أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأربعاء، أن "الاحتلال يتعمد مفاقمة وضع المنظومة الصحية إكمالاً لمخططه الرامي لاستكمال تدمير القطاع الصحي في غزة".
وأوضحت الحركة، في بيانٍ صحافي، أن "الاحتلال لا زال يتعمد عدم وصول الوقود للمستشفيات إلا بكميات محدودة جداً لا تكفي لساعات، ويحاول إيهام المجتمع الدولي بإدخال المساعدات، في حين يواصل حربه المفتوحة على المستشفيات والمراكز الطبية واستهدافها بالقصف والتدمير ومنع إدخال الوقود والمستلزمات الطبية اللازمة لتشغيلها".
وشددت أن "الاحتلال الصهيوني المجرم يتعمد مفاقمة الوضع الصحي في القطاع، وإبقاء وضع المستشفيات في حالة أزمة دائمة، وذلك إكمالاً لمخططه الرامي لتدمير القطاع الصحي في غزة، ودون اكتراث بحياة آلاف المرضى والجرحى الذين يعانون بسبب تضييق الاحتلال على المستشفيات".
وطالبت الحركة، الأمم المتحدة والوكالات الأممية المختصة، ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بـ"ضرورة التحرك الفوري وإنقاذ القطاع الصحي في غزة من خطر الانهيار الكامل في ظل القيود اللاإنسانية التي يفرضها جيش الاحتلال، والعمل على توفير احتياجات المستشفيات الطارئة، ومنها إرسال الوفود الطبية التخصصية لعلاج المصابين والجرحى".
أفاد مدير مستشفى العودة شمال قطاع غزة، الطبيب محمد صالحة، أن قوات الاحتلال تطلق النار تجاه مرافق المستشفى بشكل عشوائي ومكثف بالتزامن مع إضرام النار في عدة منازل محيطة به.
وقال مدير المستشفى، في تصريحات صحفية، إن هذا هو الحصار الرابع للمستشفى منذ بدء العدوان على قطاع غزة في أكتوبر2023، معربًا عن مخاوفه من اقتحام المستشفى وإجبارنا على الخروج نحن والمرضى بشكل قسري.
واقتحمت قوات الجيش الإسرائيلي يوم 25 أكتوبر/تشرين الثاني 2024 مستشفى كمال عدوان، واعتقلت مديره حسام أبو صفية مع مئات المصابين والطواقم الطبية، وبعد إفراجها عنه تلقى خبر استشهاد ابنه إلياس في غارة إسرائيلية.
وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه أصيب أبو صفية جراء استهدافه من مسيّرة إسرائيلية أثناء خروجه من غرفة العمليات، وأوضح أنه أصيب بـ6 شظايا اخترقت منطقة الفخذ سببت تمزقا في الأوردة والشرايين.
وفي 27 ديسمبر/كانون الأول 2024 اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان المحاصر واعتقلت أبو صفية، وانتشرت له صورة قبل اعتقاله تظهره وهو يمشي وسط ركام المستشفى الذي أحرقه الجيش الإسرائيلي وفي وجهه دبابات الاحتلال.
ويرى مراقبون، أن استهداف المنظومة الصحية يندرج بشكل واضح ضمن ما باتت تُعرف بـ"خطة الجنرالات"، الهادفة إلى إفراغ شمال القطاع بالكامل ممن تبقي من سكانه، بعد نزوح الغالبية مع بدايات اندلاع الحرب.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت نحو 154 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.