التأجيل والمماطلة كأداة ضغط على المقاومة الفلسطينية، حيث تعتقد أن استمرار العمليات العسكرية في غزة قد يدفع الفصائل إلى تقديم تنازلات أكبر في ملف تبادل الأسرى، وهو ما تسعى إلى تحقيقه من خلال فرض شروطها الخاصة.

وعلى المستوى الدولي، شدد د. عوض على أن الاعتبارات الأمريكية والإقليمية تلعب دورًا مهمًا في قرار (إسرائيل) بتأجيل المرحلة الثانية.

وقال: "إن طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمخططات تهجير الفلسطينيين في غزة يعقد الموقف، ويشجع إسرائيل على عدم المضي قدمًا في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار".

وحول تأثير هذا التعطيل على صفقة تبادل الأسرى، أكد عوض أن القرار الإسرائيلي يضع الصفقة في مأزق معقد، حيث إن تأجيل المرحلة الثانية يعني استمرار معاناة الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم، كما يؤخر إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، مما يزيد الضغط الداخلي على حكومة الاحتلال.

وأردف قائلًا: "نتنياهو يواجه ضغطًا متزايدًا من عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين يريدون استعادة أبنائهم بأي ثمن، لكن في الوقت نفسه، فإن تأجيل المفاوضات والمماطلة قد يؤدي إلى تعنت أكبر من المقاومة الفلسطينية، التي قد ترفع سقف مطالبها في أي جولة تفاوضية مقبلة".

وختم عوض حديثه بالقول: "(إسرائيل) تعتقد أنها تكسب الوقت من خلال تأجيل المرحلة الثانية، لكنها في الواقع تعقد الأمور أكثر، وقد تجد نفسها لاحقًا في وضع أصعب بكثير، خاصة إذا استمرت الضغوط الداخلية والدولية عليها لإيجاد حل سريع لهذا الملف".

أوراق القوة

من جهته، قال المحلل السياسي طلال عوكل إن تعمد دولة الاحتلال تأجيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعطل بشكل مباشر صفقة تبادل الأسرى ويدفع الأوضاع نحو مزيد من التعقيد.

وأوضح عوكل أن (إسرائيل)، ومنذ اللحظة الأولى للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، كانت تراهن على أن المرحلة الثانية ستكون الأصعب والأكثر تعقيدًا، حيث تشمل مطالب متعلقة بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك قيادات بارزة، إضافة إلى التفاوض حول مستقبل قطاع غزة بعد الحرب.

وقال: "نتنياهو يدرك أن تقديم تنازلات جوهرية في المرحلة الثانية سيؤثر على مستقبله السياسي، خاصة مع تصاعد التوتر داخل حكومته اليمينية التي ترفض أي اتفاق قد يُظهر (إسرائيل) في موقف الضعيف أمام المقاومة الفلسطينية".

وأشار عوكل إلى أن تأجيل المرحلة الثانية ليس مجرد قرار إسرائيلي داخلي، بل هو مرتبط أيضًا بالتحولات السياسية في واشنطن، حيث يسعى نتنياهو إلى كسب الوقت حتى تتضح سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض بوعود داعمة لدولة الاحتلال، خاصة ما يتعلق بتهجير سكان القطاع.

وأضاف: "ترامب شخصية غير متوقعة، لكن مما لا شك فيه أن نتنياهو يراهن على دعمه المطلق لـ(إسرائيل)، وهو ما قد يمنحه مساحة أكبر للمناورة، خاصة إذا ما قرر ترامب إعطاء الضوء الأخضر لمواصلة العمليات العسكرية بدلًا من الضغط من أجل التهدئة".

وفيما يتعلق بأوراق القوة التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية لإجبار (إسرائيل) على المضي قدمًا في المرحلة الثانية، أكد عوكل أن حماس لا تزال تمسك بزمام المبادرة في عدة جوانب، أبرزها ملف الجنود الأسرى، الذين يشكلون ورقة ضغط رئيسية على حكومة الاحتلال.

وقال: "عائلات الأسرى الإسرائيليين تمارس ضغوطًا متزايدة على حكومة نتنياهو، وكلما طال أمد احتجازهم، زادت تكلفة التأجيل بالنسبة لإسرائيل، حيث يهدد ذلك بتصاعد الغضب الشعبي، وحتى خروج احتجاجات داخلية قد تؤثر على استقرار الحكومة".

إضافة إلى ذلك، أوضح عوكل أن المقاومة الفلسطينية تمتلك القدرة على التصعيد الميداني في حال استمرت المماطلة، سواء من خلال تصعيد الهجمات في الضفة الغربية، أو عبر تكتيكات قتالية جديدة في غزة، وهو ما سيضع جيش الاحتلال أمام تحديات إضافية.

وأضاف: "(إسرائيل) تعتقد أنها قادرة على كسب الوقت، لكن في الواقع، كل يوم يمر دون حل لهذا الملف يزيد من تعقيد الأمور ويفرض واقعًا جديدًا قد لا يكون في صالحها".

اخبار ذات صلة