فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

نتيجة الحرب على غزة بلسان الاحتلال 1/2

...
نتيجة الحرب على غزة بلسان الاحتلال 1/2
ماجد الزبدة 

ساعات معدودة تفصلنا عن نهاية الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي كان هدفها الأبرز والمُعلن هو القضاء على المقاومة الفلسطينية؛ وإنهاء حُكم حماس في غزة؛ واغتيال قادتها وعناصرها، والانتقام من حاضنتها وأنصارها بالتطهير العرقي والإبادة الشاملة، وتخليص الجنود والمستوطنين الأسرى في غزة بالقوة وتحت النيران، وإحداث عملية كَيْ وعي قهرية للمجتمع الفلسطيني، ودفعه للكفر بفكرة المقاومة، ونبذها من القاموس الفلسطيني اليوم وفي المستقبل. 

واليوم وبعد مُضِيْ خمسة عشر شهرًا على العدوان الإسرائيلي الهمجي على غزة بدعم أمريكي وأوروبي غير محدود، وموافقة نتنياهو مُرغَمًا على توقيع صفقة تبادل مع حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية؛ نستحضر التساؤل الأبرز: هل نجحت إسرائيل في تحقيق أهدافها ومُبتغاها؛ وهل تدمير غزة وإبادة مئات الألوف من أبنائها حقق أهداف إسرائيل المعلنة؟؟ وهنا لن أجيب بلسان فلسطيني يفخر بتأييد المقاومة؛ وإنما سأجيب بتصريحات أدلى بها مؤخرًا أعداؤنا المجرمون الذين ارتكبوا جريمة الإبادة في غزة، ودعموا تهجير أهل غزة إلى خارج فلسطين، حيث نشرت مختلف وسائل الإعلام العبرية تلك التصريحات التي عبّرت بوضوح عن مضامين نهاية الحرب ونتائجها السياسية والعسكرية بالنسبة للاحتلال. 

وصف رئيس الكيان "هيرتسوغ" صلابة المفاوض الفلسطيني المُقاوِم بقوله: "هناك مفاوضات عنيدة"، بينما وصف وزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو "إيتمار بن غفير" الصفقة بأنها "صفقة الاستسلام لحماس"؛ أما رئيس لجنة الأمن القومي الإسرائيلي  النائب "تسفيكا فوغل" فقد وصف الصفقة "بالخطيرة وندم للأجيال". 

أما الوزير الإسرائيلي  السابق "حاييم رامون" فقد قال: "لقد فشل الجيش والحكومة في تحقيق الهدف الرئيسي للحرب، وهو الإطاحة بحكم حماس"، فيما أشار عضو الكنيست "يتسحاك كرويزر" إلى ذهاب نتنياهو مُرغَمًا لتوقيع الصفقة بالقول: "تهديدات ترامب تهدف أساسًا إلى الضغط على حكومة نتنياهو وليس على الأعداء"، بينما عبّر عضو الكنيست عن الليكود "موشيه سعدة" عن انزعاجه من توقيع الصفقة بوصفها بأنها "خطيرة"، وأنها ستؤدي للتخلّي عن  كل ما امتلكته "إسرائيل" من محور فيلادلفيا والمعابر".

المتحدث باسم حكومة نتنياهو حاول التخفيف من حدّة الفشل الإسرائيلي بقوله أن حكومته "مستعدة أن تدفع ثمنًا ولو كان باهظًا من أجل إعادة الأسرى"، أما عضو الكنيست عن الليكود "عميت هاليفي" فقد عبّر عن غضبه من توقيع الصفقة واصفًا إياها ب"صفقة الاستسلام"، وأن نتيجة الحرب هو "انتصار العدو." قاصدًا حركة حماس.

الكُتّاب الإسرائيليون من ناحيتهم عبّروا عن تشاؤمهم من إمكانية انتصار الاحتلال أو هزيمة المقاومة، حيث قال الكاتب في صحيفة "هآرتس" العبرية "يئير اسولين": "حتى لو قمنا باحتلال كل الشرق الأوسط، لن ننتصر على غزة"، فيما وصفت القناة "14" العبرية الصفقة بأنها "صفقة خنوع"، وأن حكومة نتنياهو خضعت بسبب ضغوطات ترامب والضغط الإعلامي".

الكاتب والناشط الإسرائيلي "يوآف إلياسي" عبّر عن دهشته من فشل الاحتلال بالقول: "مدهش كيف تنازلنا عن أهدافنا وإنجازاتنا في صفقة مُخزية وحقيرة"، أما الصحفي "أودي سيغال" فقد أعرب عن قناعته بأن: "حماس لم تستسلم ولم ترفع الراية البيضاء"، بينما عبّر الصحفي"هيلال بيتون روزين" عن رأيه بأن الصفقة هي خنوع وانحناء واستسلام لحماس"، فيما وصف الكاتب الصهبوني "شلومي ألدار:" الصفقة بأنها "غير جيدة" لإسرائيل، التي ستظل -وفق رأيه- "ستواجه حماس لسنوات طويلة قادمة".