قائمة الموقع

هياكل عظمية وجثامين مجهولة الهوية على طريق الرشيد بمحور "نتساريم"

2025-02-02T10:30:00+02:00
فلسطين أون لاين

لم يعد شاطئ البحر الذي يعتبر المتنفس الوحيد لسكان قطاع غزة خاصة شارع الرشيد المعروف بإطلالته المتميزة كما كان، بعد أن حوله جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى مقبرة للشهداء الذين قتلهم بدم بارد خلال رحلة نزوحهم من شمال القطاع إلى جنوبه.

تحول شاطئ شارع الرشيد المطل على ما كان يسميه الاحتلال "محور نتساريم" وأنشأه لفصل غزة وشمالها عن وسط وجنوب القطاع، إلى ما يشبه المقبرة، مختلفاً عنها بأن الجثامين فوق الأرض لا تحتها وعلى رمال الشاطئ.

وعلى مرمى البصر على شاطئ البحر وفي مختلف مناطق المحور العسكري رصد العائدون إلى غزة وشمالها عشرات الهياكل العظمية التي تعود لجثامين شهداء أقدم جنود الاحتلال على إعدامهم بدم بارد دون ذنب أو سابق إنذار، ولم يكن ذنبهم سوى محاولاتهم المستميتة للبحث عن حياة كريمة والنجاة من الحرب.

وصُدم النازحون العائدون لغزة بمشاهد الدمار بالمناطق التي يسيطر عليها الاحتلال الإسرائيلي؛ إلا أن الأكثر إيلاماً كان تناثر الهياكل العظمية ومقتنيات الشهداء الذين أعدمهم جيش الاحتلال بدم بارد، دون معرفة ظروف استشهادهم أو هويتهم.

وبالتزامن مع المشاهد المؤلمة لرفات جثامين الشهداء، يوجع القلب مشاهد الباحثين عن بصيص لأمل لمعرفة مصير أبنائهم الذين فقدوا في ظروف مجهولة في المحور العسكري، آملين بالعثور على أي من مقتنياتهم أو دليل على ما حدث لهم.

مهمة صعبة

وتقول يسرا أبو هاني، شقيقة المفقود محمود، إنها سارت آلاف الأمتار من وسط غزة لشمالها أملًاً بالعثور على أي دليل مرتبط بشقيقها المفقود منذ قرابة العام، مؤكدة أنها لم تعثر إلا على هياكل عظمية لجثامين مجهولة.

وأوضحت أبو هاني لصحيفة "فلسطين"، أن العثور على شقيقها مهمة صعبة كلفتها وعائلتها عناءً كبيراً خلال الفترة الماضية"، مشددة على ضرورة معرفة العائلة لمصير أخيها، خاصة وأن الاحتلال الإسرائيلي يتحمل مسؤولية ذلك.

وأضافت "عاد أخي في فبراير من العام الماضي إلى غزة سالكاً طريق محور نتساريم ومن يومها فقدنا التواصل معه، لا نعرف إذا كان شهيداً أم معتقلاً لدى الاحتلال، بحثنا في الرمال عن أي علامات تدل عليه ولم نجد".

وتابعت "نعيش أوضاعاً صعبة ومشاهد الجثامين والهياكل العظيمة كانت مؤلمة لنا كثيراً، وسنعمل كل ما بوسعنا من أجل معرفة مصيره، وسنلجأ للمحاكم الدولية إن تطلب الأمر"، قائلةً "لن نتوقف حتى نعرف مصير شقيقي محمود".

مشاهد مروّعة

وقال خالد الفراني، إنه انتقل مع أفراد من عائلته من جنوب غزة لشمالها من أجل البحث عن رفات عدد من أفراد العائلة والأصدقاء الذين قرروا في وقت سابق من حرب الاحتلال على غزة العودة لشمال القطاع، مبينًا أنه لم يتم العثور على أي منهم.

وأوضح الفيراني لـ"فلسطين"، أن "مشاهد الجثامين والهياكل العظمية مرعبة للغاية، وأن المئات من النازحين كانوا يبحثون في طريق عودتهم عن أي دليل عن أبنائهم وأفراد عائلاتهم الذين فقدوهم بسبب الحرب وفي ظروف غامضة".

وأشار إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي وجنوده مسؤولون عن فقدان الآلاف من سكان القطاع، وأن الجثامين والهياكل العظمية تؤكد تعمد الاحتلال ارتكاب مجازر فظيعة للغاية في منطقة محور نتساريم، وهو الأمر الذي يتطلب محاسبة دولية على تلك الجرائم".

وتؤكد الإحصاءات الرسمية الفلسطينية، أن نحو 14 ألفاً فقدوا جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة، والذي تواصلت لخمسة عشر شهراً، في حين تشير تقارير صهيونية أن جنود الاحتلال كان لديهم تعليمات بإعدام كل من يقترب من محور نتساريم.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، أن طواقمها الطبية انتشلت عشرات الجثامين المتحللة لشهداء مجهولي الهوية على طول طريق شارع الرشيد ومنطقة محور نتساريم التي سيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي لعدة أشهر.

اخبار ذات صلة