اعترف المحلل العسكري "الإسرائيلي" آفي أشكنازي، أن (إسرائيل) "غارقة في وحل غزة"، وتواجه صعوبات جمة في مواجهة المقاومة الفلسطينية، مما يكبدها خسائر بشرية ومادية فادحة.
وجاءت تصريحات أشكنازي في أعقاب تصاعد الخسائر "الإسرائيلية" في شمال قطاع غزة، حيث أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية مؤخراً أن عدد قتلى جيش الاحتلال في هذه المنطقة قد تجاوز 50 جندياً منذ بدء العمليات البرية الأخيرة، بالإضافة إلى مئات الجرحى.
وأكد، في مقال بصحيفة "معاريف" اليوم الإثنين، أن الضربات الأخيرة في شمال قطاع غزة، وخاصة في بيت حانون، كانت "أليمة" و"غير محتملة"، مشيراً إلى أن الثمن الذي تدفعه (إسرائيل) في هذه المواجهات "دموي وباهظ".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال يعمل بشكل غير فعال من الناحية التكتيكية، حيث يستخدم مدفعية وقصفاً جويّاً أقل مما يجب، مما يعرض حياة الجنود للخطر، بحسب زعمه.
وحذر أشكنازي من أن حماس أعدت كميات كبيرة من العبوات الناسفة، وأن عناصر المقاومة المسلحين بصواريخ مضادة للدروع لا يزالون نشطين في شمال القطاع، مما يشكل تهديداً مستمراً لقوات الاحتلال.
ودعا أشكنازي إلى ضرورة استغلال ما أسماه "التفوق التكتيكي" الإسرائيلي، مشدداً على أهمية زيادة العمليات العسكرية ليلاً، حيث يتمتع جيش الاحتلال بتفوق في الرؤية الليلية.
ومن الناحية الاستراتيجية، أقر أشكنازي بأن (إسرائيل) لا تملك ما تفعله أكثر في غزة، سواء في الشمال أو الوسط أو الجنوب. وطالب بإنهاء الحرب فوراً عبر عقد صفقة للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، محذراً من استمرار التكلفة البشرية الباهظة التي تدفعها (إسرائيل) يومياً.
وأشار إلى أن جيش الاحتلال قادر على العمل من خارج حدود غزة، دون الحاجة إلى التواجد الميداني المكثف، وقال إن أي تهديد لأمن (إسرائيل) سيتم الرد عليه "بقوة نارية هائلة".
وفي إشارة إلى السياسة الإسرائيلية الداخلية، انتقد أشكنازي ما وصفه بـ"الأقوال المسيانية" لبعض أعضاء الحكومة، معتبراً أنها تهدف إلى إطالة أمد الحرب بدلاً من إنهائها.
كما تطرق إلى الدور الأمريكي في المنطقة، مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب لن يسمح لأي طرف، بما في ذلك (إسرائيل)، بإعاقة خططه في المنطقة. وقال إن ترامب يعتزم ترك إرث قوي في الشرق الأوسط، ولن يتسامح مع أي محاولة لتقويض ذلك، وفق تقديره.