فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

من هي خالدة جرار التي أفرج عنها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار؟

...
خالدة جرار

بشعر أبيض، وجسد نحيل منهك، تكاد لا تقوى على السير أفرج الاحتلال الفلسطينية خالدة جرار من سجونه، فمن هي خالدة جرار؟

خالدة كنعان محمد جرار، من مواليد عام 9 فبراير عام 1963 في محافظة البيرة، مناضلة قديمة، وأسيرة على مدار سنوات طوال في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

هي أمٌ لابنتين هما: يافا وسهى توفيت الأخيرة حين كانت خالدة في الأسر، في يوليو 2021، وقد حصلت جرار على درجة الماجستير في الديمقراطية وحقوق إنسان، وشغلت منصب نائب في المجلس التشريعي ممثلة عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

عملت جرار في منصب مدير مؤسسة الضمير لرعاية الأسرى وحقوق الإنسان منذ عام 1994 وحتى عام 2006، حتى توليها منصبها في المجلس التشريعي.

أصدر الاحتلال بحقها قرار إقامة جبرية ومنعها من مغادرة الأراضي الفلسطينية في العام 1998، وخاضت تجربة الاعتقال والأسر عدة مرات، خضعت في عدد منهن للتعذيب وسوء المعاملة.

عانت في اعتقالها الإداري الأخير والذي جرى في 26 ديسمبر/ كانون الأول 2023 من ظروف قاسية داخل زنزانة وصفها الحقوقيون بأنها تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، ضيقة معدومة التهوية، كانت وفق شهادة جرار خلالها مجبرة على الاستلقاء قرب الباب للحصول على القليل من الأوكسجين.

وخلال الاعتقال ذاته وعلى مدار 160 يوما قبعت خالدة، القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في "العزل الانفرادي في إحدى أسوأ وأقدم الزنازين في (إسرائيل)"، وفق حقوقية فلسطينية.

وإثر الإفراج عنها الأحد 19 يناير 2023، أثارت صور خالدة مشاعر الشارع الفلسطيني، وتناقلها نشطاء بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط استغراب للحالة الصحية التي وصلت لها خلال فترة اعتقالها.

وعلى عكس صورة جرار ظهرت الأسيرات الإسرائيليات الثلاث اللاتي أطلقت كتائب القسام سراحهن في حالة جسدية ونفسية جيدة، ويرتدين ملابس نظيفة منمقمة، بل وقدمت لهن الحركة هدايا تذكارية.

سربت المناضلة جرار في أغسطس الماضي أثناء وجودها في العزل بالقول: "أموت يوميا، فالزنزانة أشبه بعلبة صغيرة مغلقة لا يدخلها الهواء".

وتابعت: "فقط يوجد في الزنزانة مرحاض وأعلاه شباك صغير، تم إغلاقه لاحقا بعد نقلي بيوم واحد، ولم يتركوا لي أي متنفس، وحتّى ما تسمى بالأشناف (فتحات) في باب الزنزانة تم إغلاقها".

"هناك فقط فتحة صغيرة أجلس بجانبها معظم الوقت لأتنفس، فأنا أختنق في زنزانتي وأنتظر أن تمر الساعات لعلي أجد جزيئات أوكسجين لأتنفس وأبقى على قيد الحياة"، كما أكدت خالدة.

وأفرجت سلطات الاحتلال عن جرار من سجن عوفر غرب مدينة رام الله ضمن 90 أسيرة وطفل مقابل إطلاق حماس سراح الأسيرات "المدنيات" الثلاث.

وجاء هذا التبادل ضمن مرحلة أولى من اتفاق لوقف إطلاق النار مع "حماس" بدأت صباح الأحد، بوساطة دولية.

وتعتقل سلطات الاحتلال أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني في سجونها وفق مؤسسات تُعنى بالأسرى.

المصدر / فلسطين أون لاين