حذر الكاتب الإسرائيلي يديديا شتيرن، رئيس معهد سياسة الشعب اليهودي (JPPI) وأستاذ القانون الفخري في جامعة بار إيلان، من أن الصراعات الداخلية في (إسرائيل) تدفع آلاف الإسرائيليين إلى الهجرة الجماعية.  

وأشار شتيرن في مقال نشره بصحيفة "جيروزاليم بوست" اليوم الأحد، إلى أن البيانات الأخيرة تُظهر أن عدد الإسرائيليين الذين يغادرون الكيان فاق عدد العائدين بأكثر من 27,500 شخص في عام 2023، بينما تضاعف هذا الرقم في عام 2024 ليصل إلى حوالي 59,000 شخص.  

وكتب شتيرن: "الهجرة الجماعية ليست مجرد نتيجة للأوضاع الاقتصادية أو الأمنية، بل هي انعكاس لصراعات داخلية عميقة تهدد تماسك المجتمع الإسرائيلي". وأضاف أن الإصلاح القضائي المثير للجدل، الذي أثار موجة احتجاجات واسعة في عام 2023، أعاد إشعال الخلافات بين مختلف فئات المجتمع، مما أدى إلى تفاقم الانقسامات الاجتماعية والسياسية.  

وأوضح شتيرن أن (إسرائيل) تشهد تغييرًا في النخب الاجتماعية، حيث تشعر بعض الفئات بأنها تُستبعد من مواقع "القيادة الوطنية"، مما يولد الإحباط والخوف بين من ساهموا في بناء الدولة. كما أشار إلى الصراع الأيديولوجي الحاد بين مجموعات الهوية المختلفة، حيث يسعى كل طرف لتحقيق أهداف وطنية متعارضة، مما يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الاجتماعية.  

وحذر شتيرن من أن غياب دستور واضح وقواعد لعبة متفق عليها يعمق الأزمة، حيث يمكن لأي أغلبية برلمانية أن تغير القواعد بشكل أحادي، مما يزيد من حدة الصراع بين مجموعات الهوية المختلفة. واقترح إنشاء "دستور خفيف" يعتمد على توافق واسع بين جميع الأطراف، دون أن يحسم الخلافات الأيديولوجية، بل يضع قواعد للتعامل بين السلطات الحكومية.  

وتابع: "(إسرائيل) بحاجة إلى إعادة تأكيد التزامها بالمبادئ الديمقراطية. الدستور الخفيف يمكن أن يكون الحل لوقف موجة الهجرة الجماعية واستعادة جاذبية الدولة كوطن للأفراد والمجتمع"، وفق تعبيره.