فلسطين أون لاين

مراقبة الأسواق في غزَّة.. جهودٌ حثيثة لمكافحة الاحتكار وسط الأزمات الإنسانيَّة

فلسطين اون لاين

مع بزوغ فجر كل يوم، تبدأ فرق مراقبة الأسواق في غزة جولاتها التفقدية في سوق الصحابة، في محاولة لضبط الأسعار ومنع احتكار السلع الأساسية، وذلك في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023، والذي أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للسكان بشكل غير مسبوق.

أعرب عدد من المواطنين في تصريحات منفصل مع "فلسطين أون لاين" عن تفاؤلهم بجهود مراقبة الأسواق، معتبرين إياها خطوة إيجابية لتخفيف معاناتهم اليومية. غير أن هذا التفاؤل لا يخلو من حذر، إذ لا تزال الأسعار مرتفعة بشكل كبير، مما يجعلها بعيدة عن متناول الكثير من العائلات التي تعاني من شح الدخل والسلع.

في هذا الصدد، دعا عزام الريفي، أحد سكان مدينة غزة، التجار إلى التوقف عن احتكار السلع وخفض الأسعار التي أصبحت غير مناسبة لقدرة السكان الشرائية. 

وأشار الريفي إلى أن انخفاض سعر بعض الخضروات، مثل البطاطا، إلى 40 شيقلاً للكيلو بعد أن كانت تُباع بـ100 شيقل، يعد تطوراً إيجابياً. ومع ذلك، يرى أن الأسعار لا تزال مرتفعة ولا تتناسب مع الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه الأسر الغزية.

من جهته، أكد المواطن صائب أبو عميرة على أهمية تعزيز الرقابة على الأسواق واتخاذ إجراءات صارمة ضد التجار الذين يستغلون الأزمة لرفع الأسعار بشكل عشوائي. 

وأشار أبو عميرة إلى أن غياب الرقابة يؤدي إلى تفاقم معاناة السكان، خاصة في ظل عدم قدرتهم على توفير الاحتياجات الأساسية. وطالب بتوسيع نطاق المراقبة ليشمل جميع أسواق المدينة ومراكز البيع العشوائية، لضمان وصول السلع بأسعار معقولة إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين.

وفي سوق الصحابة، يتنقل المواطن جميل زقوت بين بسطات الخضار، محاولاً شراء بعض الاحتياجات الأساسية لعائلته. غير أنه يكتشف أن ما يمتلكه من أموال لا يكفي حتى لشراء كيلو واحد من البطاطا أو الطماطم. يعبر زقوت عن إحباطه الشديد، مؤكداً أن ما كان قد ادخره قبل الحرب قد نفد، ولم يعد يمتلك أي موارد مالية. وطالب بضرورة خفض الأسعار بشكل عاجل لتمكين المواطنين من تلبية احتياجاتهم الأساسية.

وفي الوقت الذي تواصل فيه فرق المراقبة جهودها لضبط الأسواق، يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة براً وبحراً وجواً منذ السابع من أكتوبر 2023. وقد أسفرت الهجمات عن استشهاد 46,537 مواطناً، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 109,571 آخرين، وفق حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع، فيما تعجز فرق الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف.

اخبار ذات صلة