فلسطين أون لاين

أحمد.. فتى غزّي يحمل أعباءَ الحرب على ظهره

...
خان يونس/ عبد الرحمن يونس - محمد طوطح

في مشهد مؤثر يعكس مأساة الحرب التي يعيشها قطاع غزة، يُجبر الفتى أحمد عثمان على تحمّل أعباء تفوق طاقته، حيث يقوم بجر عربة مملوءة بالماء لمسافات طويلة لتلبية احتياجات أسرته النازحة.

فقد أحمد، البالغ من العمر 17 عامًا، حماره الذي كان يساعده في نقل الماء، مما اضطره إلى القيام بهذه المهمة الشاقة بنفسه وبمساعدة أخويه الصغيرين.

نزحت عائلة أحمد من مدينة رفح إلى مأوى جامعة الأقصى في مواصي خان يونس جنوب قطاع غزة.

معاناة يومية

عايشت صحيفة "فلسطين" تجربة أحمد، حيث يبدأ يومه عقب استيقاظه فجرًا، ويُجهّز العربة وبرميل الماء الفارغ، ليجرها إلى محطة المياه التي تبعد أكثر من 700 متر عن خيمته. وبعد أن يملأ الخزان، يشد العربة ليبدأ فصول معاناته اليومية.

يُشرع أحمد، بصحبة أخويه الصغيرين، في جرّ العربة، وفي الطريق يتناوبون بين الشد والسحب إلى أن يصلوا إلى خيمتهم داخل مأوى الأقصى.

ويقول أحمد: "لم أكن أرغب في ترك دراستي، لكن الحرب حرمتني من ذلك. فقدت حماري الذي كان يساعدنا، والآن أضطر إلى جلب الماء بنفسي لمسافات طويلة".

ويضيف: "الأمر مرهق جدًا. بدلاً من أن أكون على مقاعد الدراسة، أنا الآن أجرّ عربة تحمل مئات الكيلوغرامات لمسافات بعيدة، من أجل أن أساعد عائلتي المكونة من 10 أفراد، حتى لا نمدّ أيدينا للناس، في ظل الأسعار الباهظة والظروف القاسية".

الماء سلعة نادرة

في ظل الحرب، أصبح الماء سلعة غالية بسبب احتياج النازحين الكبير له، مما دفع أحمد إلى مواصلة مسيرة جلب الماء، حتى ولو بدون حمار.

في رحلته اليومية، تظهر أنواع متعددة من المعاناة التي يكابدها أحمد. فلا يكاد ينتهي من تعبئة البرميل حتى يفرغه في جالونات الناس، لتتكرر القصة مرة وثانية وثالثة، إلى أن ينتهي به اليوم منهكًا في خيمته ليلاً.

ويصبو أحمد إلى امتلاك حمار من جديد يساعده في هذه المهمة الشاقة عليه وعلى أخويه الصغيرين، الذين يساعدونه كثيرًا. وكغيره من النازحين، يتمنى أن تنتهي الحرب ومأساة النزوح.

الأطفال الأكثر تضررًا

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قد صرّحت بأن الأطفال في قطاع غزة هم الفئة الأكثر تضررًا مما يحدث هناك، ويحتاجون إلى دعم نفسي وتعليمي بشكل عاجل.

وأوضحت المنظمة أن الوضع الحالي في قطاع غزة يتطلب استجابة طارئة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من فقدان التعليم والأضرار النفسية الجسيمة التي يتعرضون لها.

وأشارت إلى أن عدد الأطفال الذين استشهدوا بلغ 14 ألفًا على الأقل (وفق أقل التقديرات)، بالإضافة إلى آلاف المصابين.

وأضافت المنظمة أن جميع الأطفال في قطاع غزة بحاجة إلى دعم نفسي، حيث فقد ما لا يقل عن 625 ألف طفل عامًا دراسيًا منذ بدء الحرب في تشرين الأول الماضي. كما أن بعض الأطفال تعرضوا لبتر أطرافهم وهم بحاجة إلى الخروج من القطاع لتلقي العلاج.

وأكدت اليونيسف أن العديد من الأطفال يعانون من الخوف والقلق بسبب الحرب المستمرة.

المصدر / فلسطين اون لاين