قائمة الموقع

الأزمة اليوميَّة في الحصول على الخبز في غزَّة.. طوابير وانتظار طويل

2025-02-03T11:16:00+02:00
الأزمة اليوميَّة في الحصول على الخبز في غزَّة.. طوابير وانتظار طويل
فلسطين أون لاين

يمضي محمد الهليس يوميًا نحو أربع ساعات في صفوف طويلة أمام أحد مخابز مدينة غزة، محاولًا الحصول على ربطة خبز.

ويصف الهليس هذه التجربة بأنها أصبحت جزءًا من حياته اليومية، حيث يتطلب الأمر الكثير من الصبر والانتظار الطويل بسبب الطوابير الممتدة أمام المخابز.

وقال الهليس لـ "فلسطين أون لاين": "كل يوم عند الذهاب إلى المخبز، أضع في حسابي أنني سأضطر للانتظار لساعات طويلة للحصول على الخبز".

وتعود هذه الأزمة إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها أزمة الوقود والانقطاع المستمر للكهرباء التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال حربها المدمرة على قطاع غزة، والتي بدأت في السابع من أكتوبر 2023م، واستمرت 471 يومًا على التوالي.

ويُعتبر الوقود عنصرًا أساسيًا لتشغيل مولدات الكهرباء في المخابز، حيث يعاني القطاع من انقطاع مستمر في التيار الكهربائي، مما يؤثر على قدرة المخابز على إنتاج الخبز بكميات كافية وسريعة، وبالتالي يزيد من أوقات الانتظار ومعاناة السكان.

واقع مرير

بدوره، رأى محمد السلطان، أحد سكان شمال قطاع غزة، أن الأزمة تتفاقم بسبب نقص الغاز والكهرباء في القطاع، مؤكدًا أن المخابز تعتمد بشكل كبير على هذين المصدرين لتحضير الخبز، لكن انقطاعهما يؤدي إلى تأخير عمليات الإنتاج وزيادة الضغط على المواطنين.

وأضاف السلطان لـ"فلسطين أون لاين" أن نقص الحطب المستخدم للطهي زاد من تعقيد الأمور، خاصة في مناطق شمال القطاع.

ومع تزايد الحاجة إلى الخبز، ظهرت ظاهرة الاستغلال التجاري من قبل بعض الأفراد، حيث قال السلطان: "بعض الأشخاص يستغلون علاقاتهم الشخصية للحصول على أربطة خبز إضافية، ليقوموا ببيعها بأسعار مرتفعة تتراوح بين 12 و20 شيقلًا، مما يزيد من معاناة المواطنين الذين يواجهون صعوبة في الحصول على حصتهم من الخبز".

هذه الظاهرة فتحت المجال أمام تجار الخبز للاستفادة من الوضع الحالي ورفع الأسعار بشكل غير قانوني، فبدلًا من الحصول على ربطة الخبز بثلاثة شواقل من المخبز، يضطر البعض لشرائها من التجار بأسعار مرتفعة، لتجنب الوقوف في الطوابير الطويلة.

وقال فادي سلامة إن أسرته تضطر إلى الخبز في المنزل باستخدام الحطب والورق، فيما يلجأ البعض إلى أفران الطين لتجنب الانتظار أمام المخابز.

دعوة لإنقاذ المخابز

من جانبها، أطلقت جمعية أصحاب المخابز في غزة دعوة إنسانية عاجلة لإنقاذ مخابز القطاع المدمرة بفعل حرب "الإبادة الإسرائيلية"، وتعزيز إمداداتها اللوجستية لتمكينها من العودة إلى طاقتها الإنتاجية الملائمة لأكثر من مليوني إنسان محاصرين داخل الشريط الساحلي برًا وبحرًا وجوًا.

وأفاد رئيس جمعية أصحاب المخابز، عبد الناصر العجرمي، لـ"فلسطين أون لاين"، بأن الحرب الإسرائيلية تسببت في دمار 15 مخبزًا آليًا كليًا، وتضرر عشرات المخابز الأخرى بأضرار متفاوتة، ممَّا أثر سلبًا على الطاقة الإنتاجية لهذه المخابز.

وأشار إلى أن نقص الإمدادات اللوجستية، مثل الغاز والسولار، وتدمير مصادر الطاقة البديلة، أدى إلى ضغط كبير على المخابز، خصوصًا مع اشتداد الجوع في غزة خلال 15 شهرًا من "حرب الإبادة".

وقال العجرمي: "رغم سريان وقف إطلاق النار في غزة منذ 19 يناير/ كانون الثاني، إلا أن الإمدادات اللوجستية للمخابز، سواء الآلية أو النصف آلية أو اليدوية، بحاجة إلى تعزيزات إضافية ومستدامة على مدار الساعة".

وأضاف أن الدمار الإسرائيلي للبنية التحتية في القطاع وانقطاع التيار الكهربائي منذ بداية الحرب (7 أكتوبر 2023م) وحتى اللحظة، ضاعفا الطلب اليومي على المخابز بمختلف أنواعها.

خطط لإنقاذ المخابز

بحسب بنود المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يتضمن الاتفاق تكثيف إدخال المساعدات الإنسانية، وإعادة تأهيل المستشفيات والمخابز، وتوفير مستلزمات الإيواء للنازحين.

وفي هذا السياق، أكد العجرمي أن المؤسسات الأممية مطالبة بإعادة تأهيل المخابز عبر إعادة بناء المدمرة منها، وإدخال معداتها، وصيانة المخابز المتضررة جزئيًا، وتوسيع نطاق عملها بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة (WFP).

وأوضح أن هناك خططًا قائمة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي لتجاوز "المرحلة الصعبة"، لكن الدمار الواسع الذي تعرضت له غزة يتطلب "برامج إغاثية عاجلة وشاملة".

وأشار إلى أن جميع المخابز العاملة في مخيم جباليا (شمالًا) ومحافظة رفح (جنوبًا) دُمرت بالكامل بفعل القصف الإسرائيلي، مؤكدًا أن الجمعية ما زالت عاجزة عن حصر الأضرار الشاملة التي طالت المخابز في رفح، التي تعرضت لعملية عسكرية إسرائيلية استمرت أكثر من تسعة أشهر متواصلة.

ويعمل حاليًا من المخابز الآلية: 10 مخابز في غزة وشمالها، 6 في وسط القطاع، وواحد في خان يونس، وفقًا للعجرمي، الذي أشار إلى أن بعض أصحاب المخابز المتضررة جزئيًا أجروا إصلاحات "على نفقتهم الخاصة".

وإلى جانب المخبز الآلي في خان يونس، يعمل "المخبز الأردني المتنقل"، الذي قُدم كمساعدة للشعب الفلسطيني.

وحول بعض الخطط القائمة بالتعاون مع (WFP)، تم الاتفاق على بيع المواطن ربطة الخبز بوزن (2 كغم) بسعر 2 شيقل.

كما أشار العجرمي إلى وجود اتفاق آخر لتوسيع عمل مخابز خان يونس خلال الأيام المقبلة لاستيعاب الضغط الهائل من سكان المحافظتين (خان يونس، رفح)، بالإضافة إلى إمداد المؤسسات الخيرية بنحو 30 ألف ربطة خبز يوميًا لتوزيعها على مخيمات النازحين وأصحاب البيوت المدمرة.

اخبار ذات صلة