قائمة الموقع

متحف القرارة: رمز للصمود الفلسطيني في وجه التدمير "الإسرائيلي"

2025-01-10T12:43:00+02:00
متحف القرارة: رمز للصمود الفلسطيني في وجه التدمير "الإسرائيلي"
فلسطين أون لاين

في غزة، لم يسلم لا البشر ولا الشجر ولا الحجر. لم تكتفِ قوات الاحتلال الإسرائيلي بطمس الوجود الفلسطيني عبر قتل الإنسان فحسب، بل استهدفت هويته التراثية والثقافية، من خلال تدمير المتاحف والمواقع الأثرية في قطاع غزة.

كان من بين هذه المواقع متحف القرارة الثقافي الواقع في خان يونس جنوب القطاع، الذي تعرض للتدمير مرتين. في أكتوبر 2023، شهد المتحف تدميرًا جزئيًا، قبل أن يُجبر سكان المنطقة على النزوح في نوفمبر من نفس العام.

خلال تلك الفترة، تعرض المتحف لمزيد من القصف والتجريف، مما أعاق وصول القائمين عليه إليه حتى شهر يوليو 2024، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من خان يونس.

أضرار كبيرة وطمس للهوية

يُوضح مؤسس متحف القرارة الثقافي، محمد أبو لحية، أن الاحتلال، بعد الدخول البري الثاني لبلدة القرارة، ألحق أضرارًا بالغة بالبائكة والمتحف، التابعين لجمعية مياسم للثقافة والفنون.

وأشار أبو لحية، لـ "فلسطين أون لاين"، إلى أن البائكة دُمِّرت كليًا، بينما تعرض الجدار الخارجي للمتحف للتدمير، وتحطمت معظم المقتنيات، وتصدعت الأسقف.

وأضاف: "لكن هذا الفعل لن يجعلنا نستسلم، بل سنعيد بناء متحفنا مرة أخرى ليكون مكانًا ثقافيًا وتراثيًا يزوره الناس من مختلف الأماكن".

وأكد أبو لحية أن الاحتلال يتبع سياسة ممنهجة لطمس الهوية الثقافية الفلسطينية، عبر استهداف المواقع التراثية والمتاحف التي تحتضن مقتنيات شاهدة على حياة الفلسطينيين القدماء.

مشروع لإنقاذ التراث

في أغسطس 2024، انطلق مشروع "إنقاذ متحف القرارة الثقافي"، بتمويل من المؤسسة السويسرية "ألف". بدأ فريق العمل التابع لجمعية مياسم بإصلاح المقتنيات الأثرية ونقلها إلى مكان آمن.

يُوضح أبو لحية أنه خلال ثلاثة أيام فقط، تمكن الفريق من إنقاذ المتحف عبر نقل القطع الأثرية، مثل الأعمدة الحجرية والأحواض وأدوات طحن القمح وأجران حجرية وشواهد القبور، إلى مكان آمن داخل المبنى.

وأضاف أن فريق حماية التراث الثقافي عمل على صيانة القطع التراثية للحفاظ عليها لتظل جزءًا حيًا من التاريخ الثقافي الفلسطيني.

تحديات كبيرة واستمرار العمل

واجه فريق الإنقاذ، المكون من 15 فردًا من كلا الجنسين، تحديات كبيرة، منها البحث عن المعدات والمواد الضرورية، مثل الصناديق والكرتون والإسفنج، لحماية المقتنيات من الأضرار المحتملة جراء القصف المستمر.

وينتظر أبو لحية انتهاء الحرب الإسرائيلية لإعادة بناء المتحف وإصلاحه، وعرض المقتنيات الأثرية والتراثية التي تم إنقاذها أمام الجمهور المحلي والزوار الأجانب.

المهمة مستمرة

يؤكد أبو لحية أن فريق الإنقاذ مستمر في عملية استعادة التراث، حيث يعمل أعضاؤه على جرد المجموعات التراثية في المنطقة الوسطى وخان يونس، بهدف بدء عمليات إنقاذ جديدة في المستقبل.

كما حصل الفريق على تدريب متخصص عبر الإنترنت حول حماية القطع الأثرية خلال الأزمات والحروب، وهو ما ساعدهم على مواجهة الظروف الصعبة وإتمام مهامهم بنجاح.
 

اخبار ذات صلة