قائمة الموقع

منظومة الرِّعاية الصِّحيَّة تتدهور في غزَّة

2025-01-07T11:07:00+02:00
فلسطين اون لاين

مع تواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، يعيش القطاع الصحي أزمة غير مسبوقة بسبب النقص الحاد في الأدوية والمعدات الطبية، وتغييب العاملين الصحيين، والاستهداف المدمر للمرافق الصحية الرئيسة على أيدي قوات الاحتلال.

منذ السابع من أكتوبر 2023، يشن جيش الاحتلال حربًا ضارية على غزة، طالت بشكل منهجي المستشفيات والمراكز الصحية، ما أدى إلى إخراج 34 مستشفى عن الخدمة، إضافة إلى 80 مركزًا صحيًا، وتدمير 134 سيارة إسعاف وفق مصادر رسمية.

الهجمات المنهجية للاحتلال أدت إلى التراجع الحاد في تقديم الرعاية الصحية للسكان، بحسب الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في وزارة الصحة.

ويقول الهمص لـ "فلسطين أون لاين": "الرعاية الصحية قبل العدوان كانت مرضية، لكنها دون المستوى المطلوب في الوقت الحالي".

ويستدرك قائلًا: "المنظومة الصحية المدمرة تعمل بالحد الأدنى من الدواء والمعدات والأجهزة والأطباء ومختلف الطواقم، نتيجة تعمّد الاحتلال تدمير القطاع الصحي عبر سياسة ممنهجة منذ بدء العدوان".

ومؤخرًا، أخرج الاحتلال مستشفيات شمال غزة عن الخدمة بعد سلسلة استهدافات طالت: كمال عدوان، الإندونيسي، وبيت حانون.

وقال الهمص: "بعد إخراج مستشفيات الشمال الثلاثة عن العمل، لا تتوفر أي خدمات صحية تُقدم للمواطنين في شمال غزة".

كما أن محافظة غزة تعاني من غياب أي مستشفى حكومي. وبيّن أن مجمع الشفاء لا يعمل منه سوى الاستقبال والطوارئ، بينما أعيد تأهيل مستشفى العيون مؤخرًا للعمل بحد أدنى.

وأثّر تدمير المستشفيات في غزة والشمال على قدرة القطاع الصحي، مما دفع مستشفيات غير حكومية، أبرزها المستشفى الأهلي (المعمداني)، إلى تقديم الخدمات الصحية لمئات الآلاف من المواطنين، رغم تواضع قدراتها وإمكاناتها مقارنة بالمستشفيات الحكومية.

وذكر الهمص أن من بين 36 مستشفى حكوميًا في القطاع، تعمل فقط ثلاث مستشفيات حاليًا: ناصر والأوروبي في خان يونس، وشهداء الأقصى في دير البلح.

المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، قال في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي مساء الجمعة الماضي إنه وثّق هجمات منهجية على المستشفيات الفلسطينية بأساليب مختلفة، منها الغارات الجوية التي تعقبها في العادة اقتحامات برية من جيش الاحتلال، واحتجاز المرضى والعاملين من الأطباء والممرضين وغيرهم.

وأوضح تورك أن تدمير المشافي في مختلف أنحاء غزة يتجاوز حرمان الفلسطينيين من حقهم في الحصول على الرعاية الصحية.

وأشار الهمص إلى حالة استنزاف الطواقم الطبية جراء العمل غير المسبوق الناجم عن تداعيات العدوان، والنقص في الكوادر عقب استشهاد 1060 من العاملين الصحيين، واعتقال 360 آخرين، وتدمير المستشفيات والمراكز الصحية.

وذكر ريك بيركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن "المستشفيات مرارًا وتكرارًا تصبح ساحات للمعارك، مما يجعلها غير قادرة على تقديم خدماتها ويحرم المحتاجين من الرعاية المنقذة للحياة".

ويحمّل الهمص المسؤولية عن التدهور الكبير في الرعاية الصحية المقدمة للفلسطينيين لتعنت الاحتلال في إدخال الوفود الطبية الخارجية، وعرقلة وصول المساعدات الطبية والمعدات والأجهزة إلى غزة لمواجهة التداعيات الخطيرة.

وأشار إلى أن القطاع الصحي تلقى أقل من واحد في المئة من احتياجاته من الأدوية والمستهلكات والمعدات الطبية.

ولفت الهمص إلى أن محاولات المنظمات العالمية تقديم المساعدات تصطدم بسياسات الاحتلال وإجراءاته العدوانية التي تهدد مجمل الوضع الإنساني في غزة.

اخبار ذات صلة