وصف أسرى فلسطينيون محررون ضمن الدفعة السادسة لصفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، نيلهم حريّتهم بـ"العودة من الموت إلى الحياة".
المحررون الذين ألبستهم إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي عُنوة كنزات باللون الأبيض تحمل علم إسرائيل وعبارة "لا ننسى ولا نغفر"، استقبلهم المئات من أبناء شعبهم وذويهم، رافعين علم فلسطين، ومرددين هتافات لغزة والمقاومة، وأخرى ترحب بعودتهم.
في غضون ذلك، وصف الأسير المُحرر خالد غالب أبو هنود حُريّته بعد السجن بأنها "عودة من الموت"، عاداً شعوره بمثابة من ولد من جديد؛ حيث خرج كما قال من "قبر يُدعى السجن".
أبو هنود الذي ينحدر من بلدة عصيرة الشمالية، وحكم عليه الاحتلال بالسجن مدى الحياة، وأمضى 22 عاماً في الأسر، ثمّن دور المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذين يعود الفضل في حريته إليهم، قائلاً إنه "مهما وصفناهم نبقَ عاجزين، وسنظل أوفياء لهم ولكل أحرار العالم ممن ساندونا ودعمونا".
أمّا بالنسبة لحال الأسرى في السجون فاختصر أبو هنود الأمر بأنه "أقرب إلى الموت منه إلى الحياة".
وتقاطع ما وصف به أبو هنود عودته من السجن، مع رفيقه المحرر إبراهيم سراحنة الذي حكم عليه الاحتلال بـستة مؤبدات، أمضى منها 23 عاماً في سجون الاحتلال؛ حيث وصف حُريّته بـ"ولادة جديدة؛ ويوم جديد غير قابل للوصف".
أما المحرر مازن القاضي من مدينة البيرة، فتحرر وهو يتحسّر على وفاة والده الذي قضى قبل ثلاث سنوات؛ حيث أمل لو كان والده حاضراً في لحظة التحرر.
وقال القاضي الذي حكم عليه الاحتلال بالسجن ثلاثة مؤبدات إضافة إلى 25 عاما: "23 عاماً وأنا أنتظر هذه اللحظة، وأستذكر والدي وأترحم عليه وكنت أتمنى أن يكون معي الآن"، آملاً بأن "ينال الشعب الفلسطيني وجميع الأسرى الحرية".
من جهته، قال الأسير حسان عويس من مخيم جنين الذي يتعرض لعدوان منذ أسابيع: "كنّا دائماً متفائلين أن اليوم الذي سنتحرر فيه آتٍ، وفرحتي لا توصف". وأردف: "الأسرى باقون على أمل أن يوم الحرية سيأتي".
أمّا بالنسبة لظروف سجون الاحتلال، فكشف عويس وهو أحد أبطال معركة مخيم جنين عام 2002، واعتقل بعد مطاردة استمرت شهور، تعرض بعدها لتحقيقات قاسية قبل أن يُحكم بالسجن مدى الحياة، أنه "طوال الوقت مورس التنكيل بحق الأسرى حتّى ينالوا من فرحتنا"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد في السجن سوى أدنى شروط الحياة".
ويوم أمس السبت، أطلقت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس سراح 3 أسرى إسرائيليين محتجزين لديها ضمن الدفعة السادسة من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وفي المقابل، أفرج الاحتلال عن 369 أسيرا فلسطينيا، هم 36 أسيرا محكوما بالمؤبد و333 أسيرا من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وفي 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يجرى خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
وبدعم أميركي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.