فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير معاملة الأسرى.. المقاومة تنتصر في "معركة الأخلاق" أيضًا

...
معاملة الأسرى.. المقاومة تنتصر في "معركة الأخلاق" أيضًا
غزة/ نبيل سنونو:

"أستطيع أن أقول إنها في حالة صحية أفضل بكثير مما توقعنا"، كانت هذه الكلمات من والدة الأسيرة الإسرائيلية إميلي ديماري، المفرج عنها من غزة، الأحد، واحدة من الشهادات التي تظهر حسن معاملة المقاومة الفلسطينية لأسرى الاحتلال الإسرائيلي.

في المقابل فإن شقيقة الأسيرة المحررة بموجب اتفاق وقف العدوان الأخير الصحفية رولا حسنين قالت في تصريحات صحفية: "شقيقتي عانت من إهمال طبي في السجن انعكس بشكل سلبي على صحتها"، في واحد من الأدلة على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين.

وتوالت منذ أن قررت المقاومة الإفراج عن أسرى إسرائيليين في أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2023 ثم في 19 من الشهر الجاري وقبلها في 2011 إبان صفقة وفاء الأحرار، المشاهد والشهادات التي يروي فيها أسرى الاحتلال المفرج عنهم كيف حظوا بأوضاع إنسانية في الأسر.

وبدت ثلاث أسيرات إسرائيليات أفرجت عنهن المقاومة في غزة الأحد، في حالة ارتياح وسعادة.

وبثت كتائب القسام، مشاهد خاصة من عملية تسليم الأسيرات الثلاثة للجنة الدولية للصليب الأحمر، وتضمنت اللقطات إعطاءهن هدايا تذكارية من الكتائب قبل عملية التسليم.

وفي وقت سابق، قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، إن الكتائب قررت الإفراج عن الأسيرات رومي جونين (24 عاما)، إميلي دماري (28 عاما)، ودورون شطنبر خير (31 عاما).

وقال رئيس الجهاز الصحي بهيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين: لا مشكلة طارئة لدى الأسيرات الثلاثة تستدعي علاجا فوريا.

كما قالت شقيقة الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها دورون شطنبر: وضع شقيقتي الصحي جيد.

وقالت يوخباد ليفشيتس، الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها لأسباب إنسانية بعد 15 يوما من أسرها في أكتوبر/تشرين الأول 2023، إنها لقيت والأسرى الآخرين معاملة جيدة، وكان هناك ممرض يعالج المصابين، وطبيب يأتي كل يومين لفحص الأسرى.

وأضافت في مؤتمر صحفي أنه كانت هناك نساء يعتنين بالأسيرات لأنهن أعرف بحاجاتهن، وأن كتائب القسام اهتمت جيدا بالنظافة وبصحة الأسرى.

وأكدت أنها ومن معها من الأسرى تلقوا معاملة جيدة من قبل مقاتلي الكتائب الذين كانوا ودودين معهم، واهتموا باحتياجاتهم.

وكشفت أن عناصر المقاومة الذين احتجزوها وأسرى آخرين طمأنوهم بأنهم لن يلحقوا بهم أي أذى، ووفروا لهم المأكل والمشرب خلال فترة احتجازهم.

وتابعت: "قالوا لنا إنهم يؤمنون بالقرآن، وإنهم لن يؤذونا، وسيعاملوننا كما يعاملون من حولهم".

كما أن الجندي الإسرائيلي المفرج عنه جلعاد شاليط بموجب صفقة تبادل عام 2011، أكد في مقابلة صحفية أن المقاومة كانت حريصة على إبقائه "في حالة جيدة، وفي حالة بدنية جيدة".

وكانت القسام كشفت النقاب عن وجود "وحدة الظل" الخاصة بتأمين الأسرى الإسرائيليين لأول مرة بعد مرور 10 أعوام على تأسيسها في عام 2016، بعد تولي مهمة تأمين الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط التي انتهت بصفقة تبادل أسرى ناجحة.

وتحاط "وحدة الظل" بكثير من التكتم، حيث تحافظ على سريتها كتائب القسام لحساسية المهمة التي تأسست من أجلها، وهي "تأمين الأسرى الإسرائيليين" في غزة وإبقاؤهم في "دائرة المجهول"، لضمان عمليات تبادل أسرى ناجحة مع دولة الاحتلال.

ويحتل ملف الأسرى في سجون الاحتلال مكانة خاصة لدى كتائب القسام التي تعد تحريرهم "أولوية" بالنسبة لها، وتقول إن وحدة الظل "تأسست في الأصل لاعتبارات عملياتية في إطار مهمة كسر قيود الأسرى الفلسطينيين في سجون العدو"، وتؤكد أن عملها لن ينتهي إلا بعد "تبييض سجون الاحتلال من الأسرى".

ويقوم مبدأ معاملة الأسرى في هذه الوحدة -كما أعلنت "كتائب القسام"- على "معاملة أسرى العدو بكرامة واحترام وفق أحكام الإسلام، وتوفير الرعاية التامة لهم، المادية والمعنوية، مع الأخذ بعين الاعتبار معاملة العدو للأسرى المجاهدين".

وبعد العملية العسكرية التي شنتها المقاومة على جيش الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان لهذه الوحدة دور في حراسة وتأمين ما بين 200 إلى 250 أسيرا إسرائيليا والعناية بهم.

لكن جرائم الاحتلال الإسرائيلي لم يسلم منها حتى أسراه في غزة إذ قتل وأصاب عددا منهم خلال حرب الإبادة الجماعية على القطاع.

"أنموذج عظيم"

وعلى صعيد الأسرى الفلسطينيين، أعلنت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في 30 ديسمبر/كانون الأول استشهاد خمسة منهم ينحدرون من قطاع غزة في سجون الاحتلال خلال 24 ساعة.

وارتفع حينها عدد الشهداء بين صفوف الأسرى في سجون الاحتلال منذ بدء حرب الإبادة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إلى 55 شهيدا، وهم فقط المعلومة هوياتهم في ضوء استمرار جريمة الإخفاء القسري بحق المئات من معتقلي قطاع غزة، بحسب الهيئة ونادي الأسير.

ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الذين اعترفت بهم إدارة السجون حتى بداية ديسمبر/كانون الأول، أكثر من 10 آلاف و300 أسير، فيما تواصل فرض جريمة الإخفاء القسري بحق المئات من معتقلي غزة في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال، ومن بين الأسرى 89 أسيرة، وما لا يقل عن 345 طفلا، و3428 معتقلا إداريا، وفق منظمات معنية بشؤون الأسرى.

وتقول الكاتبة الصحفية المصرية شيرين عرفة: إن المقاومة في تعاملها مع الأسرى "تمثل نموذجا عظيما لأخلاق الإسلام وتعاليمه"، فهي لا تقتل صبيا ولا امرأة ولا هرما ولا تخرب عامرا.

وتتساءل في منشور على منصة إكس: برأيكم، أيهما أحق بأن يحكم العالم اليوم، ويحقق الأمن الذي يرجوه البشر: قوانين الغرب الظالمة، وديمقراطياتهم الزائفة، ومواثيقهم التي في كل مناسبة نجدهم يدوسون عليها بأحذيتهم، أم قوانين الله، التي شرعها لنا في الإسلام، ورأينا أنموذجا عمليا لتطبيقها على أيدي رجال المقاومة؟

وترسخ المقاومة بذلك انتصارا لها في معركة ترسيخ الأخلاق مقابل الانسلاخ الإسرائيلي عن المبادئ والقيم.