اتفق رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير جيشه يسرائيل كاتس على تعيين المدير العام لوزارة الأمن إيال زمير رئيسا جديدا لهيئة أركان الجيش. وأعلن مكتب نتنياهو القرار في وقت متأخر من مساء السبت، وذلك بعد أسبوعين تقريبا من إعلان رئيس الأركان الحالي هرتسي هليفي استقالته.
وسيتولى زمير، الميجر جنرال المتقاعد الذي خدم في جيش الاحتلال الإسرائيلي لمدة 28 عاما، قيادة الجيش الذي خاض حرب إبادة استمرت 15 شهرا في غزة وخلفت نحو 50 ألف شهيداً جلهم نساء وأطفال.
وشغل إيال زمير منصب نائب رئيس هيئة أركان الجيش من عام 2018 حتى عام 2021، وفقا لموقع الجيش على الإنترنت. كما ترأس قبل ذلك القيادة الجنوبية المسؤولة عن العمليات العسكرية والأمن بما في ذلك حدود غزة. وشغل في وقت سابق منصب السكرتير العسكري لنتنياهو.
كان هليفي عُين رئيسا لأركان الجيش في عام 2022، لكنه أعلن استقالته الشهر الماضي وأقر بمسؤوليته عن الإخفاق الأمني في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عندما تلقى جيش الاحتلال هزيمة مدوية أمام المقاومة الفلسطينية في غلاف غزة. وهنأ هليفي، السبت، زمير بتوليه المنصب وتعهد بنقل القيادة إليه بشكل مهني. وسوف ينهي هليفي مهام منصبه في السادس من مارس/آذار.
ورغم الغضب العارم إزاء الهجوم، تقاوم حكومة نتنياهو الدعوات المطالبة بفتح تحقيق فيما يتعلق بمسؤوليتها عن الإخفاق الأمني الذي أدى وفقا لإحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 جندي ومستوطن واقتياد نحو 250 أسيراً إلى غزة.
وكان وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت قد أقيل من قبل رئيس الحكومة في وقت سابق خلال الحرب، ليحل محله الوزير الحالي يسرائيل كاتس، المتطرف المقرب من نتنياهو.
مهمة مزدوجة
وحسب ما نشرت صحيفة "معاريف" اليوم الأحد فإن زامير يواجه مهمة مزدوجة: إعادة تشكيل القيادة العسكرية العليا، وبناء توازن بين الجوانب الدفاعية والهجومية للجيش. وفي مقدمة القرارات التي سيتخذها تعيين نائب رئيس الأركان، وهو منصب حيوي يحدد مستقبل التوجه الاستراتيجي للجيش.
وفقًا لمصادر عسكرية، فإن اللواء تمير ياداي هو المرشح الأبرز لهذا المنصب، نظرًا لخبرته العميقة في بناء القوات البرية وقيادته السابقة للقيادة المركزية والجبهة الداخلية. ويرى مسؤولون أن دوره سيكون أساسيًا في تطوير القدرات العسكرية، أكثر من التركيز على العمليات الهجومية.
من ناحية أخرى، يبرز اسم اللواء أوري جوردين كمرشح محتمل للمرحلة الثانية من ولاية زامير. جوردين، الذي حظي بتقدير واسع لإدارته العمليات العسكرية في الشمال، مرشح أيضًا لتولي قيادة مديرية العمليات، التي تُعد ثالث أهم منصب في هيئة الأركان العامة.
المعركة على قيادة الجبهات
ووفقا للصحيفة، تشهد قيادة المنطقة الشمالية منافسة قوية بين اللواء يانيف أسور، الذي قاد العمليات الخاصة للجيش الإسرائيلي سابقًا، واللواء رافي ميلو، قائد الجبهة الداخلية. يُنظر إلى أسور باعتباره قائداً هجوميًا مناسبًا للمرحلة الحالية، بينما يواجه ميلو انتقادات بشأن قراراته خلال الساعات الأولى من هجوم السابع من أكتوبر، ما قد يؤثر على فرصه في الحصول على المنصب.
أما قيادة المنطقة الجنوبية، التي تحتاج إلى إعادة هيكلة بعد الحرب، فتشهد تنافسًا بين اللواء دان جولدفوس، وهو يتمتع بخبرة قتالية واسعة، واللواء ديفيد زيني، الذي لعب دورًا رئيسيًا في بناء لواء الكوماندوز والفرقة الشرقية ولواء الحريديم.

