قائمة الموقع

​سليمان ينافس النساء بخيوط الحرير

2017-10-26T06:24:58+03:00

في كل غرزةٍ تغرسها أم سليمان في قطعة "الكَنَفَة" البيضاء، كانت تخِز قلب ابنها سليمان الممعن النظر في تلك "الإكسات" المطرّزة والأشكال المختلفة التي سرعان ما ترسمها بإبرتها وخيوطها الحريرية، تلك الألوان والخيوط لامست شغاف قلبِه فقرّر أن يُجرّب، وكم كان الأمر عليه يسيراً.

بدأ سليمان أبو طعيمة -22 عاماً- التطريز قبل بضع سنوات، وشعر أنه قادر على المواصلة فيه والتميّز، بل والتفوّق على النساء الماهرات، فبدأ في صنع محافظ النقود.

يقول لفلسطين:" وجدتُ نفسي أصنع أشكالاً مختلفة بكل سهولةٍ، وكان الأمر ممتعاً بالنسبة لي وليس مجرد "صَنعَة" فرحت أصل ليلي بالنهار لإنجاز أشكال جديدة ومميزة".

ويضيف: "كل من كان يرى مطرزاتي كان يُبهَر ويطلب مني أن أصنع له، وكنت أفعل بحبّ".

استثمر أبو طعمية إعجاب الناس بمطرزاته في فتح باب رزق يسير له، فصار يصنع القطع الجميلة لكل من يطلب له، بمقابل مادي.

وفي عام 2014 حيث العدوان الإسرائيلي الذي دكّ قطاع غزة، نزح سليمان وأهلُه وكل من في حارتهم في مدينة خانيونس إلى مدارس الأونروا غربًا، وهناك لم يترك الفراغ يشغله ويتعب نفسَه فشغله بالتطريز، وفي أول هدنةٍ انطلق للبيت وأحضر الإبرة والخيوط الحريرية وكل ما له علاقة بالتطريز، فراحت الفتيات يقبلنَ عليه ويطلبن أن يتعلّمن، يعلق: "علّمتُ 12، فتاة غالبيتهنّ من عائلة أبو طعيمة".

وها هو اليوم يجهز المطرزات المميزة، كالأعلام والمسابح والأساور والمحافظ والصواني الفاخرة المزيّنة بالقطع المطرّزة الفلاحية والمدنية أيضًا لتكون هديةً لعروسه المستقبلية.

فـالألوان حياة سليمان، وهي التي تُسعِد أوقاتَه وتُنعش أيامَه، وتصنع في حياتِه شيئًا مميزًا، يقول :"التطريز وما يحمله من فن وتراث، يجعلني لا أملّ منه وإن أمضيت الليل والنهار في الحياكة، خاصة إن كنت أصنع المطرزات المرتبطة بالوطن وحب الوطن والأرض والتراث".

ودّعت سليمان شاكرةً، ومتمنيةً له التوفيق، بعد أن قدّم لي هديةً أظنني سأحتفظ بها للأبد، كانت عبارة عن علم فلسطين مطرزا تطريزا مدنيّا على قطعةٍ بيضاء وفي وسط العلم خَطّ حروف فلسطين باللون الأخضر، إنها من أجمل التذكارات التي يمكن للفلسطيني أن ينالها هدية.

اخبار ذات صلة