فلسطين أون لاين

​كيف تتجنب "شُبهة السلبية" مع زملاء العمل؟

...
صورة تعبيرية
غزة - هدى الدلو

أساس العلاقة بين زملاء العمل يجب أن يكون قائما على الاحترام المتبادل والتوازن، فلا يسيء أي منهم للآخر، وكذلك لا يكون منفتحا في علاقته أو منغلقا تماما، أضف إلى ذلك أهمية الانتباه إلى طبيعة الموضوعات التي يتطرق إليها الواحد منهم، وتأثيرها عليه وعلى زملائه.. فما المواضيع التي يجب على الموظف تجنب الحديث فيها مع زملاء العمل؟ هذا ما يجيب عنه التقرير التالي:

شكوى مستمرة

الضغط الشديد في العمل وكثرة المهام والمسئوليات الملقاة على الموظف أمرٌ يدفعه للحديث عن الملل الوظيفي، وقد يقوده ذلك للتعبير عن كراهيته للوظيفة أمام زملائه، حسب حديث "شادي خليل" الذي يعمل في شركة خاصة.

وأوضح أنه لا يتوانى عن الشكوى من طبيعة العمل، إضافة إلى تعبيره بوضوح عن شعوره بعدم الارتياح أمام زملائه، مشيرًا إلى أن بعض الموظفين أصبحوا يتلاشون الحديث معه عن العمل وكيفية سيره لأنه سيقودهم إلى المسار السلبي بسبب شكواه وضجره.

وبين أن حديثه عن كراهيته للعمل أصبح يؤثر بشكل مباشر على نوعية إنتاجه ويؤدي إلى تأخر إنجازه.

لمجرد الحديث

أما "هاني رشدي" فقال: "هناك أحاديث يتطرق لها زملاء العمل فيما بينهم ويكون لها أثر سلبي على الموظف نفسه، وباقي زملائه، كأن يتحدث أحدهم عن عدم كفاءة زميله أمام الزملاء الآخرين، أو عن عدم قدرة رئيسه في العمل على تسيير الأعمال وتوزيعها، وفي المقابل يتحدث عن إنجازاته ويظهر تفوقه المصطنع، وبالتالي تتأثر العلاقة بين الزملاء، والتي يجب أن تكون قائمة بين على احترام كل منهم للآخر".

وأضاف: "مثل هذا الموظف يجب أن يقف عند حده، خاصة إذا كان الحديث بلا سبب منطقي، وليس فيه نصيحة أو مساعدة، كما يجب على الآخرين تلاشي الحديث مع هذا الموظف، أو الاستفسار منه عن مواضيع لها علاقة بذلك".

شخصية سلبية

وفي هذا السياق، قال أخصائي التنمية البشرية محمد الرنتيسي: إن لكل علاقة قائمة حدودًا لا يُسمح بتجاوزها، ولا يمكن لأي طرف من أطراف العلاقة تخطيها، حتى في أكثر العلاقات خصوصية، مضيفًا: "طبيعة العلاقة التي تربط زملاء العمل تقوم على الناحية الأخلاقية، وكذلك المهنية وفقًا لمصلحة العمل".

وتابع في حديثه لـ"فلسطين": "العلاقة يجب ألا تكون منفتحة أو منغلقة، بل لا بد من إيجاد توازن في العلاقات خاصة مع زملاء العمل، فالتوازن، برغم صعوبته، مطلوب للحفاظ على العمل وسيره بطريقة سلسلة".

وأوضح الرنتيسي: "ينبغي تجنب مناقشة بعض المواضيع مع الزملاء في العمل لما لها من آثار سلبية، ففي كثير من الأحيان يتطرق بعض الموظفين للحديث عن كراهيتهم لوظيفتهم، فيبثون شكواهم وعدم ارتياحهم لزملائهم، ويؤثرون عليهم سلبيا، فهذه الأحاديث تحد من إنتاجهم، وقد تؤدي إلى تراجع مستواهم الوظيفي فيما بعد".

وبين أن تطرق الموظف لمثل هذه الأحاديث قد يجعل الآخرين يرسمون عنه صورة سلبية، وينظرون له على أنه لا يصلح للعمل ضمن فريق، وقد يصل الأمر إلى حد بحث مسئوله عن شخص بديل يقوم في مهامه، ناهيك عن تأثر الروح المعنوية للزملاء، مؤكدا: "لذلك، مهما كانت طبيعة العلاقة التي تربط الشخص بزميله في العمل، يجب عليه أن يتجنب الحديث في هذا الأمر".

وبحسب الرنتيسي: "من الأمور التي يجب على الموظف الناجح عدم مناقشتها مع زملائه في العمل، عدم كفاءة أحد الموظفين، حتى لو كان لا يتحلى بالكفاءة المطلوبة بالفعل، وخاصة إذا كان هذا الموظف لا يمتلك صلاحية لاتخاذ قرار في حقه، أو غير قادر على مساعدته في تطوير نفسه، أو حتى على الأقل تقديم النصيحة له".

ولفت إلى أن البعض قد يترجم حديث الموظف بطريقة سلبية على أنه غير واثق بنفسه، ويحاول أن يمدح نفسه ويلجأ لإظهار إنجازاته، فيضع نفسه في موقف محرج أمام الآخرين، ويجعلهم ينظرون له نظرة سوداوية.

وأوضح الرنتيسي: "كما لا يفضل التطرق إلى الأجور والمكافآت، لأن بعض الموظفين يعملون على تثبيط الهمم من خلال حديثهم عن أن الجهد المبذول لا يتناسب مع الأجر".

"وحديث بعض الموظفين عن بحثهم عن وظيفة أخرى ليس في صالحهم، لأنه دليل على عدم اهتمامهم بوظيفتهم الحالية، ما يؤدي إلى اختلاف نظرة المدير لهم وتغير معاملته معهم"، وفقا للرنتيسي.

وختم بقوله: "يجب على الموظف أن يبتعد عن الأحاديث التي تبث الضعف في نفوس زملائه، وأن يتوقف عن إثارة المواضيع الشائكة، وليلجأ إلى النقد البناء والأحاديث التي تخفف الضغط والتوتر وتبث الهمة وحب الإنجاز".