كشف موقع "ديكلاسيفايد" البريطاني -الذي يجري أبحاثًا حول عمل المؤسسات العسكرية والاستخباراتية- إن "سلاح الجو الملكي البريطاني أرسل طائرتي استطلاع باتجاه غزة منذ بدء وقف إطلاق النار وذلك أثناء عملية تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل".
وأضاف الموقع "انطلقت أول رحلة تجسس من قاعدة أكروتيري الجوية البريطانية في الساعة 13:32 (بتوقيت غرينيتش)، وعادت في الساعة 18:59 يوم 19 يناير/كانون الثاني المنصرم، وهو اليوم الذي دخل فيه اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".
وأردف قائلا "أوقفت الطائرة أجهزة الإرسال والاستقبال فوق شرق البحر المتوسط، مما أثار تساؤلات حول ما كانت تفعله على وجه التحديد في الجو حينما كانت حركة حماس تطلق سراح الأسيرة البريطانية الأخيرة المتبقية، إميلي داماري".
وأشار الموقع إلى أن "الرحلة الثانية غادرت من قاعدة أكروتيري في 25 يناير/كانون الثاني المنصرم الساعة 09:26 (بتوقيت غرينيتش) وعادت إلى القاعدة الساعة 15:44، وأوقفت مرة أخرى أجهزة الإرسال والاستقبال فوق شرق البحر المتوسط أثناء عملية تبادل الأسرى الثانية".
ونقل الموقع عن وزارة الدفاع البريطانية أن "الطائرة لم تدخل المجال الجوي لغزة وعملت في جميع الأوقات وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى بين حماس وإسرائيل".
ومع ذلك، يرى موقع "Declassified" أن "هذا النفي لن يمنع طائرة التجسس من طراز "Shadow R1" التابعة لسلاح الجو الملكي من جمع لقطات مراقبة لحركة الأسرى من المجال الجوي الإسرائيلي أو إجراء المزيد من جمع المعلومات الاستخباراتية لدعم "إسرائيل" في أماكن أخرى".
أما وزارة الخارجية البريطانية، فقالت إن طائرات المراقبة "غير مسلحة" و"مهمتها فقط تحديد مكان الأسرى"، وفق ما نقل الموقع البريطاني ذاته.
واعتبر الموقع البريطاني، أن هذا الرد "يثير تساؤلات جدية حول سبب استمرار إرسال طائرات التجسس إلى المنطقة أثناء إطلاق سراح الأسرى".
ونقل الموقع عن زكي صراف، المسؤول القانوني في المركز الدولي للعدالة للفلسطينيين (مقره المملكة المتحدة) قوله: "منذ أشهر، قالت الحكومة إن طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني التي تحلق حول غزة تُستخدم فقط لتحديد مكان الأسرى، فلماذا لا تزال هذه الرحلات مستمرة الآن بعد توقف الأعمال العدائية؟".
ويشير الموقع الإخباري إلى أن "رحلات التجسس كانت محاطة بالسرية منذ إرسالها لأول مرة إلى غزة في كانون الأول/ ديسمبر 2023، ويطالب الناشطون الآن بإجراء تحقيق في تبادل المعلومات الاستخباراتية بين بريطانيا وإسرائيل".
وأضاف صراف: "إن طائرات "شادو آر 1" المستخدمة متخصصة في تحديد الأهداف، ومن غير الواضح سبب استخدامها في المقام الأول، لكن استمرار استخدامها - رغم تبادل الأسرى الجاري بالفعل - يثير مخاوف أكثر خطورة بشأن غرضها الحقيقي".
وذكّر الموقع البريطاني أن "نص اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس يشير إلى أنه في المرحلة الأولى: يجب أن تتوقف جميع عمليات الطيران (العسكرية والاستطلاعية) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات في اليوم، و12 ساعة في الأيام التي يتم فيها تبادل الأسرى".
وقال: "لم يكن هذا الشرط مصممًا فقط لمنح الفلسطينيين راحة من القصف الإسرائيلي، بل وأيضًا لطمأنة حماس بأن إسرائيل لن تجمع معلومات استخباراتية عن تحركات الأسرى ومواقعهم".
وأضاف: "بما أن المملكة المتحدة ليست من الدول الموقعة على اتفاق وقف إطلاق النار، فإن حماس ترى أن رحلات التجسس جعلت بريطانيا متواطئة مع الاحتلال الصهيوني عندما تم إطلاقها في كانون الأول/ ديسمبر 2023".
وتابع: "لذلك فإن قرار إرسال رحلات تجسس إلى المنطقة أثناء تبادل الأسرى قد يثير الشكوك في أن بريطانيا انتهكت روح وقف إطلاق النار، إن لم يكن حرفيًا".
وأردف: "كما تثير رحلات التجسس هذه احتمال استخدام القوات الإسرائيلية لقطات المراقبة التي قدمتها المملكة المتحدة لإجراء عمليات عسكرية مستقبلية في غزة".
كما كشف الموقع البريطاني أن طائرات "شادو آر 1" تستطيع جمع المعلومات من أجل "تحديد الأهداف".
وفي 19 كانون الثاني/ يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى من 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، ويتم في الأولى التفاوض لبدء الثانية والثالثة، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.