فاقم المنخفض الجوي الذي يضرب الأراضي الفلسطينية لا سيّما قطاع غزة منذ عدة أيام، معاناة المواطنين، خصوصا الذين يعيشون داخل خيام في مراكز الإيواء.
ومنذ الأربعاء الماضي، يضرب قطاع غزة منخفض جوي عميق، تخلله هطول كميات كبيرة من الأمطار، عدا عن هبوب الرياح القوية، والتي أدت إلى تطاير بعض الخيام التي تؤوي نازحين، وغرق بعض الطرق والشوارع العامة الرئيسية.
وتُضاف معاناة النازحين داخل الخيام، إلى سلسلة الأزمات التي يعيشونها وأبرزها نقص الخيام والمآوي المؤقتة والمياه الصالحة للشرب والأخرى الخاصة بالغسل، وصعوبة الحصول على الطعام، وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية منذ اندلاع حرب الإبادة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023.
يعيش المواطن أحمد نبيل (30 عاماً) ظروفاً صعبة للغاية داخل الخيمة التي نصبها في محافظة خان يونس جنوبي القطاع، خلال فترة نزوحه إلى تلك المنطقة بفعل حرب الإبادة التي امتدت على مدار قرابة ١٦ شهراً، خاصة أن منزله الواقع في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة دمره الاحتلال بالكامل.
ويقول نبيل لـ"فلسطين أون لاين"، إن المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع أثّر سلباً على حياة عائلته المكونة من أربعة أفراد، حيث اقتلعت الرياح الشديدة خيمته في وسط الليل، الأمر الذي خلق حالة من الارباك والقلق.
ويضيف أنه يخشى على حياة أطفاله من شدة برودة الطقس، والرياح الشديدة وتدفق مياه الأمطار الغزيرة أسفل الخيمة، مطالباً الجهات الدولية بضرورة الإسراع بإعادة الإعمار من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها كما قبل الحرب.
أما المواطن نهاد عايش (34 عاماً) فقد نصب خيمته أمام منزله المدمر في حي الصفطاوي شمالي غزة، بعد عاد من مدينة دير البلح في المحافظة الوسطى، ومع دخول المنخفض الجوي تفاقمت معاناته.
ويقول عايش لـ "فلسطين أون لاين"، إن مياه الأمطار الغزيرة تسرّبت إلى داخل خيمته في منتصف الليل، مما خلق حالة من الارباك والقلق لديه وعائلته، حيث اضطروا لإعادة ترتيب الخيمة ومحاولة تنظيفها وسحب المياه منها.
ويوضح أن أطفاله الثلاثة لم يشعرا بالدفء طيلة أيام المنخفض الجوي على مدار أسبوع، حيث يضطر لتغطيتهم بعدة أغطية في سبيل الحفاظ على حالتهم الصحية.
ويتساءل بقلب يعتصره القهر "إلى متى ستستمر هذه المعاناة والعيش بلا مآوي آمنة؟"، داعياً إلى إدخال البيوت المتنقلة "الكرفانات" بأسرع وقت ممكن.
فيما يشتكي المواطن ميسرة أبو قمر (40 عاماً) من تدفق مياه الأمطار إلى داخل الخيمة التي نصبها أمام منزله المُدمر في مخيم جباليا شمالي القطاع، منذ بداية المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة.
ويروي أبو قمر لـ"فلسطين أن لاين"، أن الرياح الشديدة كادت أن تقتلع الخيمة من أوتادها المنصوبة، الأمر الذي يؤرق ويفاقم معاناة عائلته.
ويحكي أنه يضطر للبقاء مستيقظاً طوال الليل من أجل الحفاظ على أطفاله، خاصة أنه يُشعل الشمع داخل الخيمة لإنارتها، ما يزيد الأعباء الملقاة على عاتقه، مشيراً إلى أن هذه الأزمة تُضاف إلى الأزمات التي يعاني منها وهي نقص المياه والغذاء وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.
ووفق بيان للمكتب الإعلامي الحكومي، فإن الاحتلال دمّر ربع مليون وحدة سكنية، ما يعني أن ربع مليون أسرة تنام في الشوارع وليس لديها مأوى، مشيراً إلى أن الاحتلال لم يلتزم بتعهداته ولم ينفذ البنود التي وقع عليها.
وذكر البيان، أن البرتوكول الإنساني ينص على ضرورة إدخال 60 ألف كرفان، و200 ألف خيمة مؤقتة إلى قطاع غزة كمرحلة أولى، لاستيعاب النازحين من أبناء شعبنا الفلسطيني الذين دمّر الاحتلال "الإسرائيلي" منازلهم ووحداتهم السكنية وأحيائهم السكنية.
وكان المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة قال في تصريح لصحيفة "فلسطين"، إنه يوجد في قطاع غزة منذ 15 شهراً، قرابة 135 ألف خيمة، اهترأت منها 120 ألف أي ما يعادل 81% من الخيام أصبحت مهترئة تماماً ولا تصلح لأي منخفض جوي ولا الظروف المناخية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
تجدر الإشارة إلى أن البرتوكول الإنساني ينص أيضاً على إدخال 600 شاحنة يومياً محملة بالمساعدات والوقود، بما يشمل 50 شاحنة وقود وغاز، و4,200 شاحنة خلال 7 أيام، بالإضافة إلى إدخال معدات الخدمات الإنسانية والطبية والصحية والدفاع المدني، وإزالة الأنقاض، وصيانة البنية التحتية، وتشغيل محطة توليد الكهرباء والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل الخدمات الإنسانية في قطاع غزة.

