قال عضو منظمة العدالة الواحدة لحقوق الإنسان الدولية، موسى العبداللات، إنه يتوجب على المنظمات الإنسانية، ومنظمة العفو الدولية، ولجان التحقيق التابعة للأمم المتحدة، القيام بدورهم في إعداد ملفات الضحايا الفلسطينيين الذين ارتقوا خلال حرب الإبادة التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة.
وأضاف العبداللات، في حديث خاص لصحيفة "فلسطين": "يجب الاستماع إلى شهود الإثبات في جرائم الإبادة وجرائم الحرب، لمحاكمة كافة مجرمي الحرب وأي جندي من جيش الاحتلال ارتكب جرائم الإبادة في غزة، وإقامة قضايا في كل الدول، بالإضافة إلى الضغط الشعبي والبرلماني على العدو وقادته السياسيين".
وبيّن أن من أهم نتائج وقف إطلاق النار في قطاع غزة إيصال المساعدات الطبية والغذائية والوقود إلى كافة المناطق في غزة، وخصوصًا في الشمال، وذلك من خلال منظمة الأمم المتحدة وقوافلها الإنسانية وكافة الدول، بما فيها مصر والأردن وقطر والجزائر وغيرها.
وعَدّ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار "انتصارًا لإرادة الشعب الفلسطيني ومحور المقاومة"، مشيرًا إلى أنه جرى نقل القضية الفلسطينية إلى المستوى العربي والدولي، وكشف زيف الرواية الإسرائيلية، وأكد وعد المقاومة الصادق في تحرير الأسرى، خصوصًا أصحاب الأحكام العالية.
وشدد العبداللات على أن "المقاومة انتصرت من خلال التأييد الواسع من الحاضنة الشعبية في غزة، رغم الدمار والتضحيات الجسام، حيث تعمّد جيش الاحتلال وقيادته المتطرفة قتل النساء والشيوخ بشكل متعمد، إلى جانب التدمير الواسع للمؤسسات الطبية والتعليمية والسكنية".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في التاسع عشر من يناير الجاري، ليطوي معه 471 يومًا من حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال الإسرائيلي، حيث لم يفرق خلالها بين البشر والحجر والشجر.
وقال العبداللات: "انتصرت الرواية الفلسطينية في مواجهة الرواية الإسرائيلية الباطلة، والانتصار الذي تحقق في غزة كشف للعالم زيف ما يُسمى بالدولة الديمقراطية، وأبرز إرادة الشعب الفلسطيني الصلبة".
وأوضح أن إعادة الإعمار، بعد التدمير الواسع الذي طال كل قطاعات الحياة السكنية والصحية والتعليمية وغيرها، تحتاج إلى جهد دولي وعربي وإسلامي مكثف، داعيًا دول الخليج العربي إلى القيام بواجبها تجاه إعادة الإعمار في كافة القطاعات.
وجدد تأكيده على ضرورة أن تكون هناك وقفة جادة وحقيقية بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، للوقوف مع شعبنا الفلسطيني الذي قدم التضحيات العظيمة، ومنع التهجير والتوسع، وهزم إرادة الطاغية والمستبد وروايته الزائفة.
وشنّ الاحتلال، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية ضد قطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بالإضافة إلى الدمار الكبير الذي طال كل القطاعات الحيوية.