الوضع البائس للأطفال في مخيمات النزوح، خاصة لمن هم في سنّ المدرسة، كان صادمًا؛ فبدلًا من أن يكونوا في طوابير مدارسهم صباحًا، تجدهم في الحرّ الشديد والبرد القارس يصطفّون في طوابير المياه والغاز و"التكيّات".
ومع صعوبة استئناف العملية التعليمية، فكّرت النازحة من مدينة غزة، نغم سكيك، في مبادرة تُعيد على الأقل من حولها من الطلاب إلى ميدان التعليم، فكانت "مدرسة أجنحة النجاح" هي العنوان.
وتصف الشابة سكيك مبادرة مدرسة أجنحة النجاح بـ"النوعية"، حيث بدأت بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطلاب لتأهيلهم للعام الدراسي، وخلق قابلية لديهم للاستمرار وتقبّل المحتوى التعليمي.
وتقول لـ "فلسطين أون لاين": "في البداية، انضمّ إليَّ فريق من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين بشكل تطوعي للعمل مع الطلاب، ثم بدأنا بالمحتوى التعليمي. وجدنا استجابة كبيرة من الطلاب والأهالي، فقررنا تقسيمهم إلى صفوف دراسية حسب العمر".
ولاقت المبادرة ترحيبًا من إدارة مخيم البخاري في دير البلح، الذين تعاونوا مع سكيك وفريقها في تهيئة الظروف للمبادرة التعليمية، وتقديم الدعم النفسي للطلاب للإقبال على التعلم رغم الظروف الصعبة التي يعانونها.
وفي كل مرة تقابل فيها سكيك طلابها، تردد جملة: "أنا فخورة بكم وأتمنى أن أراكم في أماكن مرموقة". وتقول: "هذه الكلمات تمنحهم إصرارًا على التعلم والاستمرار حتى النهاية، لأجل ضمان مستقبل أفضل".
وعن سبب تسمية المبادرة بـأجنحة النجاح، تقول سكيك: "هو اسم اخترناه لنتخيل فيه طلابنا وكأن لهم أجنحة يطيرون بها نحو التميز والإبداع والتألق. فهم قادة المستقبل الذين ينبغي أن نهتم بهم لأجل بناء وطننا".
والمعلمون العاملون ضمن المبادرة متطوعون، تم عقد مقابلات معهم من قبل وزارة التربية والتعليم بغزة، وهم متخصصون في المواد الأربعة الرئيسية المطلوبة حاليًا (اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والعلوم، والرياضيات).
ومع الإقبال الكبير الذي شهدته المبادرة، سعت سكيك للحصول على اعتماد رسمي من وزارة التربية والتعليم في المحافظة الوسطى، حيث وصل عدد الطلاب والطالبات فيها إلى ٤٨٥.
وبجانب المحتوى التعليمي، تعقد المدرسة جلسات تثقيف صحي يقدمها عدد من الأطباء والمختصين، بحضور الأهالي والطلاب. كما أصبح للمدرسة فرقة كورال للغناء الجماعي، كجزء من الدعم النفسي والترفيه للطلاب.
ومع دخول الهدنة حيّز التنفيذ، تأمل سكيك في نقل تجربتها إلى مدينة غزة، لتكمل حلمها برؤية أكبر عدد من الطلاب يعودون إلى مقاعد الدراسة. وتؤكد قائلة: "سنستمر في العمل والعطاء رغم كل الظروف القاهرة، لخدمة أبناء