قائمة الموقع

شادي وسائد زيد.. حرية منقوصة وإبعاد فرضه الاحتلال

2025-02-15T15:35:00+02:00
فلسطين أون لاين

هو الفرح الذي لا يتسع له الكون، ذلك الذي يغمر الحاج عبد السميع زيد وزوجته بانتهاء رحلة العذاب التي استمرت لأكثر من أربعة وعشرين عامًا، حتى خارت قواهما وهما يتكبدان عناء زيارة ولديهما، الأسيرين المحررين شادي وسائد، وإن شاب ذلك الفرح الغامر شيء من الحزن، إذ لم يُكتب لهما اللقاء خارج الأسوار بعد.

فقد أُبعد الأسيران المحرران سائد (٤٦ عامًا) وشادي (٤٤ عامًا) عبد السميع زيد، المحكومان بالسجن مدى الحياة، مباشرة بعد الإفراج عنهما من سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى تركيا، إثر تحررهما ضمن الدفعة الخامسة من صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة في غزة والاحتلال الإسرائيلي. ورغم أن الإبعاد حرم والديهما من عناقهما، إلا أنهما يريان فيه خيارًا أفضل لهما، بعيدًا عن متناول سلطات الاحتلال التي قد تعتقلهما مجددًا أو تغتالهما.

وإن كان الحاج عبد السميع يتوق للقاء ولديه، إلا أنه مطمئن عليهما بشكل أكبر، وهما يتنسمان الحرية في بلد آخر، حيث يأخذان قسطًا من الراحة بعد سنوات طويلة ذاقا فيها مرارة السجن وظلمه.

يقول الحاج زيد لصحيفة "فلسطين": "لقد كان آخر عام ونصف من الأعوام كلها هو الأصعب، فقد عانيا كثيرًا، كغيرهما من الأسرى، من نقص الطعام والإهمال الطبي ومنع الزيارات، وحتى الأموال لم يُسمح لنا بإرسالها لهما".

وقد اضطرت العائلة إلى توكيل محامٍ على نفقتها الشخصية للاطمئنان على ابنيها، بعد أن انقطعت أخبارهما تمامًا، فلم يهدأ لها بال حتى جاء رد المحامي ليطمئنهم بأنهما بخير.

وظل بال العائلة منشغلًا مع الأنباء المتداولة عن صفقة تبادل الأسرى طوال الحرب الإسرائيلية على غزة، وكان يراود الحاج عبد السميع الأمل بأن يكون أحد ولديه على الأقل ضمن المفرج عنهم، لكن تلك الآمال كانت تتبدد مع تأجيل الصفقة في كل مرة.

وعند التوقيع الفعلي للصفقة وبدء تنفيذها، جاءته البشارة من أحد أهالي الأسرى في جنين بأن ولديه سيفرج عنهما معًا، طالبًا منه ألا يحزن لأنهما سيُبعدان خارج البلاد.

يقول الحاج زيد: "وكيف أحزن وقد أكرمني الله بالإفراج عن الاثنين معًا، وهو ما لم أكن أحلم به؟ وكيف أحزن وابناي الآن في أمان، سعيدان بالحرية، بعيدًا عن بطش الاحتلال المجرم؟ إنه شعور بالسعادة لا يمكن وصفه أو التعبير عنه".

ورغم أن فرحة الحاج أبو سائد وزوجته ظلت ناقصة، كونهما لم يحظيا بلقاء ابنيهما حتى اللحظة، إلا أن الاطمئنان على وجودهما خارج "مقبرة الأحياء"، وإمكانية الحديث معهما صوتًا وصورة في أي لحظة، خفف كثيرًا من ألم الإبعاد.

ويتمنى الحاج زيد الحرية لكل أسير في سجون الاحتلال، قائلًا: "قلبي مع كل أبٍ وأمٍ لا يزال لهما ابن في تلك السجون الظالمة، وأتمنى ألا يبقى أسير واحد في تلك الزنازين، وأن يرتاح كل أهالي الأسرى من همّ القلق على أبنائهم".

والأسير المحرر شادي عبد السميع سليمان زيد، من بلدة يعبد قضاء مدينة جنين، اعتقله الاحتلال في عام 2003، وحكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة. أما شقيقه سائد، فقد اعتُقل في العام ذاته، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة.

اخبار ذات صلة