قائمة الموقع

"اعتداءات جنسيَّة بالكلاب البوليسيَّة"... شهادة صادمة عن فظائع التَّعذيب في سجون الاحتلال

2025-02-09T16:00:00+02:00
"اعتداءات جنسيَّة بالكلاب البوليسيَّة"... شهادة صادمة عن فظائع التَّعذيب في سجون الاحتلال
الأناضول

أدلى أسرى فلسطينيون من قطاع غزة  لدى قوات الاحتلال، قبل الإفراج عنهم، بشهاداتهم عن هول ما عانوه من تعذيب "وحشي"، في سجون الاحتلال ومعسكراته التي تصفها منظمات حقوقية بـ "مقابر الأحياء".

وروى المعتقل الفلسطيني المحرر أدهم منصور(45 عاما)، أحد سكان جباليا شمال قطاع غزة،  تفاصيل "مروعة" حول ظروف الاعتقال والمعاناة للأسرى داخل المعتقلات الإسرائيلية، ومن بينها تسليط الكلاب للاعتداء جنسيا على أسرى فلسطينيين.

وجاء الإفراج عن منصور ضمن الدفعة الخامسة من صفقة تبادل الأسرى، التي تنفذ في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.

وقال الأسير المحرر أدهم منصور: "تعرضنا للضرب والإهانة والظروف السيئة، بالإضافة إلى هجوم الكلاب، وهناك أسرى تعرضوا للاغتصاب من الكلاب"، مضيفًا: "كان وزني 80 كيلوغراما، ولكن بعد فترة السجن وصل إلى 55 كيلوغراما".

وأكد منصور أن المعتقلين يعانون من أمراض "لا تعد ولا تحصى"، دون وجود أي علاجات طبية متاحة.

وأشار إلى أن أقسام السجن مزدحمة للغاية، حيث تضم كل خيمة أكثر من 45 شخصا في مساحة صغيرة لا تتناسب مع هذا العدد الكبير من الأسرى.

وأوضح أنه لم يتمكن من النوم لمدة ثلاثة أشهر بسبب الحكة الشديدة التي أصابته نتيجة إصابته بمرض جلدي، وسط إهمال طبي متعمد من قبل إدارة السجون.

وروى منصور الظروف المعيشية القاسية داخل الخيام التي يقيم فيها الأسرى، حيث لا تتوفر لهم أدنى مقومات الحياة الكريمة، مشيرا إلى أن الاكتظاظ الشديد زاد من معاناتهم، وجعل الظروف الصحية تتدهور بشكل أكبر.

وهذه الشهادة ليست الأولى، وفي وقت سابق، أكد الأورومتوسطي أنه وبحسب ما وثقه فريقه، فقد كان أخطر وأكثر أشكال استخدام الكلاب البوليسية فظاعة وبشاعة ضد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين دون أي قيود أو محظورات، وصلت إلى حد استخدامها في اغتصاب أسرى ومعتقلين على مرأى زملاء لهم، ضمن جرائم العنف الجنسي المنهجي ضد الأسرى والمعتقلين، والذي اشتملت على التعرية والتحرش الجنسي أو التهديد بالاغتصاب.

وتلقى المرصد شهادات قاسية من معتقلين مفرج عنهم، تؤكد الدور الوحشي وغير الإنساني في استخدام الجيش الإسرائيلي للكلاب لاغتصاب الأسرى والمعتقلين، منها شهادة المحامي "فادي سيف الدين بكر" الذي أفرج عنه في 22 فبراير/شباط الماضي، بعد اعتقال دام 45 يومًا.

حيث قال لفريق الأورومتوسطي: "احتجزوني داخل مبنى يُسمى «الحفّاضات» وأجبرت على ارتداء الحفاضات ليومين، ثم دفعوني إلى غرفة مغلقة، لا يوجد فيها ضوء ورائحتها عفنة، يتوسطها كرسي حديد. "جلست عليه، وربط الجنود ذراعيّ. كنت أتحدث بشكل طبيعي قبل أن أفقد الوعي لبعض الوقت. عدت إلى الوعي لأجد قدمي قد انفجرت من شدة الكهرباء، حينها أعطاني الطبيب العسكري "حبة أكامول"، ولعدم قدرتي على الحركة أو الحديث، أعادني الجنود إلى "كونتينر" الحظيرة.

وأضاف، "ساعات قليلة مكثتها في الحظيرة قبل أن يندفع الجنود، وينقلوني عبر جيب عسكري برفقة شابين آخرين إلى مكان مختلف، وهناك أزال الجنود لأول مرة العصبة عن عيوننا. بقوة شديدة سحب الجنود الشاب الموجود يميني، وأجبروه على النوم على الأرض، وربطوا يديه وقدميه"

وتابع، "فجأة أطلق جنود الاحتلال الكلاب البوليسية المدربة على الشاب، ليمارسوا معه أبشع أنوع الجنس جملة وتفصيلاً، هذه من أصعب اللحظات التي رأيتها في كل التعذيب الذي تعرّضت له، كله كوم وهذا التعذيب كوم آخر، كنت أتمنى الموت على أن يحدث لي هذا الأمر، وقال لي أحد الجنود جهز نفسك، وبقدرة الله وحوله، وقع حدث أمني في محيط السجن، وبسرعة انتهت مرحلة التعذيب التي مورست على شاب واحد منا فأعادونا مرة ثانية إلى الحظيرة".

وفي 29 يوليو/ تموز 2024، تم إيقاف 10 جنود احتياط عملوا حراسا في معسكر "سديه تيمان" بتهمة الاعتداء على أسير فلسطيني بما في ذلك الاعتداء الجنسي، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة.

وفي اليوم التالي، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، أن الأسير الفلسطيني الذي تعرض لاعتداء جنسي في قاعدة "سديه تيمان" العسكرية الإسرائيلية "يعاني إصابات خطيرة بما في ذلك تمزق في الأمعاء".

ومنذ أن بدأ الجيش الإسرائيلي اجتياح غزة بريا في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 في إطار حرب الإبادة الجماعية التي بدأها في 7 أكتوبر من الشهر نفسه، اعتقل آلاف المدنيين الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال وعاملون في الطواقم الصحية والدفاع المدني.

وخلال الشهور الماضية، أطلق الجيش الإسرائيلي سراح عشرات المعتقلين الفلسطينيين من غزة على دفعات متباعدة، ومعظمهم عانوا من تدهور في أوضاعهم الصحية، وحملت أجسادهم آثار تعذيب.

 

اخبار ذات صلة