فلسطين أون لاين

تقرير نازحو غزة يشتكون من شح المساعدات وسط معاناة إنسانية متفاقمة

...
خان يونس - عبد الرحمن يونس: 

يعاني النازحون في قطاع غزة من أوضاع إنسانية مأساوية، حيث يشكون من شح المساعدات الإنسانية وسط استمرار القصف والحصار المفروض على القطاع.

يقول أبو محمد، وهو نازح يعيش في مراكز إيواء بجامعة الأقصى في خان يونس، لصحيفة "فلسطين" إن العائلات النازحة تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية، مؤكداً أنهم لم يتلقوا سوى كميات قليلة من المساعدات منذ بداية النزوح.

ويضيف أبو محمد: "نحن نعيش في خيام مهترئة ولا نملك ما يكفينا من الطعام والشراب، ونحن نناشد المنظمات الإنسانية والمسؤولين التدخل العاجل لإنقاذنا من هذا الوضع المأساوي".

وشارك النازح حمزة أبو ختلة في نفس الشعور، معرباً عن استيائه من عدم حصولهم على المساعدات بشكل منتظم، مقارنة بغيرهم من النازحين في مراكز إيواء أخرى.

وتساءل أبو ختلة: "لماذا نحن نتعرض لهذا التجاهل؟ هل يعقل أن نعيش في هذه الظروف الصعبة دون أن نجد من يمد لنا يد العون؟".

ويشير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إلى أن السلطات الإسرائيلية تواصل رفض وإعاقة معظم بعثات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

ومن بين 12 طلبًا للأمم المتحدة لتنسيق التحركات الإنسانية الأسبوع الماضي، تم رفض ستة طلبات، وألغيت ثلاثة أخرى بسبب تحديات أمنية أو لوجستية وفق "أوتشا".

جهود ذاتية

وخلال جولة نفذتها صحيفة "فلسطين" بين خيم النازحين داخل الإيواء، كانت إجاباتهم عن كمية المساعدات التي وصلت إليهم متشابهة وقريبة من الصفر، خصوصًا فيما يتعلق بمساعدات الشتاء والخيم والشوادر. وكان السؤال الذي طرحه معظمهم: "لماذا لا تصل إلينا المعونات ولا نشاهدها إلا في المخيمات المجاورة أو الأسواق؟".

أما أبو أحمد، الذي تطوع لمساعدة جيرانه في إيصال صوتهم إلى الجمعيات الإغاثية، فقد شكل فريقًا يمثل 200 خيمة متجاورة في أحد المربعات التي قسمتها إدارة المركز، وذهب للتواصل مع المؤسسات بعيدًا عن الإدارة المركزية.

ويقول أبو أحمد لـ"فلسطين": "تواصلنا مع إحدى الجمعيات الإغاثية على أمل تقديم مساعدات لمربعنا، نظرًا لقلة عدد المستفيدين مقارنة بعدد النازحين الكلي داخل الجامعة. وبالفعل، وصل وفد من جمعية فرنسية لمعاينة الخيم ووعدوا بإدراج أسمائنا ضمن المساعدات".

ويضيف: "تفاجأنا بأن الوفد لم يعد للمربع، وبعد استفسارنا تبين أنهم لا يستطيعون تقديم المساعدة لمربع بعينه داخل الجامعة. إدارة مركز الإيواء طلبت أن يتم تقديم الإغاثة بشكل مركزي، مما دفع الجمعية إلى العزوف عن تقديمها نظرًا للعدد الكبير للنازحين".

ويبين أن أحد المبادرين حاول توزيع بعض المساعدات وتصويرها داخل الجامعة، لكن مشروعه لم يكتمل بسبب منع إدارة الإيواء له من التوزيع إلا عبرها، مما أثار استغرابه.

مساعدات شحيحة

من جانبه، قال الدكتور فايز أبو حجر، أحد أعضاء الهيئة المستقلة لإدارة مركز إيواء جامعة الأقصى، إن المركز يُعدّ أكبر مركز منظم للنازحين في مواصي خان يونس، حيث يضم أكثر من 6,000 عائلة، أي ما يزيد عن 38,000 نسمة نزحوا من محافظات غزة والشمال بشكل أساسي بعد انسحاب جيش الاحتلال من خان يونس.

وعند سؤاله عن شكاوى النازحين، أوضح أن المساعدات بشكل عام شحيحة بسبب إغلاق المعابر، وأن مركز إيواء الأقصى يعاني بشكل مضاعف نظرًا للعدد الكبير من النازحين فيه. وأشار إلى أن ما يصل من مساعدات لا يغطي سوى 5% من احتياجات النازحين، مما يدفع الكثير من الجمعيات إلى العزوف عن تقديم المساعدات المنتظمة.

وأضاف: "لتجاوز هذه المشكلة، قسمنا الجامعة إلى مربعات ومخيمات فرعية، وأعطينا الضوء الأخضر لمناديب المربعات للتواصل مع الجمعيات، لكننا وضعنا شرطًا أساسيًا وهو ألا يتم تقديم المساعدات إلا من خلال إدارة الهيئة لتنظيم العملية الإغاثية".

ونفى أبو حجر منع أي جهة من تقديم المساعدات، لكنه رفض توزيعها دون علم الإدارة، مؤكداً أن أبواب المركز مفتوحة لأي مبادر أو جمعية أو مؤسسة ترغب في تقديم المساعدات بشرط تنظيمها عبر الهيئة.

المصدر / فلسطين أون لاين