في مشهد مهيب، احتفل أهالي الضفة الغربية، اليوم السبت، بتحرر ثلة من الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، ضمن صفقة التبادل واتفاقية وقف إطلاق في غزة.
وعلى البث الحي والمباشر على شاشات التلفزة، ألتف الآلاف حول الأسرى المفرج عنهم فور خروجهم من الحافلات التي أقلتهم لوسط مدينة رام الله، مرددين الهتافات المشيدة بالحرية.
3 حافلات أقلّت 114 أسيرًا محررًا وصل إلى مدينة رام الله، بعد تحررهم ضمن صفقة "طوفان الأحرار" التي أنجزتها فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة "حماس".
وجاءت خطوة الإفراج عن الأسرى بعد أن أطلقت كتائب القسام في وقت سابق اليوم عن أربعة مجندات أسرن في السابع من أكتوبر 2023 ضمن عملية طوفان الأقصى، تبعها خطوة نقل 200 أسير، من سجني عوفر وكتسيعوت إلى رام الله ومصر وقطاع غزة.
وتضم الدفعة الثانية، وفق هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، 200 معتقل، من ذوي المؤبدات والأحكام العالية، 121 أسيرا من المؤبدات، و79 أسيرا من أصحاب الأحكام العالية، حيث جرى الإفراج عن 107 أسرى من سجن "عوفر" إلى رام الله، واثنين من أم الفحم داخل أراضي الـ48، و5 من القدس المحتلة، و16 أسيرا إلى قطاع غزة، وإبعاد 70 منهم إلى خارج فلسطين، ومن كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي.
وفي احتفالية رام الله الخاصة لحظة وصول الأسرى، أقتصر مشهد الرايات على حركة فتح الصفراء، والعلم الفلسطيني، وغاب عن المشهد قسرا رايات الفصائل مهندسة اتفاق التبادل، من نال عبره الأسرى حريتهم.
ولم يكن ذلك فحسب، إذ أن عناصر من أمن السلطة الفلسطينية صادرت رايات حركة حماس من موكب استقبال الأسرى المفرج عنهم من السجون الإسرائيلية.
راية حركة حماس الخضراء محظورة في عرف السلطة وقوانينها، رغم أنها "أصل المشهد" و"الأساس" في صفقة التبادل والتي أدخلت الفرح في قلب الشعب الفلسطيني المخلص لقضيته وقضية أسراه والذين غيب الاحتلال سنوات عمرهم خلف القضبان.
فرحة عبر عنها من المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، قائلا "إننا نشارك أبناء شعبنا وعائلات الأسرى المفرج عنهم فرحتهم، ونتوجه لهم بالتهنئة"، إلا أن البيان خلى من كلمة شكر لمن صنع هذه الفرحة وكان سببا فيها.
وفي 19 يناير/كانون الثاني الجاري، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" و(إسرائيل)، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.
ودفعة الإفراج عن الأسرى اليوم هي الثانية، إذ أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأحد الماضي، عن 90 أسيرة وأسير، مقابل 3 مجندات.