فلسطين أون لاين

تسليم الأسيرات "الإسرائيليات".. مراسم مهيبة لـ"نخبة القسَّام" بحشدٍ جماهيري غفير

تسليم الأسيرات "الإسرائيليات".. مراسم مهيبة لـ"نخبة القسَّام" بحشدٍ جماهيري غفير 
تسليم الأسيرات "الإسرائيليات".. مراسم مهيبة لـ"نخبة القسَّام" بحشدٍ جماهيري غفير 
فلسطين أون لاين

بممرٍ شرفي اصطف فيه آلاف المواطنين المحتشدين في ساحة السرايا بمدينة غزة، امتلأت بهم جنبات الساحة وهم يرفعون أعلام فلسطين منتشين بالنصر. مرت مركبات عناصر النخبة من كتائب القسام بين تلك الجموع في احتضانٍ شعبي مهيب لمقاومةٍ دافعت عن أبناء شعبها وكسرت هيبة جيش الاحتلال المزعوم خلال حرب إبادة جماعية، وذلك خلال لحظة مراسم تسليم ثلاث أسيرات إسرائيليات محتجزات في مدينة غزة للجنة الدولية للصليب الأحمر مساء أمس.   

من قلب مدينة غزة التي تعرضت لإبادة وحصار وتجويع، جرت عملية التبادل بعدما احتفظت المقاومة بالأسيرات الإسرائيليات رغم كل وسائل التجسس التي استخدمها الاحتلال للوصول إليهن، مدعومًا بأحدث ما توصلت إليه أمريكا وبريطانيا من طائرات استخباراتية حديثة، والتي وقفت عاجزة أمام تحديد مكانهن أو استعادتهن بالقوة العسكرية. وبقي هذا الملف مدفونًا داخل أسرار وحدة "الظل القسامية".   

دعم شعبي غير مسبوق 

بزي عسكري لم ينجح الاحتلال في تجريد المقاومة منه، ارتدى مئات المقاومين عصابات خضراء تحمل اسم كتائب القسام، كتيجان تزينها الألثمة السوداء. وبمركبات بيضاء هي ذاتها أو شبيهة لتلك المركبات البيضاء التي وصلوا بها إلى قلب المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، وعادوا من هناك يحملون آمال الحرية للأسرى وفي قبضتهم عشرات المستوطنين والمستوطنات والجنود والضباط. خرج الملثمون كطيرٍ أبابيل لتتم مراسم التسليم.   

تجلى في المشهد قوة المقاومة وقبضتها على الزناد والسلاح، محتضنةً من أبناء شعبها الذين هتفوا: "حط السيف قبال السيف، احنا رجال محمد ضيف"، وهتافاتٍ أخرى داعمة للمقاومة، تحيي كتائب القسام. في المقدمة ظهر المقاومون وهم يصطفون على شكل مربع ناقص ضلع، والتفت حولهم حشود الناس من كافة الفئات والأعمار.   

لم يكن المشهد في دولة الاحتلال بعيدًا عن مشهد الصدمة الأولى بعد زلزال عسكري هز الدولة العبرية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولم تنتهِ ارتداداته بعد 471 يومًا من الحرب والإبادة والتدمير. فكانت المقاومة حاضرة على شاشات كبيرة عُرضت في الساحات العامة بمدينة (تل أبيب)، صورًا للحشد المهيب لمئات المقاتلين من كتائب القسام وهم بكامل عتادهم العسكري وزيهم الموحد وسلاحهم، في احتضان شعبي كبير.   

كل التفاصيل التي ظهرت في ترتيبات التسليم وعمليات التمويه التي سبقته، بانتشار عشرات المركبات التابعة للقسام، تقول للاحتلال وفق الباحث سعيد زياد: "إنه لم يفعل شيئًا". وقال زياد: "إن صمود لواء الشمال من كتائب القسام ولواء غزة حال دون إنهاء القضية الفلسطينية، ودون حدوث تهجير ونكبة ثانية للشعب الفلسطيني"، بعدما أجبر جيش الاحتلال على الرضوخ لطاولة الحل السياسي.   

 من أين خرجوا؟ 

أما على منصات مواقع التواصل الإسرائيلية، لم يجد المستوطنون أجوبة لأسئلتهم عن ظهور مقاتلي القسام: "من أين خرجوا؟ ومن أين جاءت كل هذه الأعداد من المقاومين؟ وأين كانت هذه المركبات؟ ماذا كان يفعل جنودنا منذ أكثر من عام؟"، واصفين ما حدث بأنه "جنون لا يستوعبه عقل".   

وفي وقت ساد الغضب على المنصات الإسرائيلية، كان الفخرُ حاضرًا على منصات التواصل الفلسطينية والعربية، حيث تغنوا ببطولات المقاومة، وصور المقاومين وسط حشود مهيبة من المواطنين، معتبرين الصور "إجابة لمن سأل عن اليوم التالي في غزة". كتب أحدهم: "هم اليوم الأول وهم الغد، لولاهم لما كنا".   

في صورة تحمل مفارقة زمنية، نُقلت الأسيرات من قاعدة "رعيم" العسكرية، وهي مقر قيادة فرقة غزة الإسرائيلية التي وصلتها نخبة القسام في 7 أكتوبر، بواسطة مروحيات عسكرية هبطت على المقر، بعدما كانت أمنية قيادات الاحتلال أن تهبط في غزة بعملية عسكرية لتحرير أسرى لم ينجحوا في تنفيذها. لتضيف الصورة انكسارًا آخر في نفس القاعدة والمكان، تهبط على ملامح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي وصف العملية بأنها "يوم مبارك لـ (إسرائيل)"، شكر خلاله جنود جيشه الذين فشلوا في تحقيق أحد أهم أهداف الحرب المتمثل باستعادة المحتجزين بالقوة العسكرية. لم تخفِ الكاميرات ملامح الهزيمة التي اعتلت وجهه.

  هزيمة سياسية لنتنياهو

ورأى المختص بالشأن الإسرائيلي مهند مصطفى بأن "نتنياهو يحاول قطف ثمار سياسية حول استعادة الأسيرات، رغم أن الاعتراف السائد داخل دولة الاحتلال من كافة المستويات بأن اتفاق وقف إطلاق النار هزيمة سياسية لنتنياهو".   

تحققت في العملية وعد القسام للأسرى بأن يفتح السجانون أبواب السجن للأسرى ليتنفسوا عبق الحرية، مع الإفراج عن 90 أسيرًا وأسيرة من سجون الاحتلال، وهم يعودون إلى بيوتهم في صفقة تبادل يجمع الشعب الفلسطيني على أنها "مشرفة"، حققت فيها المقاومة مطالب الشعب الفلسطيني بوقف الحرب، وبانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة، وبعودة النازحين، وبدء عملية الإعمار وإدخال المساعدات.

اخبار ذات صلة