فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير القذائف غير المنفجرة.. "كمائن فلسطينية" بسلاح "إسرائيلي" وأمريكي

...
القذائف غير المنفجرة.. "كمائن فلسطينية" بسلاح "إسرائيلي" وأمريكي
غزة/ محمد عمر

أحدثت كمائن المقاومة الفلسطينية خلال معركة الصمود والقتال طوال خمسة عشر شهرًا من "حرب الإبادة الجماعية" قلقًا ورعبًا إسرائيليًا؛ لتنوعها وخطورتها وتسببها بخسائر عسكرية وبشرية هائلة.

وزاد الرعب الإسرائيلي من كمائن المقاومة ضد الجيش وآلياته؛ عقب تحقيقات عسكرية خلصت إلى استخدام فصائل المقاومة الصواريخ والقذائف والذخائر الإسرائيلية والأمريكية "غير المنفجرة"، والعمل على إعادة تدويرها وتوظيفها في الكمائن والغارات العسكرية.

ولا يبدو إعادة تدوير المقاومة للذخائر "غير المنفجرة" أمرًا جديدًا، بل هو أمر ممتد منذ سنوات، مما دفع كتائب القسام لإطلاق مشروع "قصد السبيل" الذي يهدف إلى تحييد مخاطر كميات كبيرة من قذائف جيش الاحتلال التي أطلقها على غزة ولم تنفجر، وإعادة تدويرها وإدخالها ضمن منظومة تصنيع السلاح لدى المقاومة.

وأعلنت القسام أن نتائج مشروع "قصد السبيل" أثمرت في مضاعفة القوة الصاروخية لديها، واستخدام تلك الصواريخ لأول مرة عام 2018، عندما قصفت المقاومة المواقع الإسرائيلية في مدينة عسقلان المحتلة بعشرات الصواريخ.

وسبق أن كشفت القسام عبر برنامج "ما خفي أعظم" الذي بثته قناة الجزيرة الفضائية في سبتمبر/ أيلول 2020، عن عثورها على مئات القذائف داخل بقايا سفينتين حربيتين بريطانيتين غارقتين في عمق البحر قبالة سواحل غزة، وانتشالهما وإعادة تدويرهما.

وخلال الحرب الدائرة منذ أكثر من 460 يومًا، تبث فصائل المقاومة بين حين وآخر مقاطع فيديو تظهر استخدام مقاتليها صواريخ وقذائف وألغام إسرائيلية وأمريكية بعد إعادة تدويرها، وظهر المقاتلون وهم يخطون العبارة الشهيرة: "هذه بضاعتكم ردت إليكم".

"إدارة ذكية"

وبتقديرات الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين، فإن الذخائر "غير المنفجرة" تشكل مصدرًا هامًا للمقاومة الفلسطينية.
وفي سبيل ذلك، ذكر عز الدين لـ "فلسطين أون لاين" أن إعادة المقاومة للذخائر "غير المنفجرة" أمر ممتد منذ سنوات؛ نظرًا للقصف الوحشي الإسرائيلي والاعتداءات المتكررة على غزة.

وأشاد بتطور وإبداع المقاومة التي تستخدم "السلاح الشحيح" المتواجد بحوزتها بطريقة ذكية، وهو الأمر الفارق مع جيش الاحتلال المدعوم أمريكيًا وبريطانيًا وأوروبيًا.

ورأى أن الأهم من الحصول على المتفجرات هو "إدارة المعركة بذكاء"، وهو أمر تميزت به المقاومة.

واستدل بالتركيز العسكري الإسرائيلي على جباليا خلال الشهور الثلاثة الماضية، في المقابل كانت المقاومة في بيت حانون تستعد للمواجهة العسكرية، وهو الأمر الذي ترجمته ميدانيًا خلال الأيام الماضية.

وأكد عز الدين أن المقاومة قادرة على الاستمرار في القتال رغم الحصار الإسرائيلي المطبق على غزة وصعوبة إدخال المواد اللازمة لتصنيع السلاح وغيره.

ومنذ بداية العام الجديد، قتل 10 ضباط وجنود بنيران وكمائن المقاومة في بيت حانون، وذلك بعد مقتل أكثر من 40 ضابطًا وجنديًا في جباليا منذ بداية تنفيذ "خطة الجنرالات" في 5 أكتوبر الماضي.

وكان آخر هذه العمليات النوعية، تفجير كتائب القسام عبوة ناسفة شديدة الانفجار بدبابة إسرائيلية، ما أدى إلى انقلابها وانشطار البرج عن هيكلها.

وأوضحت قناة "كان" العبرية، أن العبوة الناسفة التي انفجرت تحت دبابة في بيت حانون وأدت إلى مقتل ثلاثة جنود من الكتيبة 46 كانت ذات قوة استثنائية.

قدرات هائلة

ومن وجهة نظر الخبير العسكري محمد الصمادي، فإن هذه الصواريخ والمقذوفات "غير المنفجرة" أكسبت المقاومة قدرات تفجيرية هائلة غير متوفرة لديها.

واستدل الصمادي، بمداخلة تلفزيونية تعليقًا على عمليات المقاومة، بقنبلة MK-84 الأمريكية متعددة الأغراض التي تزن 2000 رطل وتشتهر بقوتها التدميرية، وتُحدث موجة ضغط تفوق سرعة الصوت عند تفجيرها.

واستدل بنجاح المقاومة بتفجير دبابة الميركافا التي يزيد وزنها عن 65 طنًا، وفي بعض الحالات أدى الانفجار إلى شطرها نصفين، وهو الأمر الذي يثبت استخدام المقاومة للذخائر الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية لصالح تحقيق عملياتها البطولية.

وذكر أن القذائف أو الصواريخ التي لا تنفجر تشكل نسبة 5% عالميًا، ولكنها قد ترتفع إلى 10% للإمدادات العسكرية الكبيرة والهائلة التي زودتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا لجيش الاحتلال خلال حرب الإبادة المستمرة.

وأشار إلى استخدام المقاومة قذائف إسرائيلية في إعادة إطلاقها مرة أخرى صوب أهداف وتجمعات للجيش وآلياته، مشيدًا بتطور المقاومة وإبداعها واكتسابها الخبرات المتراكمة.

وأجزم الخبير العسكري أن هذه الذخائر "غير المنفجرة" أحدثت تطورًا هائلاً في قدرات المقاومة التي تتعرض لحصار مشدد برًا وبحرًا وجوًا داخل غزة التي تتعرض لكارثة إنسانية أيضًا.

ومن بين هذه الذخائر "غير المنفجرة"، نوعيات عديدة من القنابل الفتاكة، معظمها أمريكية الصنع، وغالبيتها من طراز "MK" الأمريكية، وهي تحتوي على مواد شديدة الانفجار، ومنها أنواع متعددة الأحجام والأوزان، مثل "MK82" ويبلغ وزنها 500 كيلوغرام، و"MK83" ووزنها 750 كيلوغرامًا، و"MK84" بوزن طن، وهي الأكثر فتكًا وتدميرًا.

واستخدم جيش الاحتلال قنابل مجنحة من نوع "GPU31"، و"GPU38"، و"GPU10"، في قصف بعض الأحياء المدنية أيضًا.

المصدر / فلسطين أون لاين