تتوالى إعلانات جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل شبه يومي عن خسائره البشرية، والتي تشمل ضباطًا برتب عسكرية رفيعة قضوا بنيران وكمائن المقاومة الفلسطينية، في معارك عنيفة بشمال قطاع غزة، ضمن ما يُعرف بـ"خطة الجنرالات" للقضاء على المقاومة.
تمكنت المقاومة الفلسطينية من قتل أكثر من 46 ضابطًا وجنديًا إسرائيليًا، وفقًا لمعطيات إسرائيلية، منذ بدء العملية العسكرية الثالثة شمال غزة في 5 أكتوبر 2023. هذه العملية تسببت في دمار شامل للبنية التحتية والمنازل والمدارس والمستشفيات.
واعترف جيش الاحتلال في 10 أكتوبر بمقتل رائد يبلغ من العمر (37 عاما) برفقة رقيبين آخرين أثناء القتال في شمال غزة، وفي 20 من ذات الشهر أعلن مقتل (قائد اللواء 401) إحسان دقسة، وإصابة 3 ضابط آخرين بجروح خطيرة من بينهم نائب قائد (الفرقة 162) وقائد (الكتيبة 52) وذلك خلال كمين لكتائب القسام.
ومساء ذلك اليوم، أكدت وسائل إعلام عبرية مقتل أربعة ضباط إسرائيليين برتب مختلفة في حدثين منفصلين في جباليا، أحدهما تفجير مدرعة والآخر عملية قنص.
وقتل ضابطا في دورة قادة الدبابات برفقة جنديين في سلاح المدرعات بتاريخ 25 أكتوبر أثناء انفجار عبوة ناسفة زرعها مقاتلو كتائب القسام.
وفي نهاية أكتوبر، أفصح جيش الاحتلال عن مقتل أربعة عسكريين، بينهم الضابط يهوناتان جوني كيرين وجميعهم من (الوحدة 888) جراء انفجار عبوة ناسفة داخل أحد المباني في جباليا.
وفي 17 نوفمبر قتل ضابط وجندي من (لواء كفير) أثناء الاشتباك مع مقاتلين من كتائب القسام بعد دخول قوة عسكرية إلى أحد المباني في جباليا.
والفاتح من ديسمبر، أعلن جيش الاحتلال مقتل قائد فصيلة (كتيبة الهندسة 601) من مستوطني مستوطنة "بيت شيمش" قرب القدس المحتلة وهو الجندي الـ 16 من هذه المستوطنة الذي قُتل خلال الحرب الحالية.
أما 23 ديسمبر تخلله مقتل الضابط غابريئيل أتيدجي "نائب قائد سرية" وجنديان من (كتيبة شمشون - لواء كفير) بعد وقوعهما في كمين عسكري لكتائب القسام في بيت حانون.
ونهاية ديسمبر، أعلن جيش الاحتلال مقتل أحد جنوده وإصابة آخرين أحدهم ضابط من (لواء جفعاتي) وصفت جروحه بـ"الخطيرة".
وآخر الرتب العسكرية القتلى برصاص المقاومة، بداية العام الجديد 7 يناير 2025، هو الرائد دفير تسيون ريفاح (28 عاما) وهو قائد سرية في (الكتيبة 932)، ونائبه النقيب إيتان يسرائيل شكنازي (24 عاما) من (لواء ناحال).
وبحسب إذاعة جيش الاحتلال فإن المقاومة تمكنت من قتل 63 قائد سرية و20 نائب قائد سرية منذ "حرب الإبادة" على غزة.
إستراتيجية المقاومة
وصف الخبير العسكري اللواء يوسف الشرقاوي عمليات المقاومة بـ"البطولية"، مشيرًا إلى أنها تأتي في ظل حصار عسكري مشدد يفتقر المقاومون خلاله للطعام والشراب والتواصل مع المناطق الأخرى. وأكد أن تنوع أساليب المقاومة، وخاصة تكتيكات حرب العصابات، أدى إلى زيادة خسائر جيش الاحتلال.
وأضاف الشرقاوي أن حشد الاحتلال عدة ألوية وكتائب عسكرية في شمال غزة حول المنطقة إلى "مصيدة ثمينة" لضباطه وجنوده.
تُصدر المقاومة بشكل شبه يومي مقاطع فيديو توثق عملياتها، التي تشمل تفجير آليات وقتل جنود. وتظهر المقاومين بجانب الآليات المدمرة كدليل على نجاح عملياتهم، في حين يلتزم جيش الاحتلال الصمت حيال الخسائر الحقيقية لأسباب داخلية وخارجية.
وفقًا لمعطيات إسرائيلية، بلغت حصيلة قتلى الجيش منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023 نحو 826 ضابطًا وجنديًا، بينهم 392 منذ بداية الاجتياح البري، بينما تجاوز عدد المصابين 5578، بينهم 2529 خلال الاجتياح البري.
رؤية إستراتيجية
يرى الخبير العسكري إلياس حنا أن عمليات المقاومة تخدم إستراتيجية طويلة المدى تهدف إلى استنزاف الاحتلال، مشيدًا بالعمليات التي تُنفذ في جباليا وبيت حانون، حيث تُعيد المقاومة استخدام الذخائر غير المنفجرة لتنفيذ هجماتها.
على الرغم من الدمار الكبير شمال غزة، فإن المقاومة تواصل تنفيذ عملياتها ضد قوات الاحتلال، مما يعكس تصميمها على التصدي للهجمة الإسرائيلية بكل الوسائل المتاحة.