فلسطين أون لاين

خبراء اقتصاديون يحذِّرون من تداعيات وقف نشاط الأونروا في الضَّفة وغزَّة

...
غزة/ رامي محمد

حذر خبراء اقتصاديون من التداعيات السلبية الخطيرة لقرار الاحتلال الإسرائيلي وقف نشاط وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في الضفة الغربية وقطاع غزة، والمقرر تنفيذه في فبراير المقبل. 

وأكدوا في مقابلات منفصلة مع "فلسطين أون لاين" أن القرار سيؤدي إلى تدهور كبير في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية، مما ينذر بخلق أزمات إضافية قد تؤثر على الاستقرار في المنطقة.

تداعيات اقتصادية واجتماعية خطيرة

أوضح الدكتور رائد حلس، الخبير الاقتصادي، أن قرار وقف نشاط الأونروا سيؤثر بشكل مباشر على آلاف الموظفين الذين يعتمدون على دخلهم من الوكالة لإعالة أسرهم، مما سيؤدي إلى ارتفاع حاد في معدلات البطالة في مناطق تعاني أصلاً من أوضاع اقتصادية صعبة. وأضاف أن فقدان هذه الوظائف سيضعف القدرة الشرائية للمواطنين، مما سيؤثر سلبًا على النشاط الاقتصادي المحلي ويضر بالقطاعات التجارية والخدمية.

وأشار حلس إلى أن الأونروا تقدم خدمات تعليمية وصحية واجتماعية أساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين، وأن وقف نشاطها سيخلق فجوة كبيرة في هذه الخدمات. وأكد أن ذلك سيؤدي إلى تدهور المؤشرات الصحية والتعليمية، مما يزيد الضغط على الحكومة الفلسطينية والمؤسسات المحلية التي تعاني من نقص الموارد.

وحذر حلس من أن تداعيات القرار لن تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل ستشمل أيضًا الاستقرار الاجتماعي والسياسي. وأشار إلى أن فقدان الوظائف والخدمات قد يؤدي إلى موجة احتجاجات وعدم استقرار، مما يخلق تحديات إضافية على المستوى السياسي والأمني. وأضاف أن تصاعد الإحباط بين اللاجئين الفلسطينيين قد يعرقل الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

ودعا حلس المجتمع الدولي والمؤسسات الإنسانية إلى التحرك السريع لتقديم بدائل وحلول مستدامة تضمن استمرار تقديم الخدمات الأساسية ودعم الأسر المتضررة.

خلفية القرار الإسرائيلي

في 28 أكتوبر 2024، أقر الكنيست الإسرائيلي قانونًا يحظر نشاط الأونروا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على أن يدخل حيز التنفيذ في نهاية يناير 2025. وتأسست الأونروا عام 1949 لتقديم الدعم الإنساني والخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا عام 1948. وتخدم الوكالة أكثر من 5.7 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في مناطق عملها، وتعتمد بشكل كبير على التبرعات الدولية.

من جانبه، قال الدكتور نور أبو الرب، الخبير الاقتصادي، إن عودة دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة قد تكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل الأونروا. وأوضح أن ترامب تبنى خلال فترته الرئاسية الأولى سياسة مناهضة للوكالة، تمثلت في تقليص الدعم الأمريكي بشكل كبير، بل ووقف التمويل تمامًا في بعض الأحيان.

وأضاف أبو الرب، أن ترامب كان يسعى من خلال هذه السياسات إلى الضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات سياسية، خاصة فيما يتعلق بقضية اللاجئين. وأشار إلى أن عودة ترامب قد تعني المزيد من الضغط على الأونروا، مما يزيد من صعوبة استمرارية تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين.

وحذر الخبراء من أن وقف نشاط الأونروا سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة والضفة الغربية، مما يزيد من معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعتمدون بشكل كبير على خدمات الوكالة. ودعوا إلى تدخل دولي عاجل لمواجهة هذه التحديات ومنع انهيار الأوضاع في المنطقة.
 

المصدر / فلسطين أون لاين