ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الأمم المتحدة تستعد للإنهاء التدريجي لعمل "الأونروا" بغزة والضفة الغربية بسبب الحظر الذي فرضته إسرائيل على عمل الوكالة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين في الأمم المتحدة إن "المنظمة الأممية تستعد لإنهاء عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في كل من قطاع غزة والضفة الغربية"، مشيرين إلى أن "فرض إسرائيل لقوانين تحظر أنشطة الوكالة سيؤدي إلى منع المسؤولين الإسرائيليين من التعاون مع موظفي الأونروا، مما يجعل التنسيق مع إسرائيل في مجال إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة أمرا مستحيلا".
وتشير الصحيفة إلى أن "إسرائيل"، "على الرغم من أن الحظر على أنشطة الأونروا لم يدخل حيز التنفيذ بعد، بدأت تنأى بنفسها عن التعاون مع الوكالة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي بمنع الأونروا من استخدام المعابر الشمالية لقطاع غزة، حيث تشن القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية مكثفة".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية، بأنّ السلطات الإسرائيلية إذا نفّذت القوانين الجديدة بحق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، فإنّ مسؤولين في الأمم المتحدة يحذرون من أنّه لن تتمكن أيّ مجموعة أخرى من تعبئة فراغ الوكالة، وأنّ عملياتها الإنسانية في قطاع غزّة ستتوقف، في وقت تؤكد الأمم المتحدة وجود مجاعة في غالبية أنحاء القطاع.
وقالت الصحيفة، إنّ الفلسطينيين يعتبرون "الأونروا" شريان حياة بالغ الأهمية، حيث توفر الغذاء والمياه والأدوية لمئات الآلاف من سكان غزة الذين عانوا أكثر من عام من الحرب، بينما تدّعي "إسرائيل" بأن الوكالة غطاء لحركة حماس، لذلك قام المشرعون الإسرائيليون بإقرار مشروع قرار لحظر الوكالة من المفترض أن يدخل حيّز التنفيذ الشهر الجاري.
وأشار مسؤول في الأمم المتحدة، وهو الذي أشرف على العمليات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية حتى نيسان/أبريل الماضي، جيمي ماكجولدريك، إلى أنّ هناك استعدادات من أجل "إغلاق عمليات الأونروا في كل من غزة والضفة الغربية، الأمر الذي من شأنه أن يُخلّف تأثيراً هائلاً على الوضع الكارثي في قطاع غزّة".
وتُعَدّ "الأونروا" منظّمة إغاثة حيوية للّاجئين الفلسطينيين في غزّة والضفّة الغربية وسوريا ولبنان والأردن.
وتقدّر المنظّمة أنّ هناك أكثر من 1.7 مليون لاجئ فلسطيني في مناطق خدمتها يتلقون مساعدات منقذة للحياة. وهي تُوفّر المساعدة على شبكة الأمان الاجتماعي، وتُحافظ على السجلّات الفلسطينية، وتسعى لدعم اللاجئين.
وفي وقت سابق، أعلن المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن "258 من موظفي الوكالة ارتقوا في غزة.
واضاف لازاريني، أن ما لا يقل عن 20 من محتجزون في مراكز الاعتقال "الإسرائيلية"، مشيرًا إلى "تسجيل ما يقرب من 650 حادثة ضد مباني ومرافق الوكالة منذ بداية العدوان على غزة.
وأوضح أن ما لا يقل عن 745 شخصًا استشهدوا في ملاجئنا أثناء سعيهم للحصول على حماية الأمم المتحدة، كاشفًا أن "أكثر من ثلثي مباني الوكالة تضررت أو دمرت وكانت غالبيتها تستخدم مدارس للأطفال.