أثارت مشاهد تسليم كتائب القسام ثلاثة أسرى إسرائيليين من وسط مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تفاعلا من الإسرائيليين تركزت بين منتقد لإدارة بنيامين نتنياهو لحرب الابادة، وناقم على فشل جيشهم المدعوم أميركيا على أيدي المقاومة الفلسطينية في غزة.
مشاهد كتائب القسام خلال التسليم أظهرت القوة والانضباط والسيطرة على الميدان في غزة، وهي رسائل أثارت حنق الشارع الإسرائيلي على قيادته السياسية والعسكرية.
موقع "أخبار قبل الجميع العبري" كتب: حماس توجه رسالة للعالم أجمع مفادها، نحن طوفان الأقصى نحن الباقون في اليوم التالي. وكتبت صحيفة معاريف: انتصار كامل؟ بينما نتنياهو في الولايات المتحدة.. حماس جهزت مفاجأة على المنصة.
ويقول الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد: إن مشاهد تسليم الأسرى في دير البلح تحمل رمزية مكانية وزمانية حيث دير البلح القريبة من مخيمات البريج والمغازي والنصيرات، والتي تعرضت لقصف شديد من الاحتلال واستشهد فيها العديد من قيادات القسام.
ويكمل في حديثه مع صحيفة "فلسطين"، أن الدلالات الزمانية، ترتبط باليوم الأحد حيث ينسحب جيش الاحتلال من (محور نتساريم) بالكامل، ومن دوار الكويت على طريق صلاح الدين ما يفتح الطريق بين جنوب غزة وشمالها.
وفي قراءته للإشارات التي استخدمتها كتائب القسام، يقول، مشاهد تسليم الأسرى تؤكد من خلالها المقاومة على تفوقها ليس فقط في معركة الميدان بل أيضا في معركة الصورة والإعلام، مشيرا إلى أن الحشد الكبير من الحاضنة الشعبية هو استفتاء على خيار المقاومة التقطته أجهزة الرصد الإعلامي الإسرائيلي.
ويتابع أن الاعلام العبري بدأ يتحدث عن مدى تماسك الحاضنة الشعبية للمقاومة ما يشكل مركز ثقل استراتيجي حاول الاحتلال أكثر من مرة تأليب الحاضنة الشعبية على المقاومة لكنه فشل في ذلك.
وترسل المقاومة من عباراتها على المنصة (نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي) رسالة بثلاث لغات، تؤكد فيها رفض ثنائية ترامب نتنياهو للتهجير والسيطرة على غزة.
وبين أبوزيد أن مشهد مقاوم مصاب يحمل سلاحه اشارة تحمل دلالة قوية على أن المقاومة مستمرة بمن لديه القدرة على حمل السلاح.
وقال الخبير العسكري الأردني: ظهرت المقاومة بكامل جهوزيتها العسكرية وبأعداد كبيرة لتؤكد أنها قادرة على متابعة الخيار التفاوضي وبنفس الوقت قادرة على العودة إلى المواجهة العسكرية إن توقف نتنياهو عن الذهاب إلى المراحل التالية من اتفاق وقف اطلاق النار.
ويعد عبارة "النصر المطلق" المرافقة لصورة نتنياهو، اشارة لتذكير الإسرائيليين بفشل طروحات النصر التي تحدث عنها رئيس حكومتهم طيلة 471 يوما من حرب الإبادة.
ووفق أبوزيد فإن المشاهد التي تبثها كتائب القسام تحمل اشارات تؤكد معرفة المقاومة بآليات تفكير اليمين الاسرائيلي، وهي بذلك تزيد من عمق أزمة الثقة بين الشارع وحكومة نتنياهو.
ويستدل على ذلك من خلال العبارة التي استخدمها الإعلام العبري (ماذا كنا نفعل في غزة طيلة 471 يوما) ما يعني أن ازمة ثقة تتعمق بين المستويات الحاكمة في (إسرائيل)، تعززها إشارات الاستعراضات العسكرية للمقاومة في كل مشهد تخرج به أثناء تسليم أسرى الاحتلال.