قائمة الموقع

فرق تأمين المُساعدات تواجه الموتَ لإيصال الغذاء إلى غزَّة

2025-01-08T11:06:00+02:00
فلسطين اون لاين

في صباح يوم الجمعة، تجمع محمد بصلة وبهاء المدهون ومعاذ عياد، أعضاء فرق تأمين المساعدات الإنسانية، بالقرب من مفترق بهلول في مدينة غزة. كانت مهمتهم واضحة: حماية شاحنات المساعدات من عمليات السرقة والنهب التي تشهدها المدينة، خاصة في ظل الأزمات الإنسانية المتصاعدة التي يعاني منها سكان غزة.

لكن، وكما حدث مرارًا، لم يكن هناك وقت للراحة. فمع حلول الساعة الحادية عشرة صباحًا، أطلقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي صاروخًا استهدف الشبان الثلاثة، مما أدى إلى استشهادهم على الفور وإصابة عدد من المدنيين بجروح متفاوتة.

ويبدو أن استهداف فرق تأمين المساعدات ليس عملاً عشوائيًا، بل جزء من استراتيجية ممنهجة تهدف من خلاله قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار في القطاع.

في بيان صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي يوم الخميس الماضي، تم الإعلان عن ارتفاع عدد شهداء فرق تأمين المساعدات إلى 736 شهيدًا. وأشار البيان إلى أن الاحتلال يستهدف بشكل متعمد كل من يحاول تقديم المساعدة والإغاثة لأهالي غزة المنكوبين. هذه الاستراتيجية تهدف إلى خلق فراغ أمني وإداري، وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.

العمل مستمر رغم المخاطر

رغم المخاطر الجسيمة، يواصل "محمد" (اسم مستعار لحماية هويته) العمل ضمن فرق تأمين المساعدات. يقول محمد لـ "فلسطين أون لاين"، "رفاقي الشهداء كانوا دائمًا حريصين على حماية المساعدات وإيصالها إلى الأهالي. كنا نحب الحياة ونحلم بمستقبل أفضل، لكننا نعلم أن مهمتنا أكبر منا".  

ويضيف: "كنا نتواصل مع أطفالنا ونخبرهم عن يومياتنا قبل الذهاب إلى العمل. كنا نوصيهم بالصبر والقوة في حال استشهادنا، لأننا نعلم أنهم سيحتاجون إلى الدعم المعنوي أكثر من أي شيء آخر".  

ويشير محمد إلى أن روح التعاون والأمل لا تزال حاضرة بين أعضاء الفرق، رغم كل التحديات. "هؤلاء الشبان يدركون المخاطر جيدًا، لكنهم يواصلون العمل بلا كلل لأنهم يؤمنون بأنهم جزء من جهد جماعي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في ظل ظروف الحرب والمجاعة التي تعصف بغزة".

المجاعة والفوضى

من جهته، يتحدث "محمود" (اسم مستعار أيضًا)، أحد أعضاء فرق تأمين المساعدات، عن تجربته مع الموت: "نجوت من الموت أكثر من مرة، لكن الاحتلال يستهدفنا بشكل مستمر. إنهم يريدون نشر الفوضى والفلتان الأمني بين أبناء شعبنا المحاصر، الذي يعاني من المجاعة ونقص الغذاء والدواء".  

ويضيف محمود: "الاحتلال يفتح الباب أمام انتشار اللصوص والبلطجية من خلال استهدافه المتكرر لفرق التأمين. لكن وعي الشعب الفلسطيني وإدراكه لنوايا الاحتلال لن يسمحا له بتحقيق مخططاته الإجرامية".  

كما يؤكد محمود أن الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء، وهو جزء من سياسة العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني لثباته على أرضه ورفضه النزوح.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي أن استهداف الاحتلال لقوى الأمن وفرق تأمين المساعدات يأتي ضمن مخطط واضح يهدف إلى خلق فراغ إداري وأمني في القطاع. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال شن حرب إبادة جماعية على غزة، مخلفًا أكثر من 45 ألف شهيد و108 آلاف جريح، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية والمباني.  

لم تقتصر الحرب على تدمير المنازل، بل أدت أيضًا إلى تهجير مئات الآلاف من المدنيين، مما زاد من معاناتهم في ظل نقص الغذاء والماء والدواء. ومع استمرار استهداف فرق تأمين المساعدات، يبدو أن الاحتلال يسعى إلى تحويل غزة إلى ساحة للفوضى والمجاعة، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني.

اخبار ذات صلة