يحاول الصحفي الفلسطيني يوسف شرف (37 عاماً) استعادة ذكرياته بعد تحرره من سجون الاحتلال ضمن صفقة التبادل بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، السبت الماضي، لكن ذهنه ما زال متأثرًا بأشهر الاعتقال المروعة في السجون الإسرائيلية.
شرف، الذي يعمل محررًا في وكالة “شهاب للأنباء”، اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي من مستشفى الشفاء في مدينة غزة في مارس 2024. وكان قد فقد عائلته المكونة من 37 فرداً، بما في ذلك زوجته وابنه وبناته الأربع، في غارة إسرائيلية استهدفت حي اليرموك بغزة يوم 25 أكتوبر 2023، مما زاد من معاناته النفسية والجسدية خلال فترة اعتقاله.
وصف شرف لصحيفة "فلسطين" الظروف داخل السجون الإسرائيلية بأنها “مروعة”، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال تعمدت إذلال المعتقلين وترويعهم وتعطيشهم، فضلاً عن حرمانهم من الرعاية الطبية الكافية.
وقال: “نعاني من قلة الطعام، وانتشار الأمراض مثل الدمامل والحكة. البعض يموت داخل السجون بسبب الإهمال الطبي”.
وأضاف شرف أن الاحتلال عاقبه على عمله الصحفي، الذي كان يركز على نقل جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني إلى العالم.
وأكد أن المعتقلين، بمن فيهم الصحفيون والأطباء، يتعرضون لمعاملة سيئة للغاية، مشيراً إلى أنه أجرى عملية جراحية في ركبته بـ”شفرة وكلور”، اجراه لها طبيب معتقل من مستشفى ناصر الطبي؛ ورفضت إدارة سجن النقب منحي دواء أو أي مسكن؛ وقالت “خلي حماس تعطيكم”.
وعن وضع الصحفيين المعتقلين؛ أجاب: “يعيشون ظروفا قاسية؛ هم يحقق معهم فقط على عملهم الصحفي؛ إدارة السجن قالت لنا “أنتم بحكم عملكم لكم علاقات مع حكام غزة وأنتم الذين نحتاج منكم المعلومات”.
وتابع: “لم تقدم بحقنا أي لائحة اتهام؛ فقط نحن صحفيون ولأجل ذلك نحن اعتقلنا”.
وعن لحظة معرفته بنهاية الحرب، قال شرف إنه تم إبلاغه بذلك من خلال صفقة تبادل الأسرى، مشيراً إلى أن المعتقلين كانوا ينتظرون تلك اللحظة بفارغ الصبر. وأضاف: “نحن نعاني كل يوم داخل السجون، وننتظر اللحظة التي نخرج فيها لنكمل مسيرة المقاومة”.
يُذكر أن شرف فقد سبعة وثلاثين شهيداً من عائلته، بينهم والداه وزوجته وأطفاله الأربعة وإخوته وعائلاتهم، في سبيل القضية الفلسطينية والقدس. وأكد أن عائلته قدمت التضحيات في سبيل الله والوطن، معبراً عن تصميمه على مواصلة عمله الصحفي لنقل ما يحدث في الأراضي الفلسطينية من جرائم إسرائيلية إلى العالم.
تعد قضية يوسف شرف جزءاً من واقع أشمل يعانيه الصحفيون الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي. وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، قُتل أكثر من 205 صحفيين فلسطينيين منذ عام 2023، فيما اعتقل المئات، لا يزال العشرات منهم داخل سجون الاحتلال.