فلسطين أون لاين

تطبيق "مهمَّة جنونية"..

"هآرتس" تكشف عن قيادة جنرال إسرائيليّ وأشقَّائه لمشروعهم الخاصِّ بـ "هدم غزَّة"

...
جنود-الاحتلال-في-غزة-1716984165.jpg
غزة/ فلسطين أون لاين

كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية،  أن قائد الفرقة 252 بالجيش الإسرائيلي يهودا فاخ نفذ عمليات بقطاع غزة من تلقاء نفسه، وسمح لشقيقه بتشكيل قوة خاصة تعمل على تدمير المنازل الفلسطينية والتخريب بعيدًا عن سلطة الجيش.

وتقول الصحيفة إن فاخ أجرى ترتيبات غريبة عند تسلمه قيادة الفرقة في أغسطس/آب الماضي، حيث سمح لأشقائه بدخول غزة والتعامل معهم على أنهم "شخصيات مهمة"، متجاوزًا الإجراءات الأمنية المعتادة.

ووفقًا لشهادات ضباط، فإن جولان، الذي شغل منصب عقيد في قوات الاحتياط، قام بتشكيل وحدة هدفها تدمير غزة. وتمت الإشارة إلى أن هذه القوات كانت تعمل بدون إشراف أو معرفة قيادة الفرقة 252.

"يشعرون بأنهم بمهمة جنونية مشرفة"

وبينما كثّف الجيش الإسرائيلي عمليات الهدم في محور نتساريم، نشطت جهة غير رسمية تعمل وفق أهداف خاصة بتوجيه من فاخ. وكان الهدف المعلن تدمير المباني الفلسطينية بأسرع وقت ممكن، دون معايير واضحة للاختيار. ووفقًا لشهادات الجنود، كان الفريق يتنقل من منزل إلى آخر بهدف تسوية المنطقة بالأرض.

ونقلت الصحيفة عن جندي احتياط، كان ضمن فريق مكلف بحماية تلك القوة، قوله "كانت مهمتهم بالكامل تتمثل في تسوية غزة بالأرض بأسرع وقت ممكن، هذا ما كانوا يفعلونه طوال اليوم".

وقال أحد الجنود إن عناصر فرقة باخ أخبروهم أن هدفهم هو هدم 60 مبنى في غزة يوميا كي لا يعود إليها أحد.

ووصف الجندي عناصر الفرقة بأنهم "متدينون ومسمومون للغاية، ويشعرون بأنهم في مهمة جنونية ومشرفة".

من الحوادث المثيرة التي وقع فيها جولان دخوله نفقًا في غزة دون اتخاذ التدابير الأمنية المناسبة؛ مما أدى إلى انهيار النفق عليه وإصابته. وبعد الحادث تقرر حل “قوة الهدم”.

خطة الجنرالات

وفي حادثة أخرى، ووفقا لشهادات ضباط من الفرقة 252، قُتل 8 جنود بين 17 و28 أغسطس الماضي عندما قرر فاخ دخول حي الزيتون جنوب مدينة غزة، في إطار محاولاته المستمرة للوصول إلى مواقع أبعد نحو الشمال، دون التخطيط الميداني الكافي. وهو ما أدى إلى انفجارات وهجمات مسلحة أودت بحياة أولئك الجنود.

التحقيق أشار أيضًا إلى أن فاخ كان يخطط لتهجير سكان شمال غزة وفقًا لخطة “اللواءات” التي اقترحها غيورا أيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، والتي كانت تهدف إلى إعادة احتلال غزة بشكل تدريجي.

كما ذكر أحد الضباط أن فاخ كان يتحدث عن تهجير كل سكان شمال غزة إلى الجنوب، وأنه سعى إلى تنفيذ "خطة الجنرالات" وحده، مبينا أن "فاخ بحث عن صورة نصر لنفسه، وقال إن انتصار الفرقة سيتحقق عندما تكمل مهمتها بإخلاء شمال غزة من سكانه".

وقال المصدر نفسه إن هذه هي "الحرب الأولى التي يستطيع فيها كل شخص أن يفعل ما يشاء في الميدان"، فيما لم تكشف الصحيفة العبرية مصير الجنرال الإسرائيلي أو أشقائه، وما إذا كانوا تعرضوا للمساءلة القانونية أم لا.